النشرة
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه "في وقت ما زال العالم العربي يسعى لتلمس طريقه نحو الإصلاح والديموقراطية المنفتحة على الحداثة والملتزمة الحريات وحقوق الإنسان، بعيدا من مخاطر الانقسام والتشرذم والعنف على ما نأمل، تبقى الحاجة قائمة وملحة لإيجاد حل عادل وشامل لكافة أوجه الصراع في الشرق الأوسط".
وشدد سليمان خلال مأدبة الغداء الرسمية التي اقامتها رئيسة وزراء أوستراليا على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق ظهر اليوم، عقب المحادثات الثنائية التي جرت في مستهل زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس سليمان إلى أوستراليا، على ان "مثل هذا الحل يحتاج الى قرار سياسي ولعزم دولي فعلي على توفير العناصر الضاغطة الكفيلة بدفع جميع الأطراف الى الالتزام، ضمن مهل محددة، بمبادىء الحل وأسسه، وهي كلها مثبتة في قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومرجعية مؤتمر مدريد التي أقرت منذ عقدين من الزمن، والمبادرة العربية للسلام التي صادف الثامن والعشرون من شهر آذار الفائت الذكرى العاشرة لاعتمادها في قمة بيروت". ولفت الى ان "لبنان الذي ايد ترشيح عضوية اوستراليا لمقعد غير دائم في مجلس الامن لفترة 2013-2014، على يقين بأنها تضع نصب أعينها أهمية تعزيز الطابع الديموقراطي للأمم المتحدة وصدقيتها، وتاليا أهمية السعي لإصلاح آليات عمل المجلس وتطبيق قراراته الملزمة بصورة عادلة بعيدا من ازدواجية المعايير، مذكرا بأن لبنان ساهم في معالجة المشكلات التي طرحت على مجلس الأمن الدولي في خلال فترة عضويته فيه".
ونوه "بمواقف اوستراليا الداعمة للبنان واللبنانيين"، مشيرا الى "الروابط التي تجمع البلدين، والمستقاة من قيم الديموقراطية والحرية، والتزام راسخ بحقوق الإنسان وبقرارات الشرعية الدولية، ورفض للظلم والتطرف والإرهاب".
من جهتها، شددت رئيسة وزراء أوستراليا جوليا غيلارد Julia Gillard على "تقديرها الكبير لدور لبنان وتراثه التاريخي الطويل"، واثنت على "دور اللبنانيين خصوصا منهم اولئك الذين تبوأوا مراكز عالية، ومن بينهم حاضرون معنا في هذا الغداء". وشددت على "ان هناك تاريخا من الصداقة والامل والتعاون المشترك بين بلدينا، وانها تتطلع الى تدعيم هذه العلاقات لتكون شامخة مثل ارز لبنان" .
والتقى رئيس الجمهورية، وفدا من السفراء العرب المعتمدين في أوستراليا، في مقر إقامته في العاصمة كانبيرا. وكانت مناسبة اعتبر فيها سليمان ان "العمل الدبلوماسي اليوم بات يتطلب زيارات اكثر الى الدول، لا سيما على مستوى رؤساء الدول، مشيرا الى ان زيارته الى اوستراليا وهي الاولى لرئيس لبناني، تصب في هذا السياق". ولفت الى ان "العصر المقبل هو عصر الاختلاط مع تحول دول العالم الى مدن مختلطة على مستوى الطبقات والطوائف".
واعرب عن "اسفه لكونه الوحيد الذي تحدث عن فلسطين والقضية الفلسطينية في الجامعة العربية، خصوصا في ظل الصراع بين الانعزال والانفتاح، علما ان مشعل الانفتاح يجب ان تحمله الدول العربية، وقال ان العرب نسوا على ما يبدو فلسطين".
وسأل سليمان: "هل ستعطى الهوية لابناء الارض؟ هل تسمح الديموقراطية بعدم عودة اللاجئين وتوطينهم في لبنان مثلا؟ هل تسمح بالاحتلال في لبنان وسوريا؟ هل تسمح بتهويد القدس وازالة كل المعالم الحضارية والتاريخية؟".
ودعا رئيس الجمهورية الانظمة العربية الى "التفكير جديا في الحفاظ على المكونات التعددية لان الحضارة العربية مهد الاديان، خصوصا واننا نواجه حاليا انتشار العولمة ومخاطرها التي قد تلغي بعض الهيكليات الاجتماعية، ولا يمكننا ان نواجهها منفردين، لذلك يجب السير في مشروع التكامل الاقتصادي وعلينا الاستثمار داخل دولنا العربية" . وركز على "اهمية تأمين العدالة الاجتماعية التي من شأنها ان تجعل الشعب يطالب بالديموقراطية بعيدا عن العنف، مشيرا الى ان على الغرب اعادة النظر في تعاطيه مع الديموقراطية".
وعن الوضع في سوريا، اوضح الرئيس سليمان ان "الجميع في سوريا يرغب في الديموقراطية ولكن المهم ان يحسنوا اختيارها بعيدا عن العنف وتقبل التدخل الايجابي للدول وليس السلبي. وحذر من ان الحريق في سوريا يمكن ان يمتد الى لبنان، لذلك على الدول العربية تحمل مسؤولياتها في اطفاء هذا الحريق او على الاقل عدم تأجيجه". وامل رئيس الجمهورية ان "تمر الانتخابات المصرية على خير لانها دولة عربية كبرى، عبر اعتماد اسلوب ديموقراطي بعيدا عن التعصب، معربا عن المه لما يحصل في ليبيا".
0 comments:
إرسال تعليق