الاحد الاول من زمن الصليب 2013: قداس لشهداء الكتائب البنانية

مقدمة: مع عيد الصليب نبدأ الزمن الاخير من الدورة الطقسية المارونية، فيها نتامل عن موضوعين اساسين هما اولا: المجيئ الثاني والعلامات التي تسبقه وكيفية قراءتها كما نعرفها هي علامات الازمنة. ثانيا هو كيفية الاستعداد لهذا المجيئ.
معكم ساحاول الغوص اكثر في معاني الصليب وليس التوقف فقط عند حدث الصلب. 
1 - ماذا حدث على الصليب؟ ولماذا المسيحيين اتخذوه علامة لهم عبر الاجيال؟
المسيح جمع اكبر واخطر التناقضات: الشيئ الذي اكرهه واريد زواله من الوجود، الشيئ الذي اريد احراقه وفناءه، جعله المسيح اداة خلاص لي.
هناك وحدة بين الصليب والمسيح وهذه الوحدة غير قابلة للانفصال، سُمِّر على الصليب، وكانه يقول لي:" لن اترك الصليب، ساصبح واحدا معه، هذه علامتي، علامة الابن التي بها سينتصر قسطنطين على اعدائه، هذه العلامة التي سيتداولها المسيحيين مدى الاجيال.
تسمَّر على الصليب بفعل حر، لا تذمر ولا ندم. هذه الخشبة الملعونة من قبل الناس اصبحت محبوبة من قبل الله. فيها جمع المسيح التناقضات:
* خشبة : برودة، عار، الم، ذل، عبودية وموت
* جسد : حرارة، كرامة، سعادة، حرية،  ملك وحياة.
وكأن المسيح يمزج الخل بالعسل، الظلمة بالنور، الموت بالحياة، العار بالكرامة، العبودية بالحرية، الالم بالسعادة.
هذه التناقضات جعلها المسيح اوتارا متنوعة يعزف عليها سمفونية الحب على خشبة الخلاص والفداء. لا نستمع الى السمفونية بكل قطعة منفردة، انما مجتمعة مع بعضها لتعكس روعة الفن والابداع في الموسيقى. 
2 - معاني الصليب اليوم في عالمنا الحاضر:
الصليب هو الطريق الوحيد الذي اختاره المسيح لفداء البشرية.
من معاني الصليب ان المصلوب سيظل فاتحا يديه الى ان يحتضن البشرية كلها بين ذراعيه.
الهروب من الصليب يعادل الهروب من المجد الالهي.
الصليب في طبيعته اقوى درجات الحب واعمقها.
ان كنت تطلب الحرية من الخطيئة التي تكبلك، فتدرب على التامل المستمر في المسيح المسمر على الصليب لاجلك.
الذين يحملون الصليب يحملون الملك على عرشه، فالمسيح له عرشان واحد عن يمين الله الآب في السماء واخر على الصليب هنا على الارض. فالصليب علامة ابن الله وابناء الله.

خاتمة: نجتمع اليوم لنتذكر سوية مع اللبنانيين انه من احدى وثلاثين سنة احد انتزع  حلما من بينهم، انتزعوا شخصا اراد ان يبني وطنا مبنيا على التعايش والكرامة والشفافية عنيت به الرئيس الشيخ بشير الجميل . فقدو البنانييون حلمهم ولم يفقدوا ايمانهم لان الذي قال: ليس لنا على هذه الارض مدينة ثابتة اعطاهم المعنى الحقيقي للشهادة وبناء الاوطان. نتاسف ان نرى في بعض الاشخاص والقياديين خاصة المسيحيين يبدّلون معنى الشهادة كما ارادها المسيح الذي قال:" ما من حب اعظم وهو ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه" نراهم يستبدلونها بالمقولة الاتية:" ما من حب اعظم وهو ان يبذل الاخرون نفوسهم في سبيلي". مع كل شهداء الكتائب واللبنانيين عامة لا بد من ان التاريخ سيتوقف ويكتب لهم صفحات بيضاء على التضحيات التي قدموها في سبيل الوطن والانسان. 
ولكن وفي الخاتمة دعوني اقول لكم ان روحانية الصليب مبنية على اساس غير متزعزع، وهي قوة المغفرة. فاذا كنت تنتمي الى اي حزب او جمعية او رابطة ولم يكن لك روح المغفرة والتلاقي لن تنبني وطنا لا هنا ولا في الاخرة.
الاب جوزاف سليمان
رئيس دير ومدرسة مار شربل - سيدني

CONVERSATION

0 comments: