هكذا تذكر المهندس علي حمّود أخاه الراحل الدكتور محمد موسى حمود

في مثل هذا اليوم منذ ثلاثة أعوام انفصل القلب عن الجسد وتزحزحت الروح من المآقي وذرفت الدموع انهرا لرحيل شيخ الشباب وفارس الغربة الطيب الأب العطوف والأخ الودود والابن البار الحاج الدكتور محمد موسى حمود .

في ذكراك الثالثة يا اخي ما زلنا نذرف الدموع ونشتاق الى طلتك البهية وبسمتك الدائمة ما زلنا نسمع صوتك المتلألئ في أسماعنا كانغام حب وعطف دافق يتدلى من بين أناملك التي ثلمت بتراب الحواكير المزروعة عنبا وتينا وزيتونا المروية رطبا من عشق ابدي تنامى منذ نعومة أظافرك وانت تنعتق وتترعرع طفولة ورجولة في بلدتك كونين التي أحببتها حتى النفس الاخير لتزرع في حضنها شهيدا بين الشهداء وعلما بين العظماء لا زلنا نشتم رائحة عطرك كنسائم الربيع المجبول بأريج الأزهار الممتشقة كالمارد الى عنان السماء وما زالت الحاجة الوالدة تنتظر جبينك المنحني على يديها مقبلا يداها متباركا بلمستها ما زلنا نتهافت على دارك الذي كنت تجمع شملنا وشمل كل الاحبة فيها. 

نشتاق بحرقة ودمعة ساخنة تنساب على خدنا كلما نظرنا الى رفيقة دربك وتأخذنا الغصة كلما نظرنا الى ولدك علي وهو يمتشق حقيبة المدرسة الطافحة أقلاما وقصصا من عينيك كتبتها له وانت تعاني سكرات الموت وهو الان يلون صورتك بألوان القزح المنصوب على ضفاف العتبات المنهكة بحزن الفراق لكن علي همه ان لا يسهى عن صلاة الصبح وهو يقول وكما علمته سلام عليك يا حاج .

والى فلذة كبدك ارجوان وهي تجدل شعرها وتندب متمتمة بكلمات لحنتها من نبضات قلبك تحدوها كي تنام على ذراعيك لكنها كبرت بسنين معدودات ثوانيها لتقيس طولها امام صورتك وتقول لك انني كبرت وأصبحت على مستوى قامتك وأصبحت قادرة على عنانقك وألف يداي على شعرك الملون بلون أيامنا السعيدة في حضنك وهي تقراؤك الدعاء الذي حفظته عن ظهر قلبها في سعيها وايابها الى مشفاك

الله يشفيك يا بابا.

نتذكر حنانك الدافق لا بل نبكي كلما نظرنا الى أميرتك وهي تحدق في صورتك المعلقة على الجدار تندهك أين انت يا ابي ما زالت في انتظارك لانها لا تصدق انك رحلتك وهي تنعيك وتنوح عليك كل يوم لموعد مسحة ولمسة يدك وقبلتك الجميلة وكذلك نبكي كلما نظرنا الى عروستك المحببة الى روحك ليلى وهي تتأمل عيونك في كل منا تسألنا أين ابي وأما حززنا وسكوننا الثقيل نراه في عيون الآية الملائكية الروح رنا التي تبكيك بصمت وتعمل بوصيتك انها عامود البيت والام الثانية لإخوتها ولكن الحزن يختزن كل دموعه في روحك وحبك وفلذة قلبك نورما التي لم ينضب دمعها بكاء وحزن عليك يا اخي انها سنين الحزن والاشتياق.

فنم قرير العين يا اخي في جنات عرضها السموات والأرض مع النبيين والأوصياء مع الشهداء والعظماء فالي روحك الطيبة نبعث اليك سورة المباركة الفاتحة.