ندوة عن اللغة العامية في الصالون الثقافي لمنتدى الجامعيين العراقي الأسترالي



"اللغة العامية وجسورها الى الشعر الشعبي والأمثال الشائعة"

أستضاف الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الاديب المهندس فهيم السليم في أمسية ثقافية بعنوان "اللغة العامية وجسورها الى الشعر الشعبي والأمثال الشائعة" وذلك يوم الأحد 13/4/2014 . حضر الأمسية التي كانت عريفتها الشاعرة سحركاشف الغطاء حشد من المهتمين بالشأن الثقافي غصت بهم قاعة نادي الماونتيز .                                                                   وكما هو الحال مع جميع نشاطات المنتدى حيث يلتقي الجميع في أجواء عائلية طيبة قدم الأستاذ فهيم السليم عرضا شيقاً لجذور اللغة العامية العراقية وأصولها التأريخية التي تمتد الى اللغات العراقية القديمة مثل اللغات الآشورية والأكدية والارامية التي اختلطت باللغة العربية بل وأثرت فيها الى حد بعيد لتعطي هذا الشكل الجديد للغة فريدة خاصة بالعراقيين دون غيرهم. وفي دراسة دقيقة وبمنهجية علمية رصينة قدم الأستاذ السليم إحصائيات ونسب الإستخدام للحروف في كل من اللغتين الفصحى والعامية لتأكيد هذا الرأي ، كما أشار الى عدم صحة الفكرة القائلة بتفوق اللغة العربية الفصحى على اللغة العامية مبينا أن كليهما وليد بيئته وحاجات أبناءه المختلفة مؤيدا ً رأيه بأمثلة من الصور الغنية للعامية في الشعر الشعبي والأمثال الشعبية. ومن وحي الانتخابات العراقية القادمة قرأ الأستاذ السليم قصيدة شعبية من تأليفه بعنوان " داويها يابن الوطن داويها " أثارت إعجاب الجميع، جاء فيها:
داويها يابن الوطن داويها 
والزمها بسنونك ولاتاذيها
ساويها وخِذ من (الزعيم) دروس
ومن كل شهيد ومتعذب ومحبوس
وخذ عز العراق الشرف والناموس
انت زرعت واتعبت بلكي إتحصد تاليها
داويها يابن الوطن واكلب جنبر الخرزات
بياعة ديانة وللدجل أسطة وسبع خلفات
تره احنة الوطن وصويحب أبد ما مات 
والبيرغ أبد يظل مرفوع والمبدأ يظل حاميها
أرض الوطن مهجتك وانت تظل فاديها
داويها يابن الوطن واختار المسج والهيل 
وانتخب ريحة هلي يحرسها نجم اذويل
(يكضن ورد ديرتي) صاح القطار بليل 
طول العمر ننتظر بلكي يجينا الريل
ويجيب شدة ربع تحفظها وتداريها
داويها يابن الوطن داويها
إنت ياخويه الجرف وإنت زرع شاطيها.
هذا وقد رافق قراءة الشعر عزف للفنان المبدع عماد رحيم الذي قدم بعد ذلك مجموعة من المعزوفات العراقية على آلة الكمان رافقها الحاضرون بالغناء والتصفيق. وفي ختام المحاضرة تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة على الأستاذ فهيم السليم حيث أجاب عليها بأسلوبه المتميز الأمر الذي أغنى موضوع الأمسية بالمزيد من رؤى الحاضرين وأفكارهم.
وفي مداخلة خاصة قدم الأستاذ الشاعر وديع شامخ قراءة بعنوان "ناسك الشعر الخالد" استذكر فيها الشاعر الراحل محمود البريكان الذي تم اغتياله عام 2002 في حادثة قتل دموية تحمل بصمات أزلام النظام الدكتاتوري البائد الذي لم يحرك ساكناً للخسارة الكبيرة التي يمثلها رحيل هذا الشاعر الكبير. بين الشاعر الأستاذ شامخ في مداخلته الدور الريادي للشاعر الراحل الذي عاصر الشعراء الرواد "لكنه اختار الصمت الجليل" وظل يحمل في داخله "سره الشعري العميق وأسئلته الوجودية" حتى اغتالته أيدي الغدر بينما هو يتنبأ بموته قائلا في إحدى قصائده:
اعددتُ مائدتي وهيأتُ الكؤوس
متى يجئ
الزائر المجهول؟
أوقدتُ القناديل الصغار
ببقية الزيت المضئ
فهل يطول الإنتظار؟
أنا في انتظار سفينة الأشباح تحدوها الرياح.
هذا وأشار الأستاذ وديع شامخ الى إغفال الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام البائد لمحمود البريكان الشاعر الناسك وعدم اتخاذ أي خطوات لجمع تراثه الشعري وتكريمه بأي طريقة تليق بمكانته كرائد من رواد الشعر العراقي الحديث. 
 وفي خطوة تعكس نهج المنتدى الساعي الى دعم الطاقات العراقية الشابة في أستراليا تم تخصيص فقرة خاصة في الأمسية لتقديم عضوة الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي المخرجة الشابة زهراء السماوي التي عرفتها أوساط الجالية العراقية والعربية من خلال فيلمها "مملكة أبو نؤاس" الذي تم عرضه في مهرجان الفيلم العربي في سدني والمهرجان الثقافي العراقي الذي أقامه المنتدى في شهر أيلول الفائت. قدم الأستاذ الشاعر وديع شامخ المخرجة الشابة كما تحدث عن تجربته الفنية معها في الفيلم القصير "التنور" الذي أخرجته وقام الشاعر بكتابة السيناريو له وتمثيله في أول تجربة له من هذا النوع. أشار الأستاذ شامخ الى الطاقات الإبداعية المتميزة التي تمتلكها المخرجة زهراء السماوي والى ضرورة احتضانها وتشجيعها بكل الوسائل المادية والمعنوية. تم بعد ذلك عرض فيلم "التنور" ليأتي دور الفنانة الشابة للتعريف بنفسها وبمنجزها الفني ثم تطرقت الى المشروع الفني الذي تعتزم القيام به وهو الفيلم الدرامي القصير "كانبرا تقول لا  “Canberra Says NO والذي يتناول قصة مواطن أسترالي عراقي من الناجين من حادث غرق السفينة SIEV X في إطار يحمل مضامين متعددة الأوجه لموضوع طالبي اللجوء القادمين عن طريق البحر المثير للجدل 
 قدم بعد ذلك المنتدى مكافأةً ماليةً لدعم هذا المشروع المتميز للفنانة الشابة زهراء السماوي كما دعى الحاضرين وأبناء الجالية العراقية للتبرع لتمويل إنتاج فيلمها القادم هذا . وفي ختام الحفل شكر الدكتور أحمد الربيعي الحاضرين وخص بالشكر الأستاذ فهيم السليم والأستاذ وديع شامخ كما قدم شكرا خاصا ً لمندوب قناة العراقية الأستاذ سمير لدأبه على حضور نشاطات المنتدى وتغطيتها صورياً. 
منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي / لجنة الإعلام
تصوير: منذر نعيم    
للاطلاع على تغطية الفضائية العراقية للامسية يمكنكم الرجوع الى الروابط :
اللغة العربية وجذورها الجزء 3  

CONVERSATION

0 comments: