وداعاً دكتور فريد فرج

كتب أنطوني ولسن

  فقدت الجالية المصرية خاصة والعربية عامة في سيدني رجلا من أنبل الرجال الذي وهب نفسه ووقته وعمله لخدمة الأنسان . رجل أقل ما يوصف به أنه بذل الجهد والوقت والمال من أجل أبناء جاليته المصرية في أستراليا لتتبوأ مركزها اللائق بها بين الجاليات الأثنية في أستراليا . إنه الدكتور الأستاذ والمعلم فريد فرج رحمه الله .

  تعود بي الذاكرة إلى اليوم الأول الذي إلتقيت به في " عيادته " بماركفيل روود / دالويتش هيل في أواخر عام 1971 ، والترحيب الأبوي الذي إستقبلني به وعائلتي .

  إن نسيت لن أنسى ما قاله ليّ في ذلك اليوم بعد الأنتهاء من الكشف الطبي وكنت واقفا مادا يدي بالسلام فوضع يده اليمنى بيدي ، ويده اليسرى فوق يدي بحنان الأب قائلا لي :

** أرجوك أن تعتبرني كصديق لكم لا طبيب . إن إحتجت أي شيء فبيتي قبل عيادتي مفتوح لك ولعائلتك .

  بالله عليكم كيف أنسى مثل هذا الرجل ؟ وكيف أنسى أول كلمات نابعة من قلب رجل محب مثله وخاصة لم يكن قد مضى على وصولنا إلى سيدني سوى شهر أو أكثر بقليل .

  رجل بذل جهدا جبارا لتوحيد أبناء الجالية فعمل على تحقيق ذلك بتجميعنا حوله لنحصل على نادي هيرلستون بارك للبولنج ليكون ناد لنا نجتمع فيه ويلتقي كل منا بالأخر مع حفلات أسبوعية ترفيهية تتتم بالنادي للترفيه عن أبناء مصر والجاليات العربية الأخرى .

  رجل أسس ما يعرف بالمجلس الأستشاري الأسترالي المصري " الفورم " . الذي أثبت الراحل الدكتور فريد فرج بعدا نظريا لتعريف المجتمع الأسترالي بثقافة وحضارة مصر والمصريين .

   أوراق خريفنا بدأت في التساقط . فلا أقول لك وداعا .. بل أقول لك في أحضان القديسين أباؤنا إبراهيم وإسحق ويعقوب .

  عزاؤنا القلبي للسيدة الفاضلة زوجته وأبنائه وأحفاده والدكتور  وفيق لطيف وعائلته ، وجميع محبيه .
سوف تتم الصلاة على جثمانه الطاهر يوم الأربعاء 5 ديسمبر 2012 بكنيسة العذراء مريم في تمام الساعة 12.30 على العنوان التالي :
 339 / Forest Rd. Bexly