الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي يقيم مهرجان الجواهري الثاني


نظم الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي مهرجان الجواهري الثاني تحت شعار " سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى" بمساهمة نخبة من اسمائنا الشعرية والادبية والموسيقية  البارزة وذلك مساء يوم الأحد 3/8/2014 . حضر المهرجان عدد من ممثلي الاحزاب والجمعيات والمنظمات ووسائل الإعلام العربية والعراقية وعدد كبير من المهتمين بالشعر والأدب بشكل عام وبتراث شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري بشكل خاص.

إبتدأ برنامج المهرجان بعرض نشيد "سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى" الذي لحنه الفنان العراقي عادل نجمان,الساكن في ملبورن, من كلمات الشاعر الكبير والذي يؤمل أن يكون النشيد الوطني العراقي الجديد. 

 تلى ذلك كلمة رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الدكتور أحمد الربيعي الذي رحب بالحاضرين وخاطب الجواهري شاكيا حال العراق رهينة للبرابرة الجدد من داعش وحلفائها تتعجل دول مائدة اللئام من جيرانه ومحاورهم الى ماوراء المحيط الخطى لتوقع شهادة وفاته فيما يبكي وهو مسجى ابنائه قتلى ومشردين وخائفين وينتحب خواء بستانه وهو يرى مسيحييه ومندائييه وايزدييه وشبكه يقتلعون من ارض ازدانت بهم منذ ازل هذا العراق.هذا فيما لايزال "نواطيره" من جحاجيح الكتل المتنفذة واحزاب المحاصصات منشغلون بحسابات الحقل والرئاسات و اختتم الربيعي كلمته باستعارة من صيحة الجواهري باق واعمار الطغاة قصار مرددا"باق واعمار الداعشيين والطائفيين قصار " وان العراق لابد ان ينهض يوما من عنقائه مرة اخرى وطنا للخير والسلام. 
   
 ومن ثم  قدم الشاعر الكبير الأستاذ يحيى السماوي شهادته التي تضمنت صورا من ذكرياته مع الشاعر الكبير واصفا ً الجواهري بأنه "النخلة التي أصبحت بمفردها بستاناً باتساع الوطن...إنه الجسر الذهبي الذي يربط بين الحلم واليقظة...أو بين أرض الحروف وفضاء الإبداع" كما قال عنه أنه "الناطق الشعبي باسم عذاب الفقراء وباسم العراق ومناضليه والناطق الإبداعي باسم الشعر العراقي منذ غفا المتنبي إغفائته الأخيرة" . كما أشار الأستاذ السماوي الى اعتزازه بإنه الذي أطلق على الجواهري لقب "النهر الثالث"  وذلك في نص كلمته التي ألقاها في الحفل التكريمي للجواهري في مدينة جدة عام 1995 ، وهو اللقب الذي اعتبره الجواهري العظيم أحب الألقاب إليه. هذا وقد ألقى الشاعر السماوي قصيدة رائعة بالمناسبة تحت عنوان "سأنام مغتبطا ً".  

 تلى ذلك النص الأدبي للأعلامي المعروف الأديب الأستاذ أنطوان القزي الذي عكس فيه مشاعر الحزن التي تعتمل في صدور المحبين للعراق في كل مكان حيث يقول "سأسأل النجف عن الجواهري ، عن شاعر الغربات الثلاث الذي سقى الدانوب من عطر دجلة والفرات عن قصيدة غلفها الدخان الأسود وأقلام كسرتها السيارات الملغومة. سأعبر الى نينوى أمسح بمنديلي الأبيض بأريج بابلي دموع الثكالى". 

ومن ثم ألقى الإعلامي الأستاذ محمد حسين كلمة أسرة شاعر العرب الأكبر التي أرسلها الدكتور كفاح الجواهري وقد جاء فيها :

 "لقد تربع الجواهري العظيم على قمة الإبداع الشعري منذ أربعينيات القرن الماضي واستطاع الجواهري أن يوظف إبداعه الشعري لخدمة قضايا العراق الوطنية والقضايا العربية التحررية فكان شعره محفزاً لنضال الشعب العراقي من أجل تحقيق تحرره من السيطرة الاستعمارية ومقارعة الأنظمة الحاكمة الفاسدة. ولهذا كله تجاوز الجواهري كونه رمزاً ثقافياً وأدبياً عراقياً وعربياً شامخاً ليجمع إلى ذلك كله رمزاً للوطنية الحقة المحبة لوطنها وشعبها والمدافعة عن حريته وحقه في الحياة الحرة الكريمة."

وفي لفتة كريمة أرسلت الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة قصيدة خصت بها المهرجان جاء فيها:

تحدّيتَ إلا الموتَ، حسبُ تحدّيا                   
وَهَنتَ وظل الظلمُ في الأرض ِطاغيا
وكنت ضراما في يباس   حياتنا                   
 إذا قلت   أشعلت   الفضاء    قوافيا
حتى تقول:
وعينك عين الصقر ترصد أناملي                 
 فأحذف قولا ً لم  تكن  عنه  راضيا
أهابُكَ، ليس  القولُ  فيك  بــِهيّن                   
كأنك    موجودٌ    تروزُ     المعانيا
وأبلـَغُ من يرثيك   أنتَ، وحسبُنا                   
فرائدُ    مما    قلتـَهُ   أمسِ   راثيا
    
  هذا وقد شارك في المهرجان نخبة من الشعراء العراقيين الكبار بقصائد رائعة عبرت عن الحزن العراقي واللوعة لما يحدث على أرضه الطيبة بصور شعرية فريدة ، وقد كان من بينهم الشعراء والشاعرات شوقي مسلماني وسلام دواي وهناء السعيد ( القادمان من اديلايد في جنوب استراليا)ومكي الربيعي ووديع شامخ وبيان جاسم داغر وعبير العاني وسحر كاشف الغطاء ، كما خص كل من الشاعر عيسى الياسري والشاعرة دنيا ميخائيل والشاعرة دلال جويد المهرجان برائع شعرهم في  قصائد مسجلة بعثوا بها من بغداد والولايات المتحدة وبريطانيا ، بينما قرأ الأستاذ حسام شكارة قصيدة الشاعرالشاب بشير موفق شكارة التي أرسلها إلى المهرجان من أرض الوطن. كما قدم الأديب الأستاذ فهيم عيسى السليم مقالا نقدياً شيقا ً تناول فيه تحليلاً للموسيقى وجرس الحروف في شعر الجواهري.(وسنفرد لاحقا ملحقا خاصا ياسهاماتهم) 
    
وفي فقرة اريد لها ان تكون مفاجأة للمكرم فلم يعلن عنها في البرنامج قدم الشاعر الأستاذ يحيى السماوي شهادة تقديرية للدكتور أحمد الربيعي نيابة عن مؤسسة المثقف العربي وذلك تقديرا ً لدوره في الحراك الثقافي والإجتماعي في صفوف الجالية العراقية والعربية في أستراليا 
http://almothaqaf.com/index.php/award/883066.html 

وفي ختام الحفل قرأ الأستاذ فهيم السليم كلمة لجنة تحضير المهرجان الختامية التي شكر فيها جميع الأدباء المشاركين والضيوف والحاضرين وتمنى للعراق الحبيب ولأهله بكل مكوناته السلام والوئام والأمان. كما تم إلقاء رسالة مهرجان الجواهري للشاعر العراقي الكبير مظفر النواب ،  حيت فيها القامة الشامخة لجواهري الشعر الشعبي واشارت له بأعتباره ايقونة للنضال الوطني وتمنت له الصحة والسلامة وطالبت الحكومة العراقية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الشاعر الكبير .  
كما عرضت خلال المهرجان مختارات من تسجيلات متنوعة للجواهري الكبير وهو يلقي اشعارا خالدة له ابدعت في اخراجها المخرجة الشابة زهراء السماوي فيما تخلل المهرجان فواصل موسيقية جميلة ومعبرة من التراث العراقي الأصيل للموسيقيين المبدعين عبد الله خوشناو ويوسف جليل زادة .
وقد ازدانت القاعة بعمل تشكيلي رائع من وحي شعار المهرجان" "سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى" ابدعته ريشة الفنانة اغنار نيازي عضو الصالون الثقافي.

   هذا وقد نظم على هامش المهرجان معرضا ً للكتاب العراقية المتنوعة بالاضافة الى عرض لنماذج من اصدارات نظمته مؤسسة المثقف العربي .

تغطية الصالون الثقافي / منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي
تصوير : جليل دومان و منذر نعيم 

CONVERSATION

0 comments: