الغربة مع البطريرك الراعي في دير مار شربل بانشبول سيدني






وطنية - 
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي القداس الالهي في كنيسة مار شربل في بانشبول، بعد ازاحة الستارة عن تمثال ضخم للقديس شربل في باحة كنيسة الدير للنحات نايف علوان.

وكان في استقباله والوفد المرافق عند مدخل الدير، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة مع المدبر الاب طوني فخري وأمين السر العام الاب كلود ندره ورئيس دير مار شربل الأب جوزف سليمان ورهبان الدير.

وأقيم القداس في باحة المدرسة نظرا للحضور الكبير، عاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه، الاباتي نعمة، الرؤساء العامون للرهبانية اللبنانية المارونية، بمشاركة المطران روبير رباط، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم، وجمهور الرهبان والكهنة.

وشارك في القداس القنصل اللبناني جورج بيطار غانم، النواب: دايفيد كولومن، طوني عيسى ، باربارا بيري، جايسون كلير، تانيا ميهايلوك، الرئيسة العامة للراهبات الام غبريال بو موسى والراهبات ، رئيس الرابطة المارونية توفيق كيروز، رئيس التجمع المسيحي والي وهبه، مدير مركز الدراسات المارونية الدكتور جان طربيه، رئيس الجامعة الثقافية في الولاية وسام قزي، ممثلو الأحزاب اللبنانية، رئيسا غرفة التجارة في سيدني وملبورن جو خطار وفادي الزوقي، المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، رئيس ووفد المؤسسة المارونية للانتشار وحشد من فاعليات الجالية اللبنانية والمارونية.

نعمة

في بداية القداس، ألقى نعمة كلمة تحت عنوان "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها". بالكلمات عينها التي قالها الرب يسوع لبطرس رأس الرسل، وهي مقتطفة من إنجيل اليوم بحسب القديس متى، "نرحب بغبطتكم خليفة لبطرس على كرسي أنطاكية، وقد سمعتم الكلام عينه من فم الرب بواسطة الكنيسة، يوم اختاركم سينودس الكنيسة المارونية الموقر والروح القدس، لتواصلوا الرسالة التي اسندها الرب لبطرس بقوله: "وأنت متى رجعت ثبت اخوتك".

أضاف: "وأنتم يا صاحب الغبطة والنيافة، منذ اعتليتم كرسي أنطاكية، حملتم عصا بطرس ممهورة بختم الشهادة المارونية الحقة، المكتوبة بالأمانة المزدوجة للانجيل وللكنيسة، وانطلقتم تجوبون العالم تثبتون الإخوة أبناء الكنيسة المارونية، وحيثما حللتم هدر صوتكم "لا تخف أيها القطيع الصغير".

وتابع: "إن الرهبانية اللبنانية المارونية التي حملت شرف اسم رسالتها وروحانيتها من اسم لبنان بالذات، هي معكم اليوم وكل يوم في دفاعكم عن لبنان الوطن، لبنان الكيان والدولة، لبنان الرسالة وقيم التلاقي والأخوة بين المسلمين والمسيحيين. فالرهبانية كما البطريركية المارونية لا يمكن أن تنفصل عما أعطاها الشكل والكيان، وعما ارتسم في رحاب أفق الرهبان البطاركة من يوحنا مارون وصولا إليكم يا صاحب الغبطة: لبنان الحقيقة الأبعد من الجغرافية. لبنان الكتاب المقدس، لبنان مجد الرب وأرزه، لبنان القداسة والقديسين. هذا اللبنان الذي أراده الله قبلنا كلنا فأعطاه اسم الطهر ونصاعة بياض الثلج وعبق البخور، لبنان الذي منه صرخ صاحب نشيد الأناشيد:"هلمي معي من لبنان أيتها العروس معي...". معكم يا صاحب الغبطة ندعوها ونصرخ إليها: يا عروسة الروح، يا أرزة لبنان وسيدته، يا سيدة البطاركة في قنوبين، والديمان، وإيليج، وبكركي، ندعوك يا شفيعتنا وحاميتنا، يا مريم العذراء، أنقذي لبنان. أنت يا سيدة الموارنة وعلمهم، يا نشيدهم وملجأهم، يا أم الله يا حنونة، إحمي بطريركنا وكنيستنا، فهو الصخرة، وهو الذي نقول له بكل أمانة وبالأصالة:"مجد لبنان أعطي له".

وقال: "فمع صاحب السيادة المطران أنطوان شربل طربيه راعي الأبرشية السامي الاحترام، وصاحب السيادة المطران بولس الصياح نائبكم العام السامي الاحترام، ومع أصحاب السيادة الأساقفة السامي احترامهم وقدس الآباء العامين والأم العامة الجزيل احترامهم، ومع الآباء والكهنة الأجلاء والأخوات الراهبات الفاضلات وجميع المؤمنين الحاضرين والمشاركين في رعية ودير مار شربل، ومن أبناء الكنيسة والوطن شيبا وشبانا، نقول لكم نحن معكم نشارككم خدمتكم المثلثة في التعليم والتقديس والتدبير، ونحن نحتفل بأحد تقديس البيعة، خياركم يا صاحب الغبطة خيارنا، ونهجكم نهجنا، ورؤيتكم رؤيتنا وهدفنا مجد الله في بناء الكنيسة وتقديسها وفي خلاص الإنسان، كل إنسان. معكم كلنا رجاء وإيمان بكلمة الرب :"أبواب الجحيم لن تقوى عليها"، وأبواب الجحيم لن تقوى على لبنان، فعين الله تحرسه بالقديسين شفعائنا مار شربل والقديسة رفقا ومار نعمةالله والطوباويين يعقوب واسطفان والمكرمين البطريرك اسطفان الدويهي وأبونا بشاره أبو مراد، فبالاتحاد معهم في رباط الشركة، شركة القديسين، نقدم ذبيحة المحبة هذه لأجلكم يا صاحب الغبطة لتبقوا راعي الشركة والمحبة في الكنيسة والوطن، ولأجل راحة شهداء الجيش اللبناني ولأجل كل مؤمنة ومؤمن وكل من تعب وشارك في إعداد هذا العرس الروحي".

وختم باسم الرهبانية اللبنانية المارونية، "أتوجه بالشكر من هذا البلد الرائع أوستراليا، الذي نعتز به ونفتخر، لا لأنه شكل واحة رجاء ومساحة حرية للعديد من أبناء وطننا وحسب، بل لما جسده ويجسده من رؤية إنسانية عميقة، وما يحققه قانونا وممارسة من قيم السلام والانفتاح والعدالة، وإننا إذ نشكر الأصدقاء الأوستراليين من وزراء ونواب وهيئات رسمية على المستويين المحلي والفدرالي المشاركين في هذه الذبيحة الإلهية التي يرأسها صاحب النيافة والغبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، ومع سيادة راعي الأبرشية المطران أنطوان شربل طربيه، نضم صوتنا إلى صوته سائلين الدولة الأوسترالية دعم لبنان واللبنانيين في دفاعهم عن وطنهم في وجه محاولات محوه وتغيير ملامحه ككيان ديموقراطي إنساني محايد ومسالم. حمى الله اوستراليا ولبنان بشفاعة آبائنا القديسين".

غداء تكريمي

وبعد القداس، أقام نعمة وجمهور الرهبان غداء على شرف الراعي، شارك فيه الشخصيات الرسمية وحشد من فاعليات وأبناء الجالية.

ورحب الأب سليمان بالبطريرك والوفد المرافق والحضور، ثم ألقى الزميل سايد مخايل قصيدة في المناسبة، وكانت وقفة فنية مع الفنان جان خضير.

ثم كرم دير مار شربل عددا من المساهمين في إقامة تمثال القديس شربل. فسلم الراعي يحيط به طربيه ونعمة وسليمان مجسما لكل مساهم يجمع بين القديس ما شربل ورسالة السلام وشربل هو الرسالة. والمساهمون هم: باخوس جرجس، سليم الشدياق ، جورج عنداري ، جورج خطار ، جيمي مارون ، روز فرنجية ، طوني دريبي ، جورج لولش ، سليم دريبي ، جان ناصيف ، طوني مرعي ، جيري خوري ، ميشال دريبي . 

وقدم الراعي شهادة البطريركية لثلاثة داعمين للدير هم:الأب انطوان طعمه وسليم الشدياق وجورج بدر، كما قدم درعا تقديرية باسم الدير الى الفنان علوان .

وقدم نعمة وسليمان هدية رمزية من الثقافة الابوجينية.

الراعي

وألقى الراعي كلمة قال فيها:"أحيي راعي الابرشية المطران طربيه وقدس الرئيس العام والإباء وقنصل لبنان والحضور. أولا شكرا على تمثال مار شربل ، وأشكر النحات نايف علوان وجميع الذين ساهموا في هذا العمل . فرحنا في القداس أننا التقينا كل هذه الجماهير".

أضاف :تأثرت اليوم بمنظر تقديم القرابين حين شاهدت جميع الأحزاب المسيحية الموجودة هنا، وتمنيت لو تبقى الجامعة السياسية في لبنان يدا واحدة وصوتا واحدا، وتمنيت لو أنها تدخل بفلسفة جديدة أنه لا أحد يعلو على لبنان ، لا أشخاص ولا أحزاب ولا جماعات ولا طوائف ولا جماعات . تعلمون هنا أن الدولة الأوسترالية فوق الجميع ونحن نتمنى كشعب ودولة ديموقراطية وحيدة في الشرق الأوسط . نطلب أن يصار الى تربية من قبل الأحزاب على غير مفهوم للدولة ، الحزب ليس أقوى من الدولة ، ولا الى جانب الدولة، الدولة والمؤسسات أقوى من الجميع ".

واعتبر " أنه من المعروف على المستوى الدولي وبفلسفة العمل السياسي، أن السلطة السياسية والاحزاب تساهم في بناء شعب وليس في بناء مجموعات متعادية ، فكما كنتم رائعين في تقديم القرابين أطلب منكم أن تكونوا رائعين في تربية الاجبال الجديدة . فنحن لا نرضى بالانحطاط الذي وصل اليه لبنان اليوم، ورأس الانحطاط اليوم عدم انتخاب رئيس للجمهورية، نحن تكلمنا وصرخنا اكثر من مرة، ولكن على المجتمع المدني وعلى الاحزاب ان تقف وقفة احترام لمؤسسات الدولة، فلا يكون ولاؤنا للزعيم بل للدولة ، ونحن والزعيم نبني هذه الدولة".

وفي ختام اليوم الطويل في مار شربل، استمع الراعي والحضور الى أبيات زجلية وعتابا كتبها الحبيس الاب يوحنا خواند، وأداها كل من الاب طانيوس الغصين، الاب انطوان طعمة ولور شاهين.

مكتب الانتشار 

وبعد الظهر، انتقل الراعي الى مكتب هيئة الانتشار الماروني في سيدني، حيث كان في استقباله وفد الهيئة من لبنان، وهم: روز شويري وفادي رومانوس وعقيلته وهيام بستاني وريتا غصن والمسؤولة عن مكتب سيدني الدكتورة فاديا غصين. وشرح مسؤولو الهيئة طريقة عمل المكتب والإنجازات التي حققها في اوستراليا حتى الآن . 

CONVERSATION

0 comments: