الشاعر الكبير الياس خليل في أستراليا

وصل الى أستراليا الشاعر الزجلي الكبير الياس خليل أحد أعضاء جوقة المسرح المشهورة، وسيصل رئيس الجوقة الشاعر أنطوان سعادة والشاعر بسّام حرب في السادس من آذار لإحياء حفلة زجلية رائعة في 15 آذار في مطعم وادي العرايش "البردوني سابقاً".. فنرجو من عشاق الزجل أن يحجزوا أماكنهم من الآن، فلقد اشتاقت سيدني الى الأوف الزجلية الرائعة التي تخرج من حناجر أشهر شعرائه على الاطلاق.
للاستعلام اتصلوا بإدارة وادي العرايش أو:
الشاعر عصام ملكي: 0414855299
أو الشاعر جورج منصور: 0417678243
**
ننشر هنا اللقاء الذي أجرته إلسي خليل مع ضيفنا الكبير الياس خليل لموقع كسروان:  
الشاعر الياس خليل إعتلى المنابر الشعريّة فتميّز بحضوره و فصاحته. تهافت الجمهور للاستماع إلى حفلات الزجل التي يحييها و التي لاقت نجاحاً منقطع النظير. تعامل مع جوقاتٍ عديدة كجوقة زغلول الدامور، جوقة الجبل، جوقة القلعة و هو الآن ثابتٌ في جوقة المسرح. تميّز الشاعر الياس خليل أينما وجد و ارتجل الشعر فأجاد و أحسن. أحيا مناسباتٍ عديدة ليصبح اسمه كبيراً كشعره. إنّه أستاذٌ  وجامعيّ ربّى أجيالاً على القيم والأخلاق الحميدة ونقل إليهم شغفه بالشعر فكان يتبارى مع التلامذة في الزجل لتصبح المدرسة مكاناً يحبّه الجميع بفضله.

في أيّ عمر ٍ بدأت محاولاتك الشعريّة؟

أوّل محاولاتي كانت في عمرالثامنة. كنت أتلمّس بها الشعر لأنّي كنت أحبّه ثمّ مع الوقت و الاحتكاك بالشعراء إستقامت ذائقتي الشعريّة حتّى وصلت إلى ما أنا عليه.

أيّ دورٍ لعبت كسروان و خصوصاً بلدتك ميروبا في نشأتك الشعريّة؟

قريتي بمثابة وطني، أحببتها و فيها تعلّمت ولها قيلت أبياتي الشعريّة الأولى و يوجد في ضيعتي عيون كثيرة للمياه منها عين التنّور و عين الصوّان و أذكر ممّا قلته في الحقبة الأولى:

ميروبا بكلّ المعمور      
عينها بتسقي و بتجور
عين يتجرح بالصوّان     
وعين بتحرق بالتنّور

لقد عرضت أشعاري الأولى على رئيس إتّحاد الشعر اللّبناني يوسف أبو خليل و كان يشجّعني و ينشر تلك القصائد في صوت الجبل للشّاعر فؤاد قرداحي.

" إجرح القلب و اسق ِ شعرك منه    فدم القلب خمرة الأقلام ِ", ماذا يعني لك هذا البيت للشّاعر الياس أبو شبكة؟

هذا البيت يجسّد فعلاً مشاعري و أحاسيسي فمنذ صغري كنت أحسّ بالألم و الحزن دون سبب معلوم و كنت خجولاً في بداياتي و أتألّم في نفسي كما أتألّم من كلّ ظلم ٍ حاصل والألم يجعل الشاعر يقظاً على نفسه فيعي ما يدور فيها و هذا الوعي للذّات يجعل الشعر مرتكزاً و متّجهاً إلى الداخل. وهكذا يصحّ قول الشاعر الياس أبو شبكة بأنّ من لا يتألّم لا يحسّ إحساساً رهيفاً و بدون إحساس ٍ عميق ٍ و رهيف لا وجود لشعر ٍ وجدانيٍّ صحيح.

أنت شاعر في جوقة المسرح, أيّ دور ٍ يلعب التحدّي في حياتك كشاعر و كإنسان؟

أحببت المنابر كثيراً منذ صغري و اعتليت المنبر منذ سنة 1970 و تعاملت مع جوقاتٍ كثيرة منها جوقة زغلول الدامور, جوقة الجبل,جوقة المسرح و جوقة القلعة. و أنا الآن ثابتٌ في جوقة المسرح و أحبّ التحدّي كثيراً لأنّه يعلّمني المنافسة الشريفة و التفكير والتركيز على موضوع ٍ ربّما كان من غير قناعاتي و لكن عليّ أن أدافع عن وجهة النظر التي تبنّيتها و كلّما كان التحدّي بارزاً كلّما  كان طموحي وحماسي قويّاً و حيويّاً.

كيف تقيّم المواهب الكسروانيّة الجديدة؟

هناك مواهب كسروانيّة جديدة و ممتازة مثلاً الشاعر سميح خليل أصبح اليوم رئيس جوقة القلعة، الشاعر داني صفير مشهورٌ ومعروف، الشاعر منذر خير اللّه برز وظهر. وهناك مواهب أخرى تتمخّض لتبرز وتشقّ طريقها في حياة الفنّ. وهكذا تبقى كسروان على موعدٍ مع المواهب الجديدة التي ستستمرّ بجذورها القديمة وأغصانها الجديدة.

ما رأيك بالكتب الشعريّة أو النثريّة التي تصدر مؤخّراً؟

هناك كتب ما كان يجوز إصدارها لأنّها ليست في المستوى المطلوب. و هناك كتب أخرى ذات قيمة, هذه الكتب أشجّعها و أدعو أصحابها إلى الاستزادة منها كما أدعو الذين يؤلّفون الكتب إلى الرفع من مستوى الكلمة لتستحقّ الخلود في كتاب.

بأيّ شعراء تأثّرت و ما هو الانطباع الذي تركوه في داخلك؟

أوّل من تأثّرت به هو الشاعر خليل روكز و ربّما احترفت الشعر حبّاً به. تأثّرت أيضاً بالشاعر يوسف أبو خليل الذي شجّعني على نشر قصائدي. كما تأثّرت بالشاعر زغلول الدامور و الشاعر موسى زغيب بعزّ نجاحهما المنبريّ و سعيت إلى أن أصل إلى ما وصلا إليه و لقد وصلت اليوم إلى ما وصلت إليه.

الجيل الجديد بعيدٌ كلّ البعد عن القراء، بمَ تنصحه و ما هو عتبك على المؤسّسات التربويّة؟

الكتاب كنزٌ لا غنى عنه. لا أنكر على الحواسيب  والإنترنت اليوم والأجهزة الخلويّة قيمتها وفوائدها في تنشيط الثقافة و المعرفة لكنّ الجيل الجديد أهمل الكتاب وامتنع عن القراءة بينما القراءة تسهّل التركيز وتشكّل حافزاً مهمّاً للذّاكرة لتستمرّ ناشطة. لومي على المدارس أنّها لا تهتمّ كثيراً بالقراءة وإن كانت تشجّعها بينما المطلوب التخفيف من ثقل البرامج والتركيز على القراءات الهادفة التي كانت السبب في بروز مواهب كبيرة كسليمان البستاني وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وأمين الريحاني وجميع شعراء الجيل الأوّل الذين لم يتسنّ َ لهم سوى قراءة الكتب ولم تجرفهم العولمة.

لقد أصدرت مؤخّراً كتاباً بعنوان "براعم الأفكار" لماذا لم تقم بهذه الخطوة سابقاً؟

إرتكبت خطأً استراتيجياّ ً لأنّي لم أهتمّ بطبع منتوجي الشعريّ و يعود السبب إلى أنّني سهوت عن ذلك بسبب ممارستي التعليم و ممارسة الشعر المنبريّ الذي كان يشبع نهمي إلى الشهرة و الاستمرار. من هنا أتمنّى أن تصدر لي تباعاً مجموعة كتبٍ تعوّض ما أهملته في السابق. و لديّ من الإنتاج الشعريّ ما يكفي لذلك.

أيّ نوع ٍ من الشعر يوصل رسالته أكثر العامّيّ أم الفصيح و لماذا؟

الشعر شعرٌ. الفصحى تؤدّي رسالتها و كذلك العامّيّة. لكنّ المنبر الشعريّ العامّيّ هو أقرب إلى الناس وأكثر شعبيّة لذلك يؤدّي دوراً بارزاً, خطيراً ومهمّاً في التوجيه والتثقيف والرفع من مستوى الشعر. امّا الفصيخ فمهمّ ٌ ويحتاج إلى نهضة جديدة.

إذا أردت أن تختار لقباً لنفسك ماذا يمكن أن يكون؟

أحبّ أن يُقال لي الشاعر الياس خليل. أفضل كلمة شاعر لأنّها تأتي من ربّ السماء. مع الاعتراف بأنّي لا أستحقّ أنا و لا غيري هذا الاسم الخطير و الحسّاس لأنّنا نسعى إلى الشعر، نسلك طريقه و لكن لا نصل أبداً إلى استحقاقه إنّما التسمية تعجبني على كلّ حال.

بيت شعر للموقع:

بالفعل موقع كسروان العنفوان            
قيمة من غصون الأرز و السنديان
و نحنا بحاجة بكلّ ظرف و كلّ حين    
لموقع بيرفع راسنا بكسروان

Kesserwen.org©
 حاورته إلسي خليل

CONVERSATION

0 comments: