نحن في ملتقى سورايا الثقافي في مدينة ملبورن الأسترالية، نشجب ونستنكر وندين كل الإعمال البربرية والوحشية والإجرامية التي يقترفها تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في العراق والشام (داعش) ضد الشعب المسيحي في العراق بشكل عام والشعب الكلداني الأشوري السرياني بشكل خاص.
لقد طالت يد هذا التنظيم الإرهابي في الآونة الأخيرة لتصل إلى تدمير تاريخ هذا الشعب وارثه الحضاري الشاهد على حضارة وادي الرافدين التي تمتد لألاف السنين في العراق وسوريا. هذه الحضارة التي هي مهد الحضارات في هذه الأيام تُدمر وتُنسف وتُحطم تحت مرئ ومسمع العالم.
نحن نشهد قيام منظمة إرهابية متخلفة بتدمير أرثنا الحضاري وقد أسدل ستار علمها الأسود على عقول وإنسانية اتباعها ليعمي بصيرتها فأصبحت لا تميز بين رموز حضارية ورموز دينية فقامت باقتراف جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمها بحق الإنسانية من التهجير القسري والاعتداءات المتكررة والمس بدور العبادة وتدمير قسم منها وإتلاف المخطوطات التاريخية التي تضم بين طيات صفحاتها سجل تاريخ حضارة أبناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني المسيحي والتي لا تقدر بثمن كل هذا لينال هذا التنظيم الاسود من السجل الشاهد على بداية الحضارة الإنسانية في العالم.
ففي البداية طالت يد الإرهاب المدجج بسلاح التخلف والرجعية والحقد على البشرية والإنسانية أثار في محافظة الموصل التي تسرد تاريخ ارض الرافدين وحضاراته الأشورية والبابلية-الكلدانية والأكدية والسومرية ولغتنا الآرامية المنبثقة من اللغة المسمارية وهي أولى الحروف التي خطتها البشرية ليصل بعد ذلك حقدها وهمجيتها إلى ربوع قرى شعبنا في مدن أخرى كانت في القدم منبع للحضارات والعلوم والثقافة الإنسانية فأقدم الإرهابيون والجهلة على محو أثار تلك المناطق. ثم سار نهر الإرهاب ليغمر بوحشية وبربريه وهمجيه كل المناطق التي مر فيها في مدن وقرى شعبنا المسيحي في سوريا.
نناشد كل المنظمات الإنسانية الدولية وفي مقدمتهم منظمة اليونسكو في التحرك من أجل حماية ارض مهد الحضارات، الأرض التي خط يد شعبها اول الحروف، الأرض التي قدمت للبشرية علوم لازالت البشرية تتبناها وتعتمدها في حياتها، الأرض التي انبثقت من ارضها الديانة السماوية لتنير درب البشرية.
كما أننا نناشد حكومات كل دول العالم في الاتحاد بوجه هذه الهمجية البربرية الظلامية الشرسة التي باتت غيومها السوداء تلقي بظلالها على الأرض جمعاء لتهدد بقتل كل امل في حياة حرة كريمة على هذه الأرض.
نناشدكم باسم الإنسانية للوقوف مع الشعب الكلداني الاشوري السرياني المسيحي الذي هو امتداد لحضارة وادي الرافدين.
ملتقى سورايا الثقافي
ملبورن – استراليا
0 comments:
إرسال تعليق