مساء الرابع والعشرين من شهر أيار 2015، كنت على موعد مع الابتسامة والفرح، فلقد تمتعت بمشاهدة مسرحية "انتبهوا القطار قادم" التي كتبها وأخرجها الدكتور موفق ساوا، ولعب أدوارها فنانون مهجريون، منهم من داس خشبة المسرح من قبل، ومنهم من وقف عليها للمرة الأولى، ومع ذلك أبدعوا بأدوارهم.
القصة تحكي عن قطار تعطّل وهو يقطع الصحراء، فنام ركابه في العراء، وراحوا يخططون كيف يصلحونه، ولكن الديدان التي يديرها الزبّال شعشوع، سبقتهم الى التهام معظم أجزائه.
شمس الفتاة الوحيدة في المسرحية أعطتهم الأمل، وأضاءت امامهم الطريق، ولكنها نامت، فاعتقدوا انها ماتت، فحزن جميع الركاب، وراحوا يطالبونها بالعودة الى دنياهم، لا بل أمرها "سعدي" بأن تستيقظ حالاً: قومي لا تنامي.
الديدان حاولت أن تأكل "شمس"، بعد أن أكلت أحد الركاب، والأكل هنا يعني الخطف والتصفية على الطريقة العربية، ولكن الركاب هاجموها بالأضواء، التي ترمز الى الوحدة الوطنية والنصر، وتمكنوا من طردها من محيطهم، الذي يمثل وحدتهم الوطنية.
شمس اطلت من جديد بلباسها الأبيض، علامة السلام والمحبة، فقرر الركاب جمع ما تناثر من القطار، وإعادة تشغيله، فنجحوا في النهاية واستقلوه عائدين الى بلادهم.
صحيح أن المسرحية فكاهية ولكنها موجعة في آن واحد، تتضمن لقطات سياسية فاضحة، فالقطار هو الوطن، وشعشوع هو السياسي الوسخ، والديدان هم رجاله ومحاسيبه الذين يأكلون ثروات البلاد دون حسيب أو رقيب. أما الصحراء فهي الغربة التي ابتلعت الملايين من العراقيين بسبب الأحداث الأليمة في بلادهم.
شاهد المسرحية اكثر من 350 شخصا، لم يتوقفوا عن الضحك والتصفيق، ولا للحظة واحدة. وتخللها بعض الأغنيات المعبرة، ولقطات سينمائية أضاءت شاشة عملاقة على المسرح.
ألف مبروك نجاح المسرحية يا دكتور موفق والى عمل جديد بإذن الله.
شربل بعيني
0 comments:
إرسال تعليق