بدأ الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري الخميس الماضي ، المحطة الأولى من جولته الاغترابية في استراليا، من مدينة سيدني، يرافقه منسق عام الاغتراب ميرنا منيمنة، منسق عام استراليا عبد الله المير، منسق عام الاعلام عبد السلام موسى، ومدير مكتبه غسان كلش.
ذكرى "14 شباط"
وتوج أحمد الحريري، يومه الأول، بتمثيل الرئيس سعد الحريري، في الاحتفال الذي نظمته منسقية سيدني في "تيار المستقبل"، إحياءً للذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.
وقال في كلمته :"أمر يستحق العناء .. أن نقطع القارات والبحار .. من لبنان إلى استراليا .. لنكون معاً كـ"تيار مستقبل" و"14 آذار" .. على صورة رفيق الحريري .. ولنجدد الأمل بالمسيرة التي نمضي بها .. "بالحلوة والمرة" .. واضعين نصب أعيننا إكمال ما بدأه الرئيس الشهيد وكل شهداء ثورة الأرز".
أضاف :"واليوم نحن "مكملين" بـ"زارعة الأمل" في نقوس أجيالنا .. بـ"صناعة المستقبل" لشبابنا .. بـ"هندسة الحياة الكريمة" لكل اللبنانيين .. بـ"تعبيد الطريق" للمغتربين كي يعودوا ويساهموا بنهضة لبنان وازدهاره .. "مكملين" بعد 10 .. و 100 .. و1000 سنة .. لأن مشروع رفيق الحريري لم يولد ليموت .. بل سيبقى حياً .. ومشروعاً للحياة في وجه كل مشاريع الموت".
وأكد أحمد الحريري أنه " بالنسبة لنا في "تيار المستقبل" .. وبالنسبة للرئيس سعد الحريري .. "لبنان .. والشعب اللبناني .. أهم منا جميعاً" .. على هذا الأساس .. نزين مواقفنا بـ"ميزان الجوهرجي" .. كي نحمي لبنان من خطر الانهيار .. ونصون حق اللبنانيين بالحياة الحرة والكريمة .. في دولة مدنية عادلة وقادرة .. والحمد لله .. نحن "مرتاحون الضمير" .. نصارح اللبنانيين بالحقيقة مهما كلف الأمر .. ونقدم كلما ارتفعت المتاريس السياسية والطائفية .. مبادرات وطنية نفصلها على "مقاس لبنان" .. الذي لا يحتاج إلى "معجزة إلهية" لإنقاذه من أزماته .. بقدر ما يحتاج أولاً إلى الحد الأدنى من "النوايا الصادقة" التي تريد .. فعلاً لا قولاً .. انتخاب رئيس جديد للجمهورية .. اليوم قبل الغد .. وثانياً إلى الحد الأدنى من اقتناع "حزب الله" بضرورة الانضواء تحت راية الإجماع الوطني للعودة إلى لبنان .. من "نفق الفتنة والفوضى" الذي أقحمنا به".
وتابع :" نحن "مرتاحون الضمير" .. ونقوم بمسؤوليتنا التاريخية في التصدي للإرهاب .. على عكسمن يقوم بـ"واجبه الجهادي" في استجلابه إلى أرضنا .. ونحن في ذلك .. متضامنون مع جيشنا وقوانا الأمنية الذين يقدمون الشهيد تلو الشهيد .. دفاعاً عن حدود الوطن .. والذين يؤكدون بتضحياتهم من أجل سيادة الشرعية .. أن كل محاولات النيابة عن دور الجيش في الدفاع عن حدودالوطن .. لا تؤدي في نهاية المطاف إلا إلى مزيد من الانقسام بين اللبنانيين .. وتعريض البلد أكثرفأكثر لعواصف الإرهاب والتطرف والتعصب".
وأردف :"نحن "مرتاحون الضمير".. في كون مناطقنا .. تمضي في التطرف باعتدالها .. وتثبت في كل استحقاق وطني .. أنها مناطق الدولة .. الصابرة والصامدة على كل الافتراءات المشبوهة .. التي تحاول تصويرها على أنها بيئة حاضنة للإرهاب .. بعكس صورتها الحقيقية .. كمناطق لا تعلو فيها غير راية الدولة .. ولا يعيش فيها غير "مشروع لبنان الحقيقي" .. مشروع الشراكة والاعتدالوالمناصفة".
وختم بالقول :"لن نترك لبنان "لقمة سائغة" لأحد .. ,ولن نسلمه لهذا المحور أو ذاك .. سنبقى ندافع عن لبنان أولاً .. مهما غلت التضحيات .. ورهاننا في ذلك على كل اللبنانيين الذين هم جيش الدفاع الحقيقي عن وحدته وعيشه المشترك .. وليس على المضللين ممن يفاخرون مراراً وتكراراً .. بأنهم جنود في جيش هذا "الولي" أو في فيلق ذاك الخليفة".
وألقيت في الاحتفال الذي قدمه عضوا مجلس منسقية سيدني ماجد درباس وحسن عبد الرحمن، كلمات لكل من ممثل دار الفتوى الشيخ مالك زيدان، راعي الابرشية المارونية في استراليا ونيوزلنداالمطران انطوان شربل طربية ممثلاً برئيس مركز الدراسات والابحاث في الابرشية طوني موسى، عضو مجلس الشيوخ دايفيد كلارك باسم رئيس حكومة الولاية مايك بيرد، تانيا ميهايلوك باسم زعيم المعارضة لوك فولي، مفوض حزب الوطنيين الاحرار في استراليا كلوفيس البطي باسم قوى "14 آذار"، ومنسق عام سيدني في "تيار المستقبل" عمر شحادة.
لقاء مع الصحافيين
وكان أحمد الحريري استهل اليوم الأول في سيدني، بلقاء عقده مع الصحافيين اللبنانيين فيها، في مكتب منسقية سيدني، في بانشبول، تخلله جولة أفق على موقف "تيار المستقبل" من التطورات اللبنانية والاقليمية والدولية.
وأكد خلال اللقاء "أن زيارته الى استراليا تأتي لإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، في ظل ما نشهده اليوم من استهداف كبير لمشروعه الذي نرى فيه حلاً للبنان، ولكل البلاد التي تشهد معارك وحروب"، متوقفاً عند "تجربة رفيق الحريري الوطنية التي كان عمادها الشراكة مع أبناء الوطن، وليس الاستقواء عليهم بالخارج أو بالسلاح".
واعتبر أن "عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت في الأيام الماضية، خلقت دينامية جديدة ، وحراكاً سياسياً مقروناً بالأمل للشباب اللبناني، لان هناك شخصاً اسمه سعد رفيق الحريري، جل همّهمصلحة لبنان، وكيفية إنقاذ العملية السياسية فيه، كي لا يتحول إلى بلد مشتعل كما هو حاصل في البلدان المحطية بنا".
ولاحظ أحمد الحريري رداً على سؤال "أن ثمة خدمات متبادلة ما بين محور الممانعة والمحور الجديد الذي يمثله "داعش"، والذي لا يشبه، لا منطقتنا، ولا قيمنا، ولا أخلاقنا، ولا ديننا"، موضحاً أن "هدفنا في "تيار المستقبل" هو تحييد لبنان عن الصراع الحاصل في المنطقة، وفك اشتباكه مع ما يحصل في سوريا والعراق".
وتمنى "أن نصل إلى حل لإنهاء الشغور الرئاسي، وأن يكون هناك اتفاق مسيحي شامل على مواصفات الرئيس، وعلى الاسم"، مؤكداً "أهمية أن تأخذ العملية السياسية مجراها، لأننا لا نريد أن تنتخب لنا الأحداث الأمنية رئيساً للجمهورية من خارج المعادلات التي نفكر بها"، ولافتاً إلى "أن الحلول السياسية هي الأساس، أما السلاح فيتحول مع الوقت إلى عبء على أصحابه".
وأوضح "أن المعركة التي نقودها اليوم، إنما نقودها باسم الاعتدال، وباسم كل لبناني وعربي يريد أن تبقى هذه المنطقة منطقة علم ونور، وُجدت فيها كل الديانات لتكون متسامحة مع بعضها، لا لتختلف مع بعضها وتنشر التعصب، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع".
وقال :"تابعنا بأسف شديد ما حصل مع مسيحيي العراق وسوريا من تهجير، ونعتبر أنه علىمسيحيي لبنان، وكل اللبنانيين، دور كبير في اعادة مسيحيي العراق وسوريا إلى أرضهم، وذلك لا يمكن ان يتم، من دون اتفاق المسيحيين في لبنان على الأمور الرئيسية، وفي مقدمها حالياً التوافق على إنهاء الفراع في رئاسة الجمهورية، الذي هو الموقع المسيحي الأول في هذا المشرق، وعلينا جميعاً ان نقوم بكل الجهود لانتخاب الرئيس، ونأمل أن يتم الانتخاب قريباً بإذن الله".
غذاء بدعوة من الحريري
ثم انتقل أحمد الحريري إلى مسجد علي بن أبي طالب التابع للمركز الاسلامي العام في لاكمبا، حيث أدى صلاة الجمعة مع الوفد المرافق.
وبعد الصلاة، أقام الأمين العام لـ"تيار المستقبل" مأدبة غذاء تكريمية، في مطعم الاصيل، على شرف المرجعيات الدينية، ورؤساء الاندية والجمعيات الاهلية، وممثلي أحزاب قوى "14 آذار" في سيدني، في حضور قنصل لبنان العام في استراليا جورج بيطار غانم.
وبعد كلمة ترحيبية من الحريري، اعتبر راعي الابرشية المارونية في استراليا ونيوزلندا المطران انطوان شربل طربية أن "رفيق الحريري استشهد حباً بلبنان وباللبنانيين، وأعطانا الحكمة لتعميم ثقافة الاعتدال والاحترام والمواساة التامة بين اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم"، مستشهداً بقول الرئيس سعد الحريري "سنطوي صفحة الماضي القاتمة، ونفتح صفحة جديدة بيضاء من التعايش السلمي والأمن والاستقرار والحوار والتطرف بالاعتدال".
أما مفتي عام استراليا الشيخ ابراهيم أبو محمد، فقال :"من رؤيتي لثمار المرحوم رفيق الحريري عرفت ان الرجل وعيه يسبق سعيه، ولذلك كان سعيه على بصيرة، استثمر في الابقى والاغلى والاعلى، استثمر في الانسان ورأى ان سفينة لبنان شاء لها البعض ان تشق طريقها وسط العواصف فقرر الرجل ان ينتصر لبنان لا لطائفة ولا لفئة، وانما لكل اللبنانيين".
عند المير
وكان أحمد الحريري، قد لبى، بعد وصوله إلى مطار سيدني، دعوة منسق عام استراليا عبد الله المير، إلى عشاء تكريمي في منزله، في حضور ممثل دار الفتوى الشيخ مالك زيدان وعدد من المشايخ فايزسيف ويحيى صافي ومصعب الاغا، وممثلي أحزاب وقوى 14 آذار، رئيس قسم سيدني الكتائبي بيترمارون، رئيس مكتب "القوات اللبنانية" شربل فخري، مفوض حزب الوطنيين الأحرار كلوفيس البطي،منسق "حركة الاستقلال" اسعد بركات، ورئيس الرابطة المارونية توفيق كيروز، ورئيس "التجمعالمسيحي" والي وهيه، ورؤساء جمعيات ومؤسسات وحشد من كوادر "تيار المستقبل".
0 comments:
إرسال تعليق