فاطمة ناعوت تعزّي ايلي ناصيف بوفاة شقيقه وليم

أحزنني للغاية خبر طيران شقيق إيلي الحبيب "وليم" إلى حيث تطير العصافير في العلا جوار عرش أبي الله.

وأعتب عليك العتبَ كله لأنك لم تخبرني في وقتها لأكون إلى جواره كما يليق أن يتجاور الأصدقاء وقت المحن. 

كيف أواسيه اليوم وقد مرّتِ الثواني والدقائق والساعات والأيام على قلبه الثكل النازف ولم يكن قلبي جوار قلبه يمسّد الوجع ويجلو قطرات النزف، كما كنت أرجو؟

أشعر بالخجل منه، لأنه ربما لن يعرف أنني لم أكن أعرف إلا الآن.

هذا الرقيق العذب يليق به الفرح، فكيف يقسو الحزنُ ويزور قلبه؟!

الموت قاس وغير عادل، مهما تكلمتُ وتكلمتَ وتكلم الناس عن الحزن النبيل، إلا أنه في النهاية حزن ونصلٌ يجرح القلب ببرود النازيين وعبثية الحواة.

قل له فاطمة كانت في محرقة جان دارك ولم يعفُ عنها الوهج الحارق إلا قبل ساعات قليلة حين استعادت مصرُ تاجها المسروق. 

حين ألتقيه في الصيف، سأحمل له قلبي بين كفيّ وأقول له: هذا قلبي يا إيلي، خذه وعاقبه كما تشاء، ولك العتبى حتى ترضى. وسوف يرضى، أعدك بهذا، لأنه نبيل مثلك، ولا يعرف كيف يغضب صديقٌ من صديق، وإن أخطأ الأخير كما أخطأتُ أنا.
فاطمة ناعوت