في يوم وداعك يا صديقي العزيز جورج خزامي شاركت السماء الأرض بالبكاء، وضاقت الأمكنة بالمحبين، وانهمرت قصائد الرثاء كانهمار الدموع من أعين زوجتك وعيالك ومحبيك، وها نحن ننقل بعض المشاهد المؤثرة، وسننشر تباعاً كل القصائد، مبتدئين بقصيدة الشاعر فؤاد نعمان الخوري:
شِفت الكرامه ماشيِه ب سدني حَفا،
سمعت الوفا عم يندُب صْحاب الوفا..
سألتُن: شُو صاير بالدني يا عابسين؟
غصُّو وقالُو: جورج خزامي انطفى!
وعاصُون ربطِت شال أسود عَ الجبين،
وحزنت زغرتا، وفارق عيونا الغفا،
ورفّت حمامِه عَ بيت خزامي الحزين
تقلّو: نقَل جورج لعند أهلُو...وكفى!
يا جورج، وينَك يا أمير المخلصين؟
وينك، يا كفّ الخير، يا حضن الدفا؟
وينك يا وجه الجاليه العالي الأمين،
وينَك يا عرّاب المحبّه والصفا؟...
وسمعت صوت بعيد من وادي الحنين
قلّي: انختَم الكتاب، والكاس اكتفى؛
الصالِح سكَن هلّق ب دار الصالحين،
ومن بعد ما نوّر درُوب الغايبين،
البدر اختفى، لكن شُعاعُو ما اختفى!
+++++
يلّلي كنت حدّك بكلّ مناسبِه،
اغزلّك الأشعار بدلِه مقصّبِه،
ووجهك قبالي بالليالي وبالعراس،
وغنّي الك قبل البنت، قبل الصبي...
من القلب حبّيتَك لأنّك كنت راس
مرفُوع، ما بيرضى بعتمات الخبي؛
وعا طول حاضر، كلما دقّو الجراس،
أو بيت لبناني وقَع بالتجربِه...
ومفتوح بيتَك: ناس تقفى، تطلّ ناس،
لا تتعَب ولا يكشّ ورد المصطبِه؛
وكلما سهرنا والحبَق عطّر الكاس،
اسكر بلطفَك، مش بخمره طيّبِه...
ضيعان ها الوردِه الملُوكيّه تباس،
وها الصخر بالفيّه الغميقه يختبي..
لكن ما دامُو صخر أبيض بالأساس،
ها البيت رح يبقى كنيسِه ومسكبِه،
وها الإسم بدو يضلّ قونِه مدهّبِه!
+++++
جُولي يا "جُولي" عَ الطريق المعتمِه،
وتذكّري شيخ الشباب الآدمي...
وصلُّو يا ناجي وجورج للبيّ الحبيب،
ويا بريسيلا بدمُوع شادي تلتّمي!
ويا اخوتُو يا قمار ها البيت الكئيب،
جايي تا امسح دمعكُن بالمحرمِه؛
اخوه انا ويّاكُن بحمل الصليب،
ومأتم حبيب القلب هوّي مأتمي...
انتو أهل وصحاب بالبحر الغريب،
وبُو جورج يبقى صاحبي ومعلّمي،
وام جورج يوم غيابها، بأمر الطبيب،
ما قدرت ودّعها بكلمِه منعّمِه...
يا عيلة خزامي هجرنا العندليب
وضلّت النغمه بالقلُوب معلّمِه؛
شجرة الطيب، غصُونها بتفُوح طيب،
وجورج انحفر بقلوبكن وقلوبنا
شيخ الكرامِه والكرَم والمكرمِه!
+++++
يا جورج، يا لْ حنّيت عا إبني المُعاق
وبجامعة سدني عطيتُو هديّتَك:
لليوم بعدُو كلّما تذكّر وفاق
بيخبّر رفاقُو عَ انسانيّتَك...
يا جورج يا رفيق السفَر، صعب الفراق
السهرات مش حلوه بلا شمسيّتك؛
بس لْ بيداوي جروح ها الناس الغماق
ولادك بيكفّو رسالتك ووصيّتَك...
عم تزغر الدنيي وعم يفلُّو الرفاق،
يا جورج، ما بنسى مدى حنيّتك؛
من هيك من عزّ الوجع والاشتياق
عا مار نقولا حملت روحي الضايعه
وضوّيتها شمعة صلا عن نيّتك!
+++++
0 comments:
إرسال تعليق