المتروبوليت صليبا أولم على شرف المحامية أبو حمد: تترك كلّ شيء وراءها لتهتمَّ بقضايا المطارنة والكنائس



بعد سنوات من العمل المضني والجهود المتواصلة، وبمساعدة مشكورة من المحامية الأستاذة بهيَة أبو حمد، منحت وزارة الهجرة الفيدراليّة ودوائر حماية الحدود، ولأوَّل مرَّة، الأبرشيَّة الأنطاكيَّة الأرثوذكسيَّة في أستراليا ونيوزيلاندا والفلبيّن حقّ استخدام اتفاقيَّة العمل لاستجلاب رجال دين من خارج أستراليا للخدمة في الأبرشيَّة.

وقد دعا راعي الأبرشيَّة الأنطاكيَّة الأرثوذكسيَّة سيادة المتروبوليت بولس صليبا السامي الاحترام إلى غداء تكريميّ للمحامية أبو حمد، في مقرّ إقامته بضاحية إيلاوونغ، حضره عدد من الوجوه الدينيّة والدبلوماسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، يتقدَّمهم سعادة سفير لبنان في أستراليا الأستاذ جان دانيال والسيّدة عقيلته، وسيادة المطران أنطوان شربل طربيه راعي الأبرشيّة المارونيّة في أستراليا ونيوزيلاندا وتوابعهما، وسيادة المطران مار يعقوب دانيال بولص مطران الكنيسة الشرقية القديمة في استراليا ونيوزيلاندا ، ونيافة الأنبا دانيال مطران الأقباط الأرثوذكس في سيدني وتوابعها، وسعادة قنصل لبنان العامّ في سيدني الأستاذ جورج بيطار غانم، وسعادة قنصل العراق في سيدني الأستاذ باسم داود، والآباء الأرشمندريت باسيليوس قدسية، والمحامي الأستاذ افرام (ربيع) عباسي. وحضر الحفل أيضاً الدكتور الشاعر جميل الدويهي، الأستاذ أنور حرب صاحب ورئيس تحرير جريدة النهار، الشاعر جورج منصور ،الشاعر حيدر كريم، والإعلاميَّة نادين السعيدي.

استهلَّ سيادة المتروبوليت صليبا اللقاء بكلمة مرتجلة باللغة الانكليزيَّة قال فيها: "بقدر ما نخطِّط ونعمل ونصّلي، نشكر الله أيضاً على الناس الذين أرسلهم إلينا. وهناك مجموعة من أفراد المجتمع يستحقّون كلّ أحترام وتقدير. ولست هنا لأذكر جميع هؤلاء، بل لأذكر إنساناً واحداً اجتمعت به في الأيَّام الثلاثة الأولى لوصولي إلى هذه البلاد، في كانون الأول عام 1999… إنَّه الأستاذة بهيّة أبو حمد التي ساعدتني آنذاك واهتمّت بوضعي في دوائر الهجرة بصفتي حاملاً للجنسيّة الأميركيَّة."

وأضاف سيادته: "خلال أربعة عشر عاماً، لا أدري كم من الناس، رجال دين ومدنيِّين، ساعدتهم المحامية أبو حمد، وكم هو جميل أن لا يكون عند هذه المرأة ما هو أهمّ من خدمة الكنيسة، فقد رأيتها تترك كلّ شيء وراءها وحتَّى أعمال مكتبها، لتهتمَّ بقضايا تخصّ المطارنة والكنائس عامّة. وفي كلّ يوم نكون بحاجة إلى مساعدة من الحكومة أو من الدوائر الرسميَّة نعتمد عليها فتحقِّق أهدافنا. واليوم نحن نرحِّب بها في هذا المقرّ ونشكرها ونقدِّر أعمالها الخيِّرة، والضيوف الكرام جاؤوا أيضاً من أجل تكريم هذه المرأة وليظهروا لها عميق احترامهم وتقديرهم لما فعلته وتفعله. "

وختم سيادة المتروبوليت صليبا كلمته مجدِّداً الترحيب بمن حضروا، وخاطب المحامية أبو حمد قائلاً: "أطلب من الله أن يعطيكِ القوَّة والقدرة ويزيدكِ إيماناً والتزاماً بالعمل من أجل المجتمع."

بعد كلمة المتروبوليت صليبا تحدَّث سفير لبنان في أستراليا الأستاذ جان دانيال، فقال: "أشكر المحامية أبو حمد على أعمالها وخدمتها، ونحن عندما نكون في حاجة إلى استشارة قانونيَّة نتَّصل بها فتترك كلَّ شيء لتقدِّم لنا خدماتها من غير مقابل. أشكرها باسم السفارة وباسم لبنان خصوصاً أنَّها ساعدت في ترميم مبنى القنصليَّة العامّة في سيدني."
سيادة المطران أنطوان شربل طربيه أرتجل كلمة بالانكليزيّة قال فيها: "أحبّ أن أشكر سيادة المتربوليت بولس صليبا على دعوته الكريمة، وهذا الجمع يعكس الكثير من القيَم، والاتّحاد في مجتمعنا... وقد لبَّيت هذه الدعوة بسرور لأشكر المحامية بهيَّة على سعيها الدؤوب في مجتمعنا، خصوصاً أنَّها لا تحصر عملها في أبرشيَّة بعينها، بل تقوم بالخدمة في جميع الأبرشيّات."

ووجَّه سيادة المطران طربيه كلامه إلى سعادة سفير لبنان فقال: "أستغلَّ هذه المناسبة لكي أنوِّه بالسنوات السبع التي قضاها السفير جان دانيال في خدمة الجالية، وهو يستعدّ الآن لمغادرتنا، فشكراً له."

ودعا المطران طربيه إلى تحقيق الوحدة والتعاضد بين أبناء الجالية، وقال: "إنَّ ذلك ليس بالعمل السهل، بل يتطلَّب جهوداً من جميع الأفراد والمجموعات."

نيافة الأنبا دانيال وباسم البابا تواضرس الثاني بابا الاسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة في مصر والعالم شكر سيادة المتروبوليت صليبا على دعوته، كما شكر المحامية أبو حمد، التي "وأن كانت تخدم الكنيسة من غير مقابل، فإنّ المقابل سيكون محسوباً لها في السماء."

وختم نيافة الأنبا دانيال كلمته بالإعراب عن أمله في أن يحلَّ السلام في العالم أجمع مع حلول عيد الميلاد المجيد "وأن ينعم المسيحيّون بالأمان في الشرق الأوسط حيث يعانون معاناة رهيبة."

ثمَّ تحدَّث قنصل لبنان العامّ في سيدني الأستاذ جورج بيطار غانم، فشكر سيادة المتروبوليت صليبا على الدعوة الكريمة وقال: "منذ أوَّل يوم تعرَّفت فيه بالمحامية أبو حمد رأيتها تجود بالعطاء من غير مقابل، وقد ساعدتنا في ترميم دار القنصليَّة التي كانت تدلف في الشتاء، وساعدتنا أيضاً في جمع التبرّعات لإنجاز أعمال الترميم. وهنا أودّ أن أشكر جميع أبناء الجالية الذين ساهموا في هذا الإنجاز، من جميع المناطق والطوائف."

وختم سعادة القنصل غانم كلمته بالقول: "بهيَّة تستحقّ كلّ تكريم، ليس فقط من سيادة المتروبوليت صليبا بل من المجتمع قاطبة لأنَّها تساعد الجميع، أدامها الله لتبقى الوجه النيّر في الجالية."

سعادة قنصل العراق في سيدني الأستاذ باسم داود شكر بدوره سيادة المتروبوليت صليبا على دعوته، وأثنى على جهود المحامية أبو حمد، وطمأن إلى "أنَّ المسيحيِّن في العراق هم أهلنا، وحضورنا هنا دليل على حبِّنا للمسيحيِّين وتعايشنا، ونحن نأمل في أن  يسود السلام بين جميع الناس."

الأستاذ أنور حرب ألقى كلمة خاطب فيها سيادة المتروبوليت صليبا قائلاً: "لقد رسمتْ البطريركيّة الانطاكيّة الأرثوذكسيَّة لكم حدوداً ديموغرافيّة فتمرّدتم على هذه الحدود ووسّعتم كلمة المحبّة وفعل الإيمان إلى خارج الحدود المرسومة، إلى آسيا والفلبّين لتردوا الابن الشاطر إلى حظيرة المسيح. المحبّة لا تموت ولا تسقط كما يقول الكتاب."
ووجّه حرب كلامه إلى المحامية أبو حمد واصفاً إيّاها بأنَّها "ترتدي ثوب الحقّ وتحرص على ميزان العدل والحقيقة المطلقة."
ثمّ وصف حرب سيادة المطران أنطوان شربل طربيه بالصومعة إلى جانب صومعة القدِّيس يعقوب في تنّورين. وبخصوص العراق عبَّر حرب عن ألمه الكبير لما يحصل في هذا البلد العزيز، بلد التاريخ والحضارة والثقافة، وتمنَّى أن يعبر العراقيّون هذه المرحلة الصعبة إلى السلام والأمان.

الإعلاميَّة نادين السعيدي بدورها شكرت سيادة المتروبوليت صليبا على الدعوة، وتحدَّثت عن المحبَّة، لغة كلّ الأديان، وقالت: "جئت حاملة في يدي قرآناً وفي يدي الأخرى صليباً. أنا ابنة لبنان المحبّة، وهذه هي رسالتنا."

وعزَت السعيدي ما يحصل في العالم من شرور إلى ضعف المحبَّة في القلوب، "وإذا رجعنا إلى الربّ فإنَّ هذه الشرور ستختفي وتزول."

أمَّا الشعر فكان له نصيب وافر من خزانة الشاعرين جورج منصور وحيدر كريم اللذين زيَّنا الحفل بقصيدتين لطيفتين.  
وكانت في نهاية الحفل هديَّتان تذكاريَّتان، هما عبارة عن لوحة تمثِّل التراث المسيحيّ المشرقيّ، ووسام القديسين بطرس وبولس قدَّمهما سيادة المتروبوليت بولس صليبا إلى المحامية بهيَّة أبو حمد.

وردَّت الأستاذة أبو حمد بكلمة مرتجلة باللغة الإنكليزيَّة، تذكَّرت فيها لقاءها الأوَّل بالمتروبوليت صليبا، الذي كان ينصحها دائماً بالمحبَّة لأنَّ الروح القدس لا يرضى بغير المحبَّة في القلب والروح... "وهذا الكلام أثَّر فيَّ كثيراً، وقلب حياتي رأساً على عقب."

وأضافت أبو حمد: "لقد خدمتُ الكنيسة وسوف أتابع خدمتي للكنائس والمساجد وجميع الطوائف من كلِّ قلبي."

وختمت أبو حمد كلمتها بالقول: "أشكرك يا سيادة المتروبوليت صليبا على الإرشادات التي أعطيتني، وأطلب من رجال الدين أن يصلّوا من أجلي، لأنَّ الصلاة تنوِّر العلمانيِّين وتساعدهم. أنا خدمت الكثيرين، ومستعدَّة لأن أساعد أيّ إنسان يطلب المساعدة... وشكراً جزيلاً لكم على هذه الدعوة الكريمة، وعلى هذا التكريم." 


 صدر عن مكتب المطرانية 
 19/12/2013 سيدني في 

CONVERSATION

0 comments: