بدعوة من جمعيّة إنماء الشعر العامّي حفل تأبيني للراحل الكبير وديع الصافي

دعت جمعيَّة إنماء الشعر العامّي العربيّ في أستراليا والوطن العربيّ ممثلة برئيسها المحامية الأستاذة بهية أبو حمد وأعضاء اللجنة المؤلفة من الأب القاضي شاهر مرجي، والسيد بسام دكان، والأب المحامي افرام عباسي، والدكتور جميل الدويهي، إلى حفل تأبين للمطرب الراحل الدكتور وديع الصافي في صالة مطعم جان شاهين- بانكستاون، برعاية سعادة قنصل لبنان العام في سيدني جورج البيطار غانم، وحضور حشد من رجال الدين والسياسة والمجتمع والثقافة والفكر والإعلام، يتقدّمهم سيادة المتروبوليت بولس صليبا مطران استراليا ونيوزيلاند والفيليبين وتوابعهم للكنيسة الإنطاكية الأرثوذكسية السامي الإحترام وسيادة المطران أنطوان شربل طربيه ممثلا بالأب إيلي نخول، وسيادة المطران مار ملا تيوس ملكي مطران استراليا ونيوزيلاند للسريان الأرثوذكس السامي الإحترام ممثلا بالأب مَلكي يوسف،  المونسنيور باسيل سوسانيّة من الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكية، والأب ملحم هيكل من الكنيسة الملـكيّة الكاثوليكيّة، راهبات العائلة المقدّسة المارونيات، الأب مارون موسى، وسيادة الأرشمندريت هاني فرنسيس، ولفيف من الكهنة الأجلا، رئيس التجمع المسيحي السيد ولي وهبي، يرافقه السيد جو حداد، ورؤساء ووفود من الأحزاب، والتيارات السياسية، والجمعيات الخيرية، والأسرة الأردنية، والرابطة العراقية، ونخبة من الشعراء اللبنانية والعرب، ووفود من الكنائس الإنطاكية الأرثوذكسية، والمارونية، والارمنية، والروم الملكيين، والسريانية، وعدد من أبناء الجالية اللبنانية والعربية . 

قدّم الحفل الدكتور جميل الدويهي، وبعد النشيدين الوطنيّين الأسترالي واللبناني، والوقوف دقيقة صمت،  قدَّم سيادة المطران بولس صليبا صلاة لراحة نفس الفقيد الكبير، ثمَّ ألقى سعادة قنصل لبنان العامّ في سيدني جورج البيطار غانم كلمة معالي وزير الثقافة اللبنانيّ غابي ليّون الذي أثنى على دور وديع الرائد في مجال الفنّ الأصيل، واصفاً لبنان بأنَّه بلد وديع الصافي. وقال: "جبل نيحا أصرّ على التمايز، فأنجب موهبة نادرة في صفاء الصوت وقوته، ونقاوة في الروح، وصلابة في الإنتماء، وخلقا في السلوك، فكان وديع فرنسيس الذي عرف فيما بعد بالصافي". وقال الوزير ليّون: "وديع الصافي، الأسطورة، الشلال، الأرز، صاحب الحنجرة الذهبية، حوّل فنه إلى مدرسة في الغناء حين أدخل إليها ألحاناً من رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي، مع أنه كان يفضل ألحاناً لبنانية الروح، فغنى لزكي ناصيف والأخوين رحباني وفيلمون وهبي، كما أنه كان يؤثر ألحانه لدرايته بصوته وإحساسه."

ووجّه الوزير ليّون تحيّة وكلمة شكر هذا نصها:
أيها الحفل الكريم،
حين يسأل اللبناني المهاجر عن وطنه،يجيب أنه ابن مدرسة الشرائع بيروت، وابن هياكل بعلبك، وابن عجيبة الطبيعة جعيتا. فيبش السائل مردداً: أي أنك من بلد وديع الصافي.عندئذ، يصحو الفخر والاعتزاز بوطن فيه الثقافة غاية قديمة قدم المعلم الفينيقي قدموس..

أيها الأحبة،
  تتفجر صخور جبال لبنان الحبلى بمياهها وتندفع لتروي العطشى من الكائنات، لكن جبل نيحا  أصرّ على التمايز، فأنجب موهبة نادرة في صفاء الصوت وقوته، ونقاوة في الروح، وصلابة في الإنتماء، وخلقا في السلوك، فكان وديع فرنسيس الذي عرف فيما بعد بالصافي.
ما إن حبا في غنائه حتى دندن: "عاللوما اللوما اللوما.." عندئذ لفت إنتباه عشاق الغناء.
نزل وديع الصافي إالى بيروت ناقلاً إليها  صوراً عن قريته التي لم تبارحه، فغنى: 
"طل الصباح وتكتك العصفور   سهرنا وطولنا بنومتنا""..
كان يشعربلذة ومتعة حين يذكر الأسماءوالمفردات المستخدمة في الكلام كما هي:
الكون غاشي .. سقسقة ميّات نبعتنا... الجرة .. التنور.. ترق معنا الخبز..
في حنينه إلى قريته يحلّف العصفور بمكان لا يوجد مثله إلا في لبنان فيغني:
 رح حلفك بالغصن يا عصفور, ...... كوخ ووزال وسطحه 
زهور  تتسلقه عريشة.. وحلوة بإيدها كتاب.."
إن تعلقه بالقرية اللبنانية دفعه إلى دعوة إبنه كي يختار عروساً منها:
"الله يرضى عليك يا إبني  ضهري انكسر والهم دوّبني
خود ليلى بنت ضيعتنا    بترتاح معها وما بتتعبني"
أما العتب عنده على غياب الأحبة فهو دليل حب وشوق:
"ولو هيك بتطلعوا منا وما بتعودوا تسألوا عنا..".

عندما سمعه الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب عجب وتعجب وردد: "من غير المعقول أن 
يملك أحد صوتاً كهذا"...لكن الصافي الوديع ملكه.. كان حبه لا يخلو من الغيرة ولا يخشى من البوح بها فغنى :
"قالت بترحلك مشوار  قلتلا يا ريت
قالت لكن أوعى تغار  حواليّ عشاق كتار
قلتلا بطلت..خليني بالبيت ".
حبه للبنان جعله يرسم جباله، وديانه، وسهوله، وبحره بأغان متعددة، فوقف على إحدى قممه 
يتأمل هذا السحر المترامي أمامه وصرخ: " لبنان يا قطعة سما  عالأرض تاني ما إلك.."
غنّى للبحر والبحارة ورئيسهم: "عندك بحرية يا ريس.."
وكأب لكل اللبنانيين  دعا إلى حب الوطن وحمايته فغنّى:
"يا ابني بلادك قلبك اعطيها  وغير فكرك ما بيغنيها
ان ما حميتها يا ابني من الويلات ما في حدا غيرك بيحميها"
لكنّ البعض من الأبناء عبثوا وعاثوا بلبنان وأثخنوه جراحا وخنقوه بدخان التقاتل..
ومع أنه كان يدعو إلى البقاء في الوطن ورفض الهجرة:
"خيي برضاي عليك يا خيي  ورقة فراق بلادك طويها
وعالسفر لا تصمم النية  بكرة الدني تضحك لياليها"
لكن الأعقة الآثمين المصّرين على التقاتل، أرغموه مكرهاً على حمل عوده والرحيل مهاجراً.
تنقل في بلدان عربية وأجنبية، حتى وصل إلى البرازيل وصوته يصدح:
"على الله تعود على الله   يا ضايع في ديار الله.." 
كان يأمل بعودة الأفراح إلى لبنان فغنى مبتهلاً: "على الله تعود بهجتنا والفراح تغمر دارنا والفراح"
  وديع الصافي، الأسطورة .. الشلال .. الأرز .. صاحب الحنجرة الذهبية، حوّل فنه إلى مدرسة في الغناء حين أدخل إليها ألحانا من رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي، .. مع أنه كان يفضل ألحاناً لبنانية الروح، فغنى لزكي ناصيف والأخوين رحباني وفيلمون وهبي. كما أنه كان يؤثر ألحانه لدرايته بصوته وإحساسه.
أيها الأعزاء،
من كان كبيراً كالوديع والصافي في عطائه فإنه يستوطن القلب والذاكرة معاً، وقد ترك لنا إرثاً فنياً فريداً يمتعنا حتى في أشد الأزمات.
وديع الصافي، لم تقهره نكبات الدهر ولا سنونه التي تجاوزت التسعين بسنتين.
اعترف أن .. "شاب الهوى وشبنا وبعدن حبايبنا"
إلا أن المنية تحضر بلا استئذان وتمضي بالأحبة.. ويبقى الخلود  سمة الكبار..
عندما حمل بنعشه على الأكف، ارتفعت الزغاريد ونثرت الورود،لكنه بقي هادئاً كما دأبه،
كان يصغي إلى الأوتار تعزف، وإلى القلوب تصدح: "طلوا حبابنا طلوا نسم يا هوى بلادي" ..... وقبل أن يوارى في بلدته نيحا صرخ:   "لبنان يا قطعة سما".
أيها الأحبة، 
إنني إذ أتوجه بالشكر إلى كل من يزيد في غلال المخزون الثقافي اللبناني خاصة الموجودين في بقاع العالم، هؤلاء الأوفياء لوطنهم لبنان .. لبنان الإنسان والجغرافيا.  
 إن  الدفق الثقافي والفني عندهم لم ينقطع منذ المهاجرين الأوائل، فكتبوا وأنشأوا المؤسسات الفكرية والثقافية وبقيت شرايين المحبة والانتماء تتعلق وتتواصل مع وطنهم الأم لبنان. 
 وفي هذه المناسبة أخص بالشكر أعضاء "مؤسسة إنماء الشعر العامي العربي" في مدينة سيدني ورئيستها المحامية الأستاذة بهية أبو حمد ، على ما يقومون به من أنشطة ثقافية متعددة، وما إقامة هذا الحفل التأبيني للفنان الباقي وديع الصافي إلا دليل اعتزاز ووفاء له، ولإظهار وجه لبنان الثقافي والفني ورفعته من خلال فنانيه الكبار.  فبالفنون والثقافات تسمو الأوطان.
         عشتم.. عاشت الثقافة فيكم... عاش لبنان 

بعد الوزير ليّون ألقت رئيسة الجمعيّة المحامية بهيّة أبو حمد كلمة بالإنكليزيّة شكرت سعادة قنصل لبنان العام ، والمساهمين،  Dakkan & Associates Insurance Services and SWP, Strategic Wealth Planners  
والحاضرين، وأعضاء اللجنة والجمعيَّة ،والضيوف من لبنان الملحن طوني أبي كرم، والمطربين كارلوس عازار، وميشال قزي، ومطعم جان شاهين، وشكر خاص لجميع وسائل الإعلام والصحافة، وفيديو قزي ، والمصور جو سعد. هذا نصها:
MEMORIAL CEREMONY FOR THE GREATEST LEBANESE SINGER , COMPOSER, AND 
ARTIST LATE DOCTOR WADIH EL-SAFI
I am speechless tonight and it is not my habit. As a lawyer I was trained to find words and present my case to my utmost ability no matter how difficult the facts of the matter. Tonight I am at loss of words. I have difficulties finding words to give the proper weight to a man of great values and distinguished talents Dr Wadih El-Safi.
No doubt , he is one of the most potent assets that Lebanon has conveyed to its nations and the whole world. An extraordinary Singer, Composer, Poet, Writer, Musician, Artist, Religious, and a proud Father.
A man who is cosmopolitan in essence, pluralist by religion. A great advocate of culture and heritage. A man of great social and cultural engagement throughout the world. A man of the Arts
A man of refinement. A man who places his talents primarily at the service of others. A temporal leader. A great singer with a stentorian voice which never failed. Beloved by all. Heard by all.  Dr Wadih El-Safi you are at once the illustrious descendant of a dynasty entrusted with Arts, faith and history. We all love you .
Your death deprives Lebanon and the world of a part of itself.  Your talents, music, and personality, are unprecedented. They have permanently changed the face of the world and will never be equaled. Dr El-Safi , you are unique and irreplaceable.
Your listeners are numerous. Your followers are immense. You are a great and a noble symbol to each singer . You are an impeccable image of Lebanon .
I lost my father at a very young age, You were a father to me. You gave me guidance and directions in the ambit of love. I saw the light of Jesus in you. Your smile brought peace and hope to my heart. My love to Lebanon increased due to your songs and your stentorian voice which  touched my heart and soul. Dr El-Safi, from the bottom of my heart I thank you for your directions and love. May God bless your soul
I end by quoting Gustav Stresemann who stated
“ The great men of a nation reach out to all mankind. They are unifying, not divisive; internationally conciliating and still great nationally.
Thank you very much Ladies and Gentlemen for your attendance today.

ثمّ تمّ عرض شريط فيديو قصير عن لقاء المحامية أبو حمد بالمطرب الراحل وديع الصافي أثناء زيارة لها إلى لبنان.

المحامية أبو حمد قرأت أيضاً رسالة من أسرة المطرب الراحل وديع الصافي، كتبها نجله الدكتور أنطوان الصافي الذي قال: ماذا عسايَ أن أقول بخسارة والدي الحنون وقد خلـَّف لي ملايينَ المُحبين؟ ماذا عسايَ أن أقول بخسارة والدي المعطاء أمام الذي أعطاني إيّاه محبُّوه من وفاء وعزاء لا محدودَين؟ ماذا عساي أن أقول بخسارة والدي الفنان وهو الملهـِمُ الأكبر بعد الله عز وجل، للكتـّاب والشعراء والملحنين والمنشدين على حد سواء؟ إنني لم أخسرْه، فوديعُكم الصافي باق في كل واحد أحبَّه، فمدرسة وديع الصافي ليست فنيةً فحسب، بل هي إنسانيةٌ بإمتياز تُحاكي الخيرَ في كل واحد منا... ترتقي بالإنسان فرداً و جماعة، آباءً وأبناء، أمهاتٍ وبنات، مواطنين ومهاجرين، كباراً وصغاراً.

وأضاف الدكتور الصافي: "نهلَ وديع الصافي من أعماق ِينابيع وتراكم ثقافة الأخلاق والفضائل والقيم في حضارتنا الإنسانيّة عبر التاريخ، وقدّمها بالأسلوب الفنيّ الرائع والسهل الذي عرفناه، واختصر كل الثقافات الموسيقيّة والغنائيّة التي سبقته في مشرقنا الغنيّ بفنونه، وعَلـّى سقفَها حتى أصبحت السمَوات حدودَها، وأبدعَ ألواناً جديدة، وأضفى على فنونِنا صفةً كونيّة، فغدا الجسرَ الثقافيَّ بين ماضينا الجميل والحاضرِ المتجدد دائماً."

وختم نجل الفقيد كلمته بالقول: "أنتم الإستمراريّة وأنتم وديع الصافي. نعم فكلُّ مَن سمع وعمل بنهج وديع الصافي هو من مدرستِه حتى لو لم ينتمِ إلى العائلة الفنيّة..."

بعد كلمة الصافي افتتح الدكتور جميل الدويهي البرنامج الأدبيّ بقصيدة مهداة إلى روح المطرب الكبير، ثمّ قصيدة للشاعر جورج بو أنطون رئيس نِقابة شعراء الزجل في لبنان، ألقاها الشاعر المهجري حنّا الشالوحي. وكانت قصائد للشعراء: الدكتور مروان كسّاب، جورج منصور، عصام ملكي (مغنّاة بصوت الفنّانة غادة البادية) ، حيدر كريم من العراق، أنطوان سعادة من لبنان (قرئت بالنيابة عنه)، طوني حنّا النسر، طوني رزق الذي ألقى أيضاً قصيدة الشاعر اللبنانيّ عادل خداج، وأخيراً قصيدة باللغة الفصحى للشاعر اللبنانيّ الدكتور محمّد توفيق صادق (قرئت بالنيابة). 

وكانت كلمة في نهاية الحفل للشاعر الزائر طوني أبي كرم، وأغنية لوديع الصافي قدّمها الفنّان الزائر كارلوس عازار، رافقه على الأورغ جورج خوري. ثمّ قدَّم سعادة قنصل لبنان والمحامية أبو حمد والفنّان بسّام دكّان بصفته صاحب شركة التأمين المعروفة والداعمة للحفل رموزاً تذكاريّه بالمناسبِه. 

CONVERSATION

0 comments: