جورج خزامي في ذمة الله

توفي في سيدني رجل الأعمال المعروف جورج خزامي، الفائز بجائزة شربل بعيني عن أعمال البر والخدمات الاجتماعية التي كان يقدّمها مجاناً لأبناء شعبه، دون تمييز سياسي أو ديني.
تقبل التعازي عن روحه الطاهرة ايام السبت والاحد والاثنين والثلاثاء 17 و18 و19 و20 ايار من الساعة السادسة حتى التاسعة في قاعة كنيسة مار نقولا بانشبول. وقد وصلنا ان الجنازة ستكون يوم الاربعاء في 21 ايار الساعة العاشرة صباحاً في كنيسة مار نقولا. رحمه الله لأنه ابن الله.
**
كلما ذكرت بلدته عاصون،
تنهمر الدمعة من عينيه،
ويبدأ حلم العودة بمداعبة فؤاده..
لقد علمته تلك البلدة الابية الكرم
والطيبة
والاباء..
وخدمة الناس.
  عندما فكّر بمغادرتها،
كان يعلم تماماً أنه سيزرعها في كل بقعة أرض تطأها قدماه،
وكان واثقاً من أن تعاليمها ستبقى نبراسه الى الابد.
   سنة 1970، جاء الى استراليا ليكمل دراسته الجامعية،
بعد أن انهى دراسته الثانوية في مدينة طرابلس..
فحاز على شهادة بالخدمات الاجتماعية والترجمة من جامعة سيدني .
   سنة 1975، أسس مكتب الخدمات الاجتماعية في منطقة كامبسي المكتظة بابناء الجالية..
فكان من اوائل الذين قدموا خدماتهم المجانية لكل من طلبها..
   يملك شركة لتقديم المأكولات في الحفلات،
   شارك باصدار جريدة صوت المغترب ،
وأنشأ مجلة خاصة به اسماها (الطليعة).
 متزوج من السيدة جوليا الجعيتاني ـ خزامي،
ولهما أربعة اولاد : بريسيلا ، ناجي ، شادي وجورج .
  والمعروف عن جورج كرمه الزائد،
حتى لقبّه أحدهم بكرم على درب،
 نظراً لسخاء كفّه.
وأذكر يوم أقمت حفلة وداعية للسفير الدكتور لطيف ابو الحسن،
كيف امتنع جورج عن قبض سنت واحد ثمناً للمأكولات التي قدّمها لأكثر من مئة شخص،
بل قال لي: وداع سفيرنا علي وليس عليك.
فما كان مني إلا أن أعلنت هذا عبر الميكرفون،
ليعلم الجميع أن جورج هو من أقام حفلة الوداع وليس أنا.
رحمك الله يا صديقي الكبير
لأنك أهل لرحمته.
وتعزيتي القلبية أقدّمها لكل فرد من أفراد عائلتك.
شربل بعيني
سيدني ـ أستراليا

**
إحدى قصصي مع جورج خزامي

   سأخبركم عن معدن جورج خزامي النادر الذي حككته منذ معرفتي به.. كان هذا يوم زارنا أحد المطربين اللبنانيين وفشلت حفلاته، فالتجأ إليّ طالباً المساعدة، وبدون أي تفكير اتصلت بالصديق العزيز جورج وأخبرته بمصيبة المطرب الضّيف، فما كان منه إلا أن قال:
ـ أنا هلّق عَ الطريق.. عم حاكيك من السيّارة.. قول لصاحبك يلاقيني عَ البيت وما بيكون إلا مبسوط..
* خبّرني شو بدّك تعملّو يا جورج ..
ـ رح إعملّو حفله عَ راس السّنه.. وقدّملو كل شي ببلاش ..
* عم تحكي من عقلك ؟!
ـ انت غالي عَ قلوبنا يا شربل .. وأنا ناطر تا قدّملك خدمه متل هالخدمه..
      وها أنا أعترف أمامكم أن كلمات الصديق جورج خزامي لجمتني.. أجل: لجمتني.. ولجمت كل من سمع حوارنا التلفوني.. وحتى لا أكون كاذباً أعترف أمامكم أيضاً، أنني شككت بكلام جورج.. ويلي من خطيئة الشك.. لأن جورج نفّذ وعده لي أكثر مما تصوّرت وتصوّر المطرب الضيف.. وأحسست أن عاصون البلدة اللبنانية الطاهرة قد أنجبت إنسانا كريماً طاهراً..
   والان ، وبعد صدور مجلّة " ليلى " ، ها هو جورج يثبت من جديد أن الذهب يبقى ذهباً ، ويتحفنا بهذه الرسالة الصادقة :
   ـ حضرة الشاعر الأديب المهذّب شربل بعيني ، الذي أفتخر به وبشعره ليس أنا فحسب ، بل جميع المغتربين وأهل الوطن، وكل من يقرأ الشعر.
   شكراً لكم لأنكم أرسلتم إلي مجلّة ليلى ، لأنني أعتبرها جوهرة في مكتبتي.
   أنا في المركز الإجتماعي للخدمات العامة، على استعداد لتقديم أي مساعدة من أجل إنماء وبقاء هذه المجلّة، وكذلك للقراء وكافة أبناء الجالية.
   منذ 1975، كنا وما نزال في المركز، نقدّم المساعدات مجاناً للجميع، فيما يختص بالترجمة ـ قضايا المساكن ـ الهجرة ـ الضمان الإجتماعي وكل ما هنالك من قضايا صعبة تواجه المغترب اللبناني والعربي وغيره.. أما فيما يختص بالمؤسسة اللبنانية لخدمة الحفلات والمناسبات، فنحن على استعداد للمساهمة بأي مشروع يخص المجلة.. مع تحيّات جورج وجوليا خزامي .
    نحن نشكركما يا جورج ويا جوليا على محبتكما واندفاعكما من أجل رفع مستوى المجلة.. ولكن إسمحا لنا أن نقول : لقد جاء دورنا الآن كي نفيكما حقّكما.. نحن نعرف أننا عاجزون عن ردّ معروفكما.. ولكننا سنحاول .
هذا الكلام كان من زمان.. أما اليوم فسأحاول أن أرد جميلك أيها اللبناني الشامخ جورج خزامي.