الغربة ـ زغرتا
أقام " صالون العشرين الادبي " أمسية تكريمية للشاعرالمغترب وديع سعادة وذلك على المسرح البلدي –قاعة بيار فرشخ – زغرتا .
حضر هذه الأمسية كل من رئيس بلدية اهدن – زغرتا المهندس توفيق معوض ، أعضاء من المجلس البلدي في زغرتا ، شخصيات ثقافية ، اجتماعية ، تربوية ، اقتصادية ، اعلامية ، فنية ، شعراء وأدباء وحشد من المهتمين من أبناء زغرتا والمناطق المجاورة .
بداية النشيد الوطني ، ثم كلمة لعريفة الأمسية الزميلة ماريا يمين قالت فيها :" يفتتح صالون العشرين الأدبي موسمه عبر بوابة وديع سعادة الشاعر الذي أضاء اللغة والى آخر الروح ، الشاعر الذي اكتملت حالته الخاصة الزاحفة الى عمق الانسان أينما كان ، المتفرد في شكل القصيدة ومضمونها ، ليُصيب قصيدته من مضمونه ، مرهف الكتابة ، وديع سعادة الذي لا يعيش الأمكنة انما الأمكنة تعيش فيه وهي كلها عنده بنظرة واحدة لذلك تجده أينما وُجد في شبطين ضيعته ، أو في أوستراليا غربته ، واليوم يُكرّم بلَفتةٍ من صالون العشرين الأدبي الذي يرأسه جرمانوس جرمانوس ، صديق وديع سعادة في الغربة والحبر ، وديع سعادة تكريمه بيننا نظرة الى الفرح مع من يحب ".
ثم كلمة الشاعرة والاعلامية ماجدة داغر قالت فيها :" مساء الخير ، ان وديع سعادة هوخليل الذاكرة ، نافذة الشرق ، نافذة تنفتح ولا تعانق الا الضوء ، الضوء صُوراً ، خيالات ، كائنات ، مسافات قصية ، وجوهاً غائرة ، حبقة صارت رائحة ، حديقة شواهد ، وديع سعادة يسكن في اشتياق ويكتب غفلة اللقاء ، قامته والقصيدة صنوان يطولان ويقصران ، ان وديع سعادة يُعيد تقطيب الجرح المفتوح ، يُسلّم نفسه للنزق ، للمراكب ، للريف بلغة المدينة ،لفراشات الحواس ، لمسافات بلا لون ، لورقة اللوز ، لشبطين المنهكة من الغياب، لسماء سوريالية غير معلنة ، ان قصائد وديع سعادة هو من كتب روائحها ونطق هواءها وهو طريق الى القصيدة ".
بعدها كلمة الشاعر والناقد والصحافي عقل العويط قال فيه :" قرأت شعر وديع سعادة برمته منذ توزيعه كُتيّبه الأول في شارع الحمراء في العام 1972 ، قرات شعره حتى آخر أعماله الحالية ومثلما أعرف أن النبع يحتاج أعماراً حتى يولد أعرف من الآن أن شعرية وديع سعادة كان لا بد لها أن تنتظر أعماراً قبل أن تعثر على قوامها لتحيا عمرها الخاص داخل هذا القوام ، هذا أبلغ اعتراف يمكن أن يُعطى لموهبة شعر وأنا يُسعدني أن أمنح هذا الاعتراف المستحق حتى لأجدني أقول ليس لشاعر من طينة وديع سعادة أن يشتهِ ، أن يختبر خارج وديع سعادة نفسه ، ابحاثه ، معانيه ، اسراره كلها موجودة فيه ، كذلك لغته ، لكن مهلاً لمن يتوهم ان المسألة لشعرية تصبح سهلة المتناول عندما تكون على هذه التسوية أقول مخطئ ، ما أصعب من مخاض النبع قبل أن يولد ويخرج الى النور ، كل ما يترافق مع مسيرته يندمج فيه والحال هذه ان شعريته البلدية هي أيضاً جوهرية ، بديهية وبسيطة . ان كُتب وديع سعادة هي سيرته شعراً ، لذا أقول ليس من شعر في تجربة وديع سعادة خارج وديع سعادة نفسه ولقائد هذا الشعر ان لا يخطئ المرمى ، أقرأوا شعر وديع سعادة لكن احذروه من الآن لأنه مليء بالفخاخ ، ظاهره نثري ، حكواتي ، سلس ، ليّن ، قريب ، متواضع ، أليم ، مرير ، اسود لكن باطنه محرّر من النثر الذي هو شعر خالص ، وديع سعادة الحاضر بيننا في هذا اللقاء ، لو كان موجوداً في الحياة الشعرية خلال زمن الستينات مجلة شعر والرواد على سبيل المثال هل كان ليعتبر رائداً من رواد الحياة الشعرية وعلماً من أعلامها وأيقونة من ايقوناتها ،بالطبع نعم بل نعم قوية وعليه أعترف بك شاعراً كبيراً ، رائداً مع الرواد ، أيها الشاعر من مثلك لا يحتاج الى اعترافي ".
أيضاً كلمة للشاعر أسعد جوان قال فيها :" حداداً على موت الكتاب واللغة والشعراء والسمؤال ، لم اكتب كلمة واحدة في سنة ،وعودة وديع سعادة أيقظت أحلامي وحرّكت عظامي وأقدامي وفجّرت مجاري الدمع والحبر والذكريات ، لدى سماعي بيتاً من قصيدة جرمانوس في وديع أعادني الى أحشاء أمي وحرّمني أن أقول شعر حتى آخر العمر لأنصرف هارباً الى كتابة التاريخ والنثر والسيرة كما هي كلمتي الموجزة في صديقي العائد من سيدني مضرّجاً بحزنه وغربته عائماً على وجه قصيدته ، ثم أكمل الشاعر جوان كلامه بالحديث مطولاً ومفصلاً عن علاقته بالشاعر سعادة الذي كانت تجمعهما قريتين متجاورتين في قضاء البترون وهما زان وشبطين ، كما سرد شهادة علاقة عميقة منذ الصغر وأيام الصبا وكتابة الشعر وفي هجرة الشاعر المكرّم الى سيدني في أوستراليا الى يومنا هذا ،وختم قائلاً وديع سعادة انك في امتياز ربيع الشعر العربي الحقيقي وقصيدتك النثرية ام القصائد ".
ثم كانت قصيدة شعرية للشاعر جرمانوس جرمانوس عن الشاعر المكرّم ، كما كانت قراءات وشهادات عن الشاعر وديع سعادة لكل من الاعلامية أنديرا مطر ، الشاعرة رنيم ضاهر ، والاستاذة ليليان يمين .
وفي الختام تمّ التسلّم والتسليم لرئاسة " صالون العشرين الأدبي " من السيد سمير خليفة الى الشاعر جرمانوس جرمانوس .
0 comments:
إرسال تعليق