افتتح وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري مؤتمر المجلس العالمي للشبيبة في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بتاريخ 19 أب الجاري في دار سيدة الجبل - فتقا - كسروان.
وحضر الافتتاح الى الخوري، النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، المقدم جوني داغر ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص، المقدم كميل نعوم ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الرائد مروان صافي ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، المقدم بيار بوعساف ممثلا مدير المخابرات في الجيش، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، منسق مكتب الشبيبة في الكرسي البطريركي الاب توفيق بوهدير، رئيس الجامعة ميشال الدويهي، رئيسها السابق عيد الشدراوي، اضافة الى فاعليات سياسية، حزبية، اجتماعية، تربوية، بيئية، اغترابية واعلامية.
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من نائب رئيس الجامعة الياس كساب، ألقى الامين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم طوني قديسي كلمة قال فيها: "نلتقي في هذا الصباح لنفتتح معا وبرعاية وزير البيئة ناظم الخوري مؤتمر المجلس العالمي للشبيبة الذي يعقد في لبنان بمشاركة زهاء مئة شاب وشابة متحدرين من أصل لبناني يزورون لبنان للمرة الاولى، ولم يعرفوه من قبل، سمعوا عنه ولا يتكلمون لغته، حملوه في دمهم وفي قلبهم من دون ان يحملوا هويته".
وأضاف: "لقد أردنا في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم من خلال هذا المؤتمر أن نعيد الشباب المتحدر من أصل لبناني الى جذورهم ونعرفهم الى أرض آبائهم وأجدادهم. فيا شبابنا، نحن نرحب بكم في لبنان بلدكم الأم بين اهلكم وناسكم، لقد ضحى اباؤكم واجدادكم وتركوا لبنان رغبة منهم في ان يؤمنوا لكم مستقبلا افضل ولكن الحنين الى هذا الوطن بقي في قلبهم واكبر دليل على ذلك وجودكم اليوم بيننا".
وختم:"أتمنى لكم إقامة طيبة في لبنان وأن تتمتعوا بجماله وتحملوا معكم في طريق العودة الى بلادكم زادا يدفعكم للعودة مجددا الينا والى هذا الوطن الحبيب. عشتم، عاشت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وعاش لبنان".
ثم القى رئيس المجلس العالمي للشبيبة في الجامعة ديماس شنتيري كلمة قال فيها: "باجتماعنا اليوم هنا، نحن نكتب صفحة بغاية الأهمية من تاريخ لبنان ومغتربيه. نحن نؤمن كل الإيمان بأن المغتربين، والشباب منهم خصوصا، أي نحن، نعنى بمهمة أساسية في إعادة إعمار لبنان مكانا للتعايش والنمو والسلام. فمن جهة، نحن مواطنون أوفياء للبلدان التي تحضننا، وذلك عبر تشجيعنا للتجارة فيها والقيام بأعمالنا اليومية فيها بمسؤولية ومشاركتنا الفاعلة على الصعيد السياسي فيها. ولكن من جهة أخرى، نحن سفراء للثقافة اللبنانية في القارات كافة، وذلك عبر إعلان هويتنا ورفع العلم اللبناني عاليا، ذلك العلم الذي لطالما نشره آباؤنا وأجدادنا حول العالم، هم الذين لم يبتعدوا يوما عن بلدهم الأم ولم يدعوا يوما الانغلاق على أنفسهم، بل كانوا دائما منفتحين للحوار مع الثقافات الأخرى ومع الشعوب الأخرى".
وختم:" سأكون في خدمتكم وسأمنحكم الشيء الوحيد الذي أملكه وهو خبرتي البالغة خمسة عشر عاما في قسم الشباب في فرع الأرجنتين من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وذلك من أجل مساعدكم على إنشاء مجموعات من الشباب في بلدانكم. ففترة الشباب هي فترة الحب والجنون والمشاريع وأحجار الأساس. وإن لم نتحرك الآن؟ فأسألكم متى؟ ثم متى؟".
ورأى الاعلامي وليد عبود في انعقاد المؤتمر في لبنان، "فعل ايمان شبابيا بلبنان الكيان، لبنان الدولة، لبنان المجتمع الرافض كل محاولات الاحتواء والارتهان والاستتباع والوصاية والاحتلال والتأكيد الشبابي من العالم بأسره ان الوطن الذي صمد طوال ستة الاف عام، استقبل رغما عنه غزاة وودعهم وهو باق ما دام شبابا من اصل لبناني ومن كل العالم يقدمون بمجيئهم اليه وثيقة ولادة جديدة تعصى على كل محاولات النحر والقتل، لا بل تعصى على الموت".
ورأى في "المواقف التاريخية التي اعلنها رئيس الجمهورية في عيد الجيش فعل ايمان بالدولة ذات القرار الحر الواحد، وفعل ايمان بأن لبنان يجب ان يكون واحدا وليس لبنانيين او اكثر".
واشار الى ان "أصحاب المخططات المشبوهة لا يريدون ان يبقى لبنان دولة واحدة ولا يريدون القرار الواحد، من اجل ذلك كانت الحملة المسعورة على رئيس الجمهورية والتي تناقض بالنسبة اليكم والينا ابسط معاني الدولة وتضرب مبادئ الجمهورية".
اضاف: "بعدما اصبحتم تعرفون لب مشكلتنا نتمنى عليكم، ان تكونوا رسلا للقضية اللبنانية اينما حللتكم وان تشكلوا مجموعات ضغط في مراكزكم وجامعاتكم ووسائل اعلامكم لخدمة لبنان وقضاياه العادلة. فنحن في حاجة الى اصواتكم دافعوا عن لبنان في بلدان انتشاركم كما ندافع عنه نحن هنا وعندها كونوا على يقين ان لبنان القوي سينتصر".
ونقل ممثل البطريرك الراعي المطران الصياح "تحيات غبطته" الى المشاركين، متمنيا لهم "التوفيق والنجاح في سعيهم الى معرفة لبنان ودوره في محيطه.
وقال :" ننقل لكم تحيات غبطته وايمانه بأهمية دور الشباب اللبناني المغترب في مساعدة لبنان".
مشيرا الى ان " جولات صاحب الغبطة الى دول الانتشار اللبناني تأكيد للدور المهم في حياة المغتربين نحو بلدهم الام لبنان".
ورأى في حضور الشبيبة الى لبنان في هذا الوقت العصيب " رسالة مهمة لنا جميعا وايمانا بدوركم ومحبتكم لوطنكم الام".
وشدد على "دور لبنان الرسالة الذي يتميز بها في منطقة الشرق الاوسط وبدوره النموذجي في التعايش بين الاديان وتفرده بذلك حيث لا مكان مثله في اي مكان من العالم".
واضاف:"قرار اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ان يعيشوا مع بعضهم من دون الدخول في صراع الحضارات فلبنان رسالة يحملها الى العالم لكونه بلد يتميز بتعايشه وتنوعه ويعيش بتميز رائع في قدرته على القبول والعيش مع الاخر في وحدة الاختلاف، فالاختلاف غنى وليس خلافا".
وقال: " لبنان فخور بكم انتم الشباب اللبناني في الخارج وفي امكانكم ان تحدثوا اختلافا حيث انتم وأن تقوموا بالكثير من اجل بلدكم.
البطريرك الراعي في جولاته الراعوية الاغترابية يشدد على دوركم كمغتربين في مجتمعاتكم وحيث تحلون في بلدان اغترابكم وعلى اهمية ان يعود المغتربون او يزوروا وطنهم الام من حين الى آخر، للمحافظة على ارتباطهم بجذورهم مع وطنهم الام. فنحن نأمل عبر مساعدتكم وتعاونكم معا، ومعا نمضي سويا لبناء لبنان، والبناء يأتي من خلال الايمان بأنفسنا وبقدرتنا على الاختلاف".
وكانت كلمة للدويهي قال فيها:"أيها الشباب المتحدر العائد من أصقاع الأرض إلى لبنان وطن آبائكم وأجدادكم، وطن أحلامكم وحاضركم ومستقبلكم. كم هي الجامعة الثقافية التي لي شرف رئاستها فخورة باحتضانكم، باستقبالكم، بالتعاون معكم، بالتحاور سويا، بالإستماع إليكم، بانتخاب ملكة جمال من اللبنانيات المتحدرات وبالتفاهم على الوسيلة التي يمكننا الإفادة منها كي نستخدم طاقاتكم لخدمة الوطن الأم الغارق في أزمات متعددة".
وقال:"أنتم ملح الإنتشار، أنتم خبز الوطن في البلدان البعيدة، أنتم فكره الجديد، أنتم مشروعه الإنقاذي. لا تقللوا من أهميتكم لأنكم القوة الإحتياطية التي نعتمد عليها. إذا كان لبنان فعلا يتطلع إلى القيامة من مشاكله وما أكثرها، فعليه أن يمد اليد للشبيبة المثمرة كقوة فاعلة تملك الرؤية للبنان الجديد غير الطائفي وغير المذهبي، لبنان الإختصاص والعلم، لبنان الإنفتاح والمهارات، لبنان السياسة الخدماتية لا السياسة الإقطاعية الموروثة ولا سياسة المحسوبيات على حساب المصلحة العامة ولا سياسة الإرتهان إلى الخارج بل الإعتماد على الذات".
وختم:"لبنان يناديكم، الجامعة الثقافية تتطلع إليكم فلبوا النداء ولا تنسوا هذا الوطن الذي يحبكم. طبعا ظلوا أوفياء للأوطان التي احتضنتكم فهي أوطاننا".
وألقى راعي المؤتمر الوزير الخوري كلمة جاء فيها: "الكلام على الانتشار اللبناني في العالم متعة لا تعادلها متعة أخرى، فما من لبناني الا وله قلب وبيت أو قريب حتى في أقاصي الدنيا.
وقد قال فيهم الشاعر سعيد عقل: "ومن الموطن الصغير نرود الارض، نذري في كل شط قرانا، نتحدى الدنيا شعوبا وأمصارا، ونبني انى نشأ لبنان،
وإن أبناءنا المنتشرين في أقصاع الارض جعلوا من لبنان الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وإنهم مهما بعدوا وجنوا وبنوا، تظل عيونهم وقلوبهم مزروعة هنا حيث الام تنتظرهم"..
ان المعجزة الحقيقية ومدعاة فخرنا هي في النجاح الذي حققه هؤلاء الشباب في المجال البرلماني والوزاري وسعة النفوذ والسلطة.
وقال: "ان الانتشار اللبناني طاقة مهمة تجب الافادة منها وتثبيت الروابط بين لبنان المقيم ولبنان الانتشار وتمتينها واقامة العلاقات الطيبة على مختلف الصعد السياحية والتجارية والاقتصادية بين بلدينا.
وإني أثني واقدر أهمية المؤتمر الذي سيحضره مئة شاب وشابة متحدرون من أصل لبناني ومئة لبناني ولبنانية مقيمون في لبنان وإننا نعول كثيرا على دور الشباب وهم أمل الحاضر والمستقبل وعلى ديناميتهم ونشاطهم وسعيهم الدؤوب الى تقوية الروابط بين هؤلاء المغتربين ووطنهم الام لبنان عبر التعرف اليه والى تراثه وطبيعته وتجديد الصلات ووصل ما انقطع من وشائج وعلاقات قربى".
اشارة الى ان المؤتمر تابع أعماله بعد الظهر فانتخب اللجان المشتركة والمختصة في الشؤون الثقافية والاغترابية والوطنية على ان تصدر التوصيات في ختام المؤتمر الذي سيتستمر ليومين.
تابع مؤتمر المجلس العالمي للشبيبة في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أعماله لليوم الثاني في دار سيدة الجبل - فتقا - كسروان، بمحاضرة ألقاها الأمين العام ل "مؤسسة التراث اللبناني"، المستشار الثقافي السابق للجامعة الدكتور أنطوان خوري حرب.
وتم عرض وثائقي عنوانه "رسالة لبنان" سلط الضوء على التراث الثقافي اللبناني القديم من خلال المعالم الأثرية في جبيل وصور ومختلف المناطق اللبنانية.
وتحدث الدكتور حرب عن "رسالة لبنان ودوره في العصور القديمة كعامل حوار بين الحضارات القديمة وخلال مئات الأعوام بواسطة إنسانه الذي تميز بالديناميكية والمفتاح والطموح واستخدم أهم وسيلة للتواصل وهي السفينة".
ودعا "الوكالة الوطنية للاعلام" إلى "ضرورة الاهتمام بالناحية الثقافية في الجامعة الثقافية اللبنانية ووضع برامج حول لبنان والتاريخ الثقافي وتراث لبنان، بالإضافة إلى اعتماد الوسائل المناسبة لذلك من خلال أفلام وكتب وغيرها".
يذكر ان معظم الوفد المشارك هم من جذور لبنانية، ويزور لبنان للمرة الأولى، آتيا من كولومبيا، استراليا، أرجنتينا، كندا، المكسيك، الولايات المتحدة، تشيلي، يوروغواي، فرنسا، بريطانيا، والبرازيل
أمانة الإعلام
22 آب 2013
0 comments:
إرسال تعليق