قنصلية لبنان العامة في سيدني تحتفل بعيد استقلال لبنان السبعين




احتفلت قنصلية لبنان العامة في سيدني يوم السبت 23/11/2013 بعيد استقلال لبنان السبعين، بحضور المئات من أبناء وفعاليات الجالية اللبنانية والعربية والاسترالية، وقد قص قالب الحلوى سعادة قنصل لبنان العام الاستاذ جورج البيطار غانم، الذي يفترشه العلم اللبناني بكبرياء وأبهة. وها نحن في "الغربة" ننشر بعض اللقطات التي زودتنا بها مشكورة المحامية بهية ابو حمد.
كل عيد وانت لبنان يا لبنان.
نترككم مع كلمة سعادة قنصل لبنان العام الاستاذ جورج البيطار غانم:
سعادة النائب طوني عيسى، ممثلا ً رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز السيد باري أوفاريل،
سعادة النائب جون روبرتسون، زعيم المعارضة في ولاية نيو ساوث ويلز،
أصحاب السعادة والسيادة والسماحة والفضيلة،
الزملاء أعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي،
السادة النواب الأعضاء في مجلس ولاية نيو ساوث ويلز،
رؤساء وأعضاء البلديات والهيئات والمؤسسات والأحزاب والجمعيات،
رؤساء تحرير وممثلو الصحافة اللبنانية في أستراليا،
أيها الحفل الكريم،

نجتمع الليلة لنحييَ ونحتفل معاً بعيدنا الوطني السبعين. وفي هذه المناسبة السامية والأولى بامتياز، وبإسم الجالية اللبنانية في ولاية نيو ساوث ويلز وبإسمي الشخصي، أتوجـّه بتهنئة قلبية إلى وطن الارز، حكومة وشعبا ً مقيماً ومنتشراً.

يُسعدني أن أتوجه إليكم بهذا النداء من القلب إلى القلب، وأنتم من كانت وجهة قلوبكم وعقولكم دائماً وأبداً وطنكم الأم لبنان، من أجل رسالته الانسانية هاجرتم، كافحتم وناضلتم وصبرتم، ورفعتم راية لبنانكم الحضارية أينما حللتم، وكنتم الروّاد في كل زمن في البناء والاصلاح والتقدم. وقد سطعت أسماؤكم أنواراً من المعرفة والعلم والفن والفلسفة والقيادة والابداع.

أتطلـّع إليكم، في هذا الوقت العصيب، الذي يمرّ فيه العالم عموماً، ومنطقتنا خصوصاً، ومحيطنا القومي بشكل أساسي، وأنتم تشاركون الشعوب في قضاياها المصيرية، تتأثرون بها وتتفاعلون معها وتؤثّرون في إيجاد الحلول الناجعة لمشاكلها ومصاعبها، وتساهمون في الخطط الكفيلة بإصلاح أحوالها وتطوير مرافقها وخدمة مصالحها الكبرى، مناشداً إياكم أن تلتزموا بثوابتكم الوطنية التي عرفتم بها وسط الشعوب وفي مقدمها الحفاظ على وحدتكم الوطنية التي هي مصدر قوتكم وإحترام الشعوب لكم، والالتزام بقواعد وأسس ومبادىء سياسة دولتكم الخارجية التي راعت مصالحكم في علاقتها مع الدولة المضيفة لكم، فكونوا أنتم الطليعة والنخبة في الدفاع عن مصالح وسيادة وطنكم في المحافل الدولية، كي تستلهم  قراراتها ومواقفها الخاصة بقضايانا المحقة من قناعاتكم الوطنية وتوجيهاتكم الحكيمة وارتباطكم القويّ بسياسة بلادكم الوطنية.

فأنتم، الذي أصبح عطاؤكم يُقاس على مدى إنتشاركم، لستم جزرا ً منعزلة تائهة في هذا المحيط الواسع، بل أنتم أبناء وطن واحد يجمعكم، مهما تباعدتم، وما جمعه الله لا تفرقه الأبعاد والمسافات والأمصار... على عاتقكم تقع المسؤولية التاريخية الكبرى في رفع لواء وطنكم الحرّ السيد المستقل المتفاعل والمتضامن مع قضايا الشعوب المحقة والعادلة.

إن إهتمام الدولة بكم، يأتي في طليعة انشغالاتها: ففي طاقاتكم وإمكاناتكم المادية والمعنوية تكمن قوة لبنان في حاضره وغده، كما كانت في ماضيه، وهذه الطاقات هي التي عملت وبنت، ومن خلالها استطاع لبنان الاستمرار والاستفادة من هذه الثروة الهائلة، فاللبنانيون في بلاد الاغتراب، ومن خلال تحويلاتهم، استطاعوا أن يكونوا سنداً قوياً لاقتصاد لبنان مكّنه من المساهمة بشكل كبير في تسديد العجز في ميزان المدفوعات التجارية.

إن الاهتمام الجدّي بكم، يجب أن يتجاوز الشعارات والتصريحات والبيانات والجولات والزيارات الروتينية، وما شابه، للوصول إلى إيجاد خطة عملية تضعها الدولة بمشاركتكم، يأتي في أولوياتها تفعيل القوانين والقرارات الخاصة بكم، وإزالة كلّ المعوّقات التي تعترض تطلعاتكم الوطنية، وتسهيل المعاملات البيروقراطية التي تعرقل مشاريعكم ومصالحكم. إن الدولة اللبنانية تتطلـّع إلى إنجاح عملية مشاركتكم في الحياة السياسية، وذلك من خلال إعطائكم حق الاقتراع  بسدني في الانتخابات النيابية في العام المقبل، التي يتوحّد  فيها لأول مرة لبناننا بجناحيه المقيم والمغترب، في إختيار ممثليه في السلطة التشريعية، وإدارة البلاد. إننا ندعوكم إلى إنجاح هذه العملية الانتخابية التي تعزز من مواقعكم الوطنية، وتعزز وحدة صفكم في الخارج، وتمكنكم من إيجاد "لوبي لبناني" قوي وفاعل له مكانته في بلد إنتشاركم، يقدّم الدعم لقضايانا الوطنية والعربية والدولية المحقة.

وفي هذا السياق، نود هنا التذكير بأن شهورا ً قليلة تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات النيابية القادمة المقررة عام 2014، وإن حق الاقتراع للبنانيين المقيمين في الخارج قد أقرّه مجلس النواب اللبناني بموجب القانون رقم 25 الصادر بتاريخ 8/10/2008.

إننا، وتجنبا ً لإهدار هذا الحق، ندعو أبناء جاليتنا الكريمة الموجودة في ولاية نيو ساوث ويلز إلى إيلاء هذا الموضوع الاهتمام اللازم تمهيداً للمشاركة الفعّالة في صناعة القرار السياسي اللبناني والمساهمة في إيصال من تأتمنونهم على مصالحكم ومستقبل الجيل الجديد الواعد ومن سيكونون على قدر ثقتكم ووكالتكم المعطاة لهم.

ولهذه الغاية، نعيد التنويه والاشارة إلى وجوب التسجيل في قنصلية لبنان العامة في سدني لجميع الراغبين بالاقتراع في الخارج من أبناء الجالية أو لدى مقرّات الهيئات الدينية المختلفة والجمعيات ومراكز الأحزاب وذلك عبر ملء الاستمارة اللازمة التي يمكن تنزيلها عبر الموقع الالكتروني العائد للقنصلية العامة، مرفقة بمستند يثبت الجنسية اللبنانية. وإن المهلة القانونية للتسجيل لممارسة حق الاقتراع في الخارج تنتهي بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الأول 2013.

إنني، وإذ أتوجه إليكم بهذا النداء، مستحضراً بكل اعتزاز ما قدمتموه لوطنكم، على يقين تام بأنكم ستبذلون الغالي والنفيس في سبيل مصلحة بلدكم العليا.

كلنا نعلم مدى القلق الذي يعتريكم بالنسبة إلى لبنان في ظل الظروف التي تمر بها الدول العربية، وأود أن أطمئنكم أن الوضع الذي تشهده الدول العربية والتحوّل نحو الديموقراطية يصب لمصلحة لبنان في المستقبل. لقد دفع لبنان ثمناً كبيراً للديموقراطية والحرية والقيم، وأنتم أكثر من يعرفها لأن أجدادكم وآباءكم تركوا لبنان وقصدوا هذه البلاد طلباً للحرية والكرامة.

وفي ما خصّ الوضع الاقتصادي، فهو شهد نمواً قارب معدّله الـ  8 و 9 في المئة خلال السنوات الماضية، وقد انخفض بسبب الأحداث التي تشهدها الدول العربية، ولكنه قابل للنمو بسرعة كبيرة. كما صمد لبنان خلال الأزمة المالية التي ضربت العالم، وزادت الودائع المالية، والسبب يعود إلى أن المغتربين يحوّلون أموالاً بشكل دوري إلى لبنان بما يقارب الـ 7 مليار دولار، وهو رقم أكثر من جيد بالنسبة إلى البلد. كما ارتفع إحتياطي المصرف المركزي بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، على غرار قيمة إحتياطي الذهب، وهما ضمانة أساسية للاقتصاد ولكن الضمانة الكبرى هي أنتم الذين نعتبركم ذهب لبنان الأبيض.

أيها الحضور الكريم،
لقد أعطى الله لبنان نعمة إضافية إلى النعم التي أغدقها عليه، وهي كميات كبيرة من النفط  والغاز في البحر وقد بدأت الدولة الإجراءات القانونية للتنقيب عنها وإستخراجها من أجل أولادنا وأولادكم ومن أجلكم لكي تعودوا إلى لبنان.

لا تخافوا على لبنان، فهو لا يزال مستشفى الشرق الأوسط وجامعته، ونحن نفتخر بالمستوى الذي يتمتع به لبنان على صعيد الطبابة والاستشفاء والجامعات. إن نظامنا الديموقراطي هو من الأفضل في العالم، وهو بفضل ما يحصل، يظهر للجميع أنه نموذج للعالم الجديد المتعدد الذي أنتجه التطور العلمي والعولمة.

إن لبنان وفق ما قال الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني هو بلد الرسالة، وبلد التلاقي كما أشار إليه البابا بنديكتوس السادس عشر. وفي الصراع القائم بين الانعزال والانفتاح، ستكون الغلبة للانفتاح وللدول التي تعتمده، ولبنان منها.

كما سبق وقلت، تنتظر لبنان فرص سياسية واقتصادية مهمة، علينا اغتنامُها لتعزيز حضور لبنان وقوته، وهو أمر مطلوب من المقيمين قبل المغتربين ولكنكم أنتم الداعم الأكبر لهذه العملية. لدينا بلد جميل، وقد وصفه نشيد الاناشيد بأجمل بلد في العالم، وتغنـّى بأرز لبنان. لا تبيعوا أرضكم، فالأرض غالية جداً إن من الناحية المادية أو من الناحية العاطفية والمعنوية. حافظوا على العلاقة مع بعض مهما كانت طوائفكم ومناطقكم، فقوتكم تنبع من هذه اللحمة وقوة العلاقات الاجتماعية والجمعيات والمؤسسات التي أنشأتم.

في مطلق الأحوال، الشكر الكبير لأستراليا حكومة وشعباً، كونها تحب اللبنانيين وتقدّرهم وتعتبر أن الشعب اللبناني خلاق، فحافظوا على إخلاصكم ووفائكم لبلدكم أستراليا، هذا البلد العزيز المعطاء، وحافظوا على رابط الدم والقلب الذي يربطكم بلبنان، أرض الأجداد.

أيها الأحباء والأعزاء،
بإسم الحكومة اللبنانية وبإسمي الشخصي أهنئكم  في هذا اليوم المجيد، متمنياً لكم التقدم والتوفيق والنجاح في حياتكم وأعمالكم والمزيد من العطاء في المجالات كافة، وقد أثبتم بالأفعال والأعمال أنكم تنتمون لأمة حضارية، تحملون في عقولكم وقلوبكم وسواعدكم رسالة وطن قائمةً على قيم الحق والخير والعدل والتضحية والعطاء والسلام. بكم يعتز الوطن ويكبر، فأنتم ثروته وسنده القويّ وعقله الخلاّق.
وكل عام وأنتم بخير.

 عشتم، عاشت أستراليا وعاش لبنان

CONVERSATION

0 comments: