البطريرك الراعي من أستراليا: لا يوجد أي مبرر لعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان


جدد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأكيده أنه لا يوجد أي مبرر لعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، لافتاً إلى أنه كما لا تقبل أي دولة ألا يكون لها رئيس، نحن أيضاً لا يمكننا أن نقبل لسبب أو لمخطط أو لتدبير ما أن يتعوّد اللبنانيون ألا يكون لديهم رئيس مسيحي أو أن يعيشوا من دونه.

وشدد غبطته في لقاء مع أساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أوستراليا، عُقد في بيت مارون في سدني، على ضرورة أن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته الخطيرة والمشرفة في انتخاب رئيس جديد.

ودعا المسيحيين في العالم وخصوصاً في لبنان إلى عدم الخوف لأنهم مواطنون أصليون وأصيلون في هذه البلدان وليسوا أقليات، لافتاً إلى أن الشرق الأوسط اليوم في أمس الحاجة إلى سماع لغة الإنجيل، لغة المحبة والعدالة والسلام، والتي تحترم قدسية الحياة البشرية على عكس اللغة التي نسمعها اليوم، لغة القتل والتدمير.

وطالب البطريرك الراعي الأسرة الدولية بوضع حد للحروب التي أصبحت أهدافها واضحة وهي مصالح سياسة واقتصادية وتجارة سلاح، مشدداً على ضرورة وضع حد لدعم  الحركات الأصولية والإرهابية ووقف تغذيتها بالسلاح. وحث الدول التي تسهل مرور المرتزقة والتنظيمات الأصولية إلى أماكن القتال على وضع حد لهذه الاعتداءات.

وكان اللقاء استُهل بكلمة لرئيس مجلس الأساقفة الشرقيين في أوستراليا ونيوزيلندا، راعي أبرشية الروم الكاثوليك المطران روبير رباط الذي رحب بالبطريرك الراعي، قائلاً إن الكنيسة كتبت بدماء أبنائها قصة حب الله. وتمنى المطران رباط  أن يبقى غبطته رأس حربة لوحدة الكنيسة.

ثم التقى غبطته ممثلي الطوائف الإسلامية في أوستراليا. شارك في اللقاء مفتي المسلمين في أوستراليا الدكتور ابراهيم أبو محمد، ممثل دار الفتوى اللبنانية الشيخ مالك زيدان، رئيس جمعية المبرات الخيرية في اوستراليا الشيخ يوسف نبها، معتمدا الطائفة الدرزية في أستراليا الشيخ نجيب عبد الباقي وملحم عساف، الشيخ شفيق الرحمن والشيخ خالد الصاج.
وإثر اللقاءين صدر بينا مشترك مسيحي إسلامي، في ما يلي نصه:

بمناسبة زيارة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى إلى أوستراليا، وجه سيادة راعي أبرشية أوستراليا المارونية المطران أنطوان - شربل طربيه السامي الإحترام دعوةً لأساقفة وممثلي الكنائس الشرقية ولرؤساء الطوائف الإسلامية في أوستراليا إلى لقاء مشترك مع غبطته في بيت مارون- دار المطرانية المارونية وذلك يوم السبت 25 تشرين الأول 2014 تخلله تعارف وتبادل للكلمات، واختتم بصلاة مشتركة مسيحية-اسلامية وحفل غذاء على شرف غبطته والمدعوين.
وقد انضم لاحقاً الى لقاء الصلاة ومائدة الغذاء الرؤساء العامون للرهبانيات اللبنانية المارونية والرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات بحضور الصحافة المحلية والعالمية واللبنانية.
وعلى أثر هذا اللقاء أصدر المجتمعون البيان التالي:
1- هنأ المجتمعون غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى بوصوله سالما إلى أوستراليا مع الوفد المرافق وتمنوا لغبطته وللوفد المرافق اقامة سعيدة وزيارة مثمرة. كما شكر المجتمعون المطران أنطوان - شربل طربيه السامي الإحترام ومعاونيه على الجهد المتميز في العمل على هذا اللقاء الأخوي المثمر والتاريخي في بيت مارون، هذا المكان المبارك.  
2- رفع المجتمعون معاً صلاةً مشتركة من أجل السلام في لبنان وسوريا والعراق ومصر وفلسطين وجميع بلدان الشرق الأوسط والعالم.
3- جدد المجتمعون التزامهم بالعيش المشترك المسيحي- الإسلامي وبوحدة الشركة والمحبة بين أبنائهم وبناتهم جميعاً .
4- أعلن المجتمعون تمسكهم بالحوار والصلاة أساساً لمعالجة الإختلاف وصون حرية الإيمان والعبادة، وبأنه لا توجد أي قضية على حساب كرامة الإنسان الموهوبة من الله تعالى وحقوقه، فالسلام هو الهدف الاسمى لكل إنسان مؤمن بالله. وشددوا على رفضهم مبدأ الاستقواء واللجوء إلى العنف.
5- ندد المجتمعون بعمليات التهجير الإرهابي للمسيحيين والمسلمين والأقليات خصوصاً في سوريا والعراق وفلسطين وبأصحابها الخارجين عن تعاليم الدين والمتمردين على حرمة الأوطان وحقوق الإنسان. وذكروا بأن الشرق يكون ويستمر بتعدديته المميزة وخصوصا بمسلميه ومسيحييه معاً أو لا يكون.
6- أعرب المجتمعون عن تضامنهم مع أبنائهم وبناتهم المهجرين من بيوتهم وأرزاقهم والذين يواجهون صعوبات حياتية كثيرة خصوصا على أبواب فصل الشتاء. وشكروا الحكومة الأسترالية وباقي الدول على مساعداتها، وطالبوا المجتمع الدولي والحكومة الأوسترالية بزيادة حجم المساعدات للمهجرين ورعاية حاجاتهم. ونوه المجتمعون بالدعم على أنواعه الذي خصص لهذا الغرض من قبل عدد كبير من المؤمنين المسيحيين والمسلمين ومن ذوي النيات الحسنة في أوستراليا، وشكروهم على سخائهم.
7- أكد المجتمعون على أن المسيحيين والمسلمين المشرقيين في أوستراليا، والذين تجمعهم ثقافة مشتركة، هم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات ومشاركون أساسيون في نسيج المجتمع الأوسترالي، وقادرون معاً على بناء ومواكبة الحضارة الإنسانية بكل قيمها وأخلاقها،  آملين أن يحافظ إخوانهم في أوطانهم المشرقية على حضارتهم وتاريخهم الذي بنوه معاً.
أخيراً، توجه الأساقفة وممثلو الكنائس الشرقية مع الرؤساء العامين ورؤساء الطوائف الإسلامية بعاطفة الشكر إلى صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى وإلى سيادة المطران أنطوان-شربل طربيه السامي الإحترام على استضافتهما الكريمة لهم في بيت مارون، وحمّلوا غبطته أمانةَ الصورةِ المشرقة والمشرّفة للعيش المشترك وشراكة المحبة بين المسلمين والمسيحيين في أوستراليا.

CONVERSATION

0 comments: