برنامج اللغة العربية في رعية القديس يوحنا الحبيب يحتفل





.... والسيد توفيق كيروز يدعم
الملائكة الصغار يقيمون مسرحية بلغة الام بمناسبة انتهاء السنة الدراسية..

تقوم رعية القديس يوحنا الحبيب في "ماونت درويت" بعمل عظيم في تعليم أجيال المستقبل المارونية و الحفاظ على لغتهم وهويتهم. اللغة العربية هي في قلب التعددية الثقافية التي تدعمها الحكومة الاسترالية و يمكن للمرء أن يتحدث عن كل فوائد تعلم لغة الأم و حول فوائد كبيرة و عددة من ثنائية اللغة الخ.

فبمناسبة انتهاء السنة الدراسية أقام تلامذة المدرسة العربية مسرحية باللغة العربية و بالفعل كانت رائعة و مسلية حيث رقص الصغار و ادهشوا الحضور بمستوى ادائهم و تمكنهم من اللغة العربية كما ودقوا الطبول على وقع الموسيقى والاغاني التراثية اللبنانية التي اعادتنا الى ايام زمان.

حضر المناسبة المطران طربيه ممثلا" بالامين العام المونسنيور مارسيلينو يوسف والسيد ألبرت فيلا رئيس اتحاد مدارس اللغات في نيو ساوث ويلز والاستاذ ريمون ابي عراج مدير برامج اللغة العربية في الابرشية ممثلا" ايضا" الرابطة المارونية , والسيدة أمل بو سمرا، رئيسة تحرير eMarounia ، و كاهن الرعية و الآباء في رعية القديس يوحنا الحبيب وعدد كبير من الآباء و أفراد المجتمع المحلي .

وأغتنم الاستاذ ابي عراج هذه الفرصة وباسم راعي الأبرشية المطران أنطوان شربل طربيه ليعرب عن التقديرإلى كل من الحكومة الفديرالية وحكومة ولاية نيو ساوث ويلز لما قدمتاه و تقدمانه من دعم لمراكز اللغة العربية الخمسة العاملة و الناشطة في ألابرشية المارونية لدينا.
كما وشكر ندى ، منسقة البرنامج في رعية القديس يوحنا الحبيب مع ملائكتها الجميلة لدعوتهم الكريمة و على عملهم الشاق في تحقيق ليلة عظيمة وناجحة تمتع بها الجميع.

و خلال الامسية ودعما لبرنامج اللغة العربية في الرعية تبرع السيد توفيق كيروز رئيس الرابطة المارونية بمبلغ 300 دولار. و قدم المبلغ إلى منسقة البرنامج ، نيابة عن السيد كيروز ، الاستاذ ريمون ابي عراج ، امين سر الرابطة .

حفل عشاء للجامعة بمناسبة ذكرى الاستقلال لبنان

بعد إزاحة الستار عن تمثال جبران خليل جبران دعت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - فيكتوريا الى حفل عشاء بمناسبة  استقلال لبنان وحضره كل من سعادة السفير اللبناني الدكتور جان دانيال، قنصل لبنان العام غسان الخطيب، الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي، رئيس المجلس القاري لاستراليا ونيوزيلندا للجامعة اللبنانية طوني يعقوب، الأمين العام القاري طوني كر ، رئيس ولاية فيكتوريا للجامعة اللبنانية يوسف سابا مع اعضاء اللجنة التنفيذية، حزب الوطنيين الأحرار، حزب القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، تيار المستقبل، تيار المردة، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب السوري القومي الاجتماعي، المركز الاسلامي العلوي، جمعية بقرزلا الخيرية، جمعية القديس رومانوس حدشيت، لجنة ملكة جمال لبنان استراليا،أبناء هنيبعل زحلة، جمعية دار بعشتار الخيرية، جمعية زغرتا الخيرية، جمعية كفرحبو الخيرية، نادي أبناء الأرز، لجنة البيت اللبناني، جمعية الحاكور الخيرية، طوني شربل مدير إذاعة صوت لبنان، جيسيكا منصور ملكة جمال الاغتراب اللبناني في استراليا لعام 2013 وفروع الجامعة اللبنانية .
افتتح الحفل بالنشيدين الاسترالي واللبناني وبالوقوف دقيقة صمت على انفس شهداء الجيش اللبناني وكافة الشهداء اللبنانيين الابرار، ثم القى عريف الاحتفال الامين العام طوني كرم كلمة رحب فيها بالحضور ودعا جميع ابناء الجالية والحضور الى حسم امورهم تجاه الجامعة اللبنانية الثقافية التي هي واحدة وشرعيتها تتمثل بالرئيس العالمي ميشال الدويهي ونائبه في استراليا جو عريضة ورئيسها في استراليا طوني يعقوب، كما وجه تحية الى كل رؤساء الفروع في كافة الولايات والى اعضاء المجلس القاري، كما دعا جميع الحضور وابناء الجالية للانتساب اليها، وعدد بعض النشاطات القادمة .
هذا ونقل عن الامين العام العالمي طوني قديسي تحيته الى الجميع، وتهنئته الى الرئيس القاري ورئيس الولاية واعضاء هيئتها التنفيذية لاعملاهم وخص بالذكر حفل ازاحة الستار عن جبران خليل جبران الذي تم في مكتبة فكتوريا الوطنية.
وقد فاجاء الجميع السفير اللبناني الذي يصادف عيد ميلاده بقالب من الحلوة، فشكرهم على هذه المبادرة الطيبة .
كما قدمت الجامعة اللبنانية الثقافية ميدالية جبران خليل جبران وميدالية الارزة اللبنانية الى كل من سعادة السفير اللبناني جان دانيال، قنصل لبنان العام في فكتوريا غسان الخطيب والرئيس العالمي ميشال الدويهي لمشاركتهم في ازاحة الستار عن التمثال في المكتبة .
وقد احيت السهرة نخبة من المطربين، حيث رقص الجميع حتى ساعة متأخرة .  

تمثال جبران خليل جبران في مكتبة ملبورن الوطنية






بمناسبة ذكرى استقلال لبنان السبعين وبدعوة من رئيس المجلس القاري لاستراليا ونيوزيلندا للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم طوني يعقوب ورئيس ولاية فيكتوريا للجامعة اللبنانية الثقافية يوسف سابا مع أعضاء اللجنة التنفيذية جرى نهار السبت بتاريخ ٢٣ تشرين الثاني ٢۰۱۳، حفل إزاحة الستار عن تمثال جبران خليل جبران في المكتبة الوطنية العامة في فيكتوريا، وذلك برعاية سفير الجمهورية اللبنانية الدكتور جان دانيال وحضور كل من قنصل لبنان العام غسان الخطيب،Beverley Pinder-Mortimer ممثلة رئيس بلدية ملبورن Lord Mayor Robert Doyle، رئيس المجلس التشريعي في فيكتوريا بروس اتكنسين، الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي، الأمين العام القاري طوني كرم، هاس مصطفى ممثل شين تان رئيس مفوضية تعدد الثقافات في فيكتوريا، حمد العلوي قنصل سلطنة عمان، خالد رزق قنصل الجمهورية العربية المصرية، النائب بان كارول، النائب خليل عيدي، سو روبرتس الرئيس التنفيذي للمكتبة العامة في فيكتوريا مع الاعضاء جو ريتال وفلار مورالز، Jan Chantry رئيسة بلدية موني فالي مع الرئيس السابق للبلدية جان سيباك، الرئيس السابق لبلدية مورلند اوسكار ويلديز، المونسينيور جو طقشي، المونسينيور يوسف توما، الأب أدمون اندراوس، الأب دميتري بارودي، الأب جورج مطر، الراهبات الأنطونيات، الراهبات الشويريات، نعيم ملحم ممثل البنك العربي في استراليا، حزب الوطنيين الأحرار، حزب القوات اللبنانية،  تيار المستقبل، تيار المردة، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب السوري القومي الاجتماعي، المركز الاسلامي العلوي، الغرفة التجارة اللبنانية الاسترالية، الغرفة التجارة العربية الاسترالية، الجمعية الدرزية، جمعية بقرزلا الخيرية، رابطة شباب بشري، جمعية القديس رومانوس حدشيت، لجنة ملكة جمال لبنان استراليا، أبناء هنيبعل زحلة، جمعية دار بعشتار الخيرية، جمعية زغرتا الخيرية، جمعية كفرحبوا الخيرية، نادي أبناء الأر، لجنة البيت اللبناني، لجنة الأطباء اللبنانيين، جمعية الحاكور الخيرية، لجنة الثقافة والتراث، نجوى فاراكس مديرة جريدة التلغراف، طوني شربل مدير إذاعة صوت لبنان، جيسيكا منصور ملكة جمال الاغتراب اللبناني في استراليا لعام 2013،  فروع الجامعة اللبنانية وعدد من أبناء الجالية اللبنانية.
افتتح الاحتفال بالنشيدين الأسترالي واللبناني وعرف الاحتفال الصحافية كلودات وردان وكانت كلمات لكل من  Beverley Pinder-Mortimer ممثلة رئيس بلدية ملبورن، Lord Mayor Robert Doyle،  رئيس المجلس التشريعي في فيكتوريا بروس اتكنسين وسو روبرتس الرئيس التنفيذي للمكتبة العامة في فيكتوريا وجميعهم اشادوا بالجامعة اللبنانية على هذا العمل الثقافي  وتحدثوا عن حياة واعمال جبران والذي يُعد ثالث فيلسوف عالمي وأخيراً كانت كلمة الجامعة اللبنانية والتي ألقاها المونسينيور جو طقشي، فشكر جميع الحضور وشرح بالتفصيل حياة جبران ودعى جميع أبناء الجالية لزيارة المكتبة للاطلاع على تمثال جبران  ومعرض كتبه من شهر تشرين الثاني  ولغاية سنة في الطابق الرابع.   
وقد قام  بإزاحة الستار كل من Beverley Pinder-Mortimer ، بروس اتكنسين،السفير جان دانيال وميشال الدويهي. وبعد ذلك قدم طلاب مدرسة الراهبات الأنطونيات عرضا جميلا حيث غنوا لفيروز ورقصوا على الحان اغانيها التي هي من كلمات جبران، وقد لقي عرضهم ترحيبا حارأ من الحضور الذي اشاد ايضا بالاحتفال وبتنظيمه.
وبالمناسبة  تتقدم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم من جميع الذين حضروا هذا الاحتفال وتخص بالشكر الراهبات الانطونيات وجميع الذين دعموا نشاطات الجامعة: كلود وردان – جهاد سمعان - الياس فرح – فادي الوزقي – فادي أبو زيد – ناظم أحمد – وليد عبدو – البنك العربي – جان أبو هيلا – سعيد حداد -  بلدية داربين – جو النزق - آدي خلوف – جوش إبراهيم – شربل راضي - سايد حاتم – يوسف سابا – طوني يعقوب – ابراهيم الشيخ – عبدو بجاني – جو عبيد - رانا زخور – زياد الاسطا -  علي خضر – آملي سرايا – رولند جبور- نعيم عوض – اندري دموس –  فادي نصر وناظم بردوع.

الاعلام 

أمسية شعرية زجلية رائعة في منزل الشاعر جورج منصور


 
في الثامن عشر من الشهري الجاري أقام الشاعر جورج منصور في منزله تكريماً لنسيبه الشاعر دوميط الصافي القادم من كندا، و العائد أليها في اليوم التالي لهذا الاحتفال.

وبهذه المناسبة قد دعا الشاعر جورج منصور نخبة من الأقارب و الأصدقاء، بحيث ظهر في هذا الاحتفال مجموعة من رجال الأدب والشعر والمحاماة، مما ينبغي الإشارة الى حضورهم البارز في تلك الأمسية الشاعرة، لاسيما وأن الأستاذة المحامية بهية أبو حمد قد أفسحت بالمجال لطرق العديد من أنواع هذا الشعر الزجلي اللبناني الرائع وتعزيزاً منها لهذا التراث اللبناني الأصيل.

وبالفعل قد أجاد الشاعران مروان كساب وجورج منصور الى حد الروعة والإبداع في مختلف المواضيع الشعرية و الألوان الزجلية، ومنها ألشروقي والعتابا والقصيد والمعنّى و سواها من الأنواع الزجلية الأخرى.

وتجدر الاشارة أيضاً الى أنه كان لحضور الأب أفرام عباسي والفنان بسام دكان أثر عميق في نفوس الحاضرين مما دعا الشعراء للإشادة بهما نظراً لما لهما من مآثر طيبة تجاه الجالية اللبنانية بوجه عام. وبذلك نتمنى من الأعماق أن تستمر هذه اللقاءات الشعرية الممتعة على نحو متزايد لما في ذلك من محبة وألفة وتقارب لبن سائر الجالية اللبنانية العزيزة. 

السفير دانيال يحتفل بالذكرى الـ 70 لاستقلال لبنان بحضور رسمي وشعبي

كتب اكرم المغوّش

أحيا سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى استراليا ونيوزلنده الدكتور جان دنيال عيد استقلال لبنان السبعين في قاعة التشريفات الفخمة في احد الفنادق الكبيرة في كانبرا بحضور الدكتور السناتور مارك هيفي وعميد السلك الدبلوماسي سفير الارجنتين بادرو فيلنغرا ولغاردو ورئيسة البروتكول سالي مانفيليد وعميد السلك الديلوماسي العربي سفير المغرب الاستاذ محمد ماء العينين، سوط الحكومة الفيدرالية فيليب رادوك، وسفراء ووزراء ونواب وممثل دار الافتاء الشيخ مالك زيدان ورؤساء احزاب وجمعيات وممثلين عن الاعلام وتمثلت جريدة الهيرالد وتلفزيون الغربة وموقع العنكبوت الالكتروني بمدير العلاقات العامة في الهيرالد الزميل اكرم المغوّش.

بداية وقف الضيوف للنشيدين اللبناني والاسترالي وتحدثت معرّفة الاحتفال الزميلة نسرين خضرا حيث القت كامة من وحي المناسبة ثم قدمت السفير دانيال ورئيسة البروتكول مانفيليد فشربا نخب لبنان واستراليا .

وتكلم سعادة السفير الخلوق الدكتور جان دانيال مستهلاً كلمته بالترحيب الحار بجميع الضيوف بعد ان كان مع عقيلته السيدة ميراي واركان السفارة يرحبون  اجمل ترحيب بالضيوف .

وقد نوه سعادة السفير بالتعاون اللبناني الأسترالي حكومة وشعباً وتحدث عن تفاعل اللبنانيين ونجاحهم وتفاعلهم استرالياً ووصولهم الى مراكز مهمة وتواصلهم مع الوطن الام لبنان واضاف قائلا انه للمرة السابعة وهو يحتفل باستقلال لبنان وهي المرة الاخيرة لانه سينتقل الى الوطن الذكريات الرائعة المحفوظة في قلبه  للجالية واستراليا وزملائه في السلك الدبلوماسي. ومع نهاية كلمته قدم السفير الدكتور دانيال شهادة التقدير الى الشابة سارة ابنة الضابط الاسترالي بيتر مكارثر الذي استشهد في جنوب لبنان اثناء عمله كضابط في قوات حفظ السلام.

يذكر ان النائب والوزير الفيدرالي فيليب رادوك الذي يرتبط بصداقة متينة بالجالية اللبنانية والعربية كان قد تحدث عن مشاعره وحبه لجاليتنا العزيزة.

ويبقى علينا ان ننحني لابطال الاستقلال الامير البطل مجيد ارسلان قائد ثورة الحرية وبطل استقلال لبنان وابطال  الاسقلال الشهداء  سعيد فخر الدين واديب البعيني وادهم خنجر وآلاف  الشهداء في الثورة العربية الكبرى التي قادها القائد البطل سلطان باشا الاطرش وحققت لسورية ولبنان الاستقلال والكرامة.

وختاماً دعا سعادة السفير الضيوف الرسميين وقطعوا قالب الحلوى احتفاءً باستقلال لبنان الذي نتمنى ان تسود فيه وبقية بلداننا العربية الحرية والكرامة.

برعاية سعادة سفير الجمهورية اللبنانية الدكتور جان دانيال تكريم الطلاب المتفوقين



دعت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في ولاية فيكتوريا نهار الاحد بتاريخ 24 تشرين الثاني 2013، أبناء الجالية لحضور المهرجان الغنائي والباربكيو في الهواء الطلق، بمناسبة استقلال لبنان ولتكريم الطلاب اللبنانيين المتفوقين في شهادة VTAC لعام 2012، بدعم من البنك العربي،  وبرعاية سعادة سفير الجمهورية اللبنانية الدكتور جان دانيال وبحضور قنصل لبنان العام غسان الخطيب والرئيس العالمي للجامعة اللبنانية ميشال الدويهي، رئيس المجلس القاري طوني يعقوب، أمين عام المجلس القاري طوني كرم، رئيس ولاية فيكتوريا للجامعة يوسف سابا مع أعضاء اللجنة التنفيذية، النائب كلفن طومسن، النائب خليل عيدي ورجال دين وأحزاب لبنانية وجمعيات خيرية، مؤسسات لبنانية وإعلامية وثقافية ورياضية واجتماعية ورؤساء فروع الجامعة اللبنانية.
 افتتحت المهرجان جيسيكا منصور ملكة جمال الاغتراب اللبناني في استراليا لعام 2013، بالنشيدين الاسترالي واللبناني وبالوقوف دقيقة صمت من أجل شهداء لبنان وخاصة الذين استشهدوا في الانفجارات الأخيرة، كما ورحبت بجميع الحضور وقدمت الخطباء: القنصل العام غسان الخطيب،  النائب كلفن طومسن، نعيم ملحم ممثل البنك العربي في استراليا والرئيس العالمي للجامعة اللبنانية ميشال الدويهي.
وتقديراً لعائلة خليفة الفنية كرمت الجامعة اللبنانية كل من الفنانيين نديم  وسهيل و فؤاد خليفة وقدمت لهم ميدالية جبران خليل جبران وميدالية الارزة اللبنانية وشعار الجامعة اللبنانية مع شهادات تقدير، بالمناسبة شكر الفنان سهيل خليفة باسم العائلة الجامعة اللبنانية على هذا التقدير كما وشكر كل من السفير اللبناني والقنصل اللبناني وتمنى للجامعة كل تقدم والنجاح الدائم في جميع أعمالها. 
كما كرمت الجامعة اللبنانية وكعادتها في كل سنة الطلاب اللبنانيين المتفوقين وهم: حسين عبوشي، محمد بركات، جوزاف ريمون عيد، جوني يعقوب، جوزاف الاسعد، ايلي شاهين، أحمد محرز، مارك بالكيس و أماندا الحج.
تحدث باسم الطلاب المتفوقين حسين عبوشي الذي شكر الجامعة على هذا التقدير كما وشكر البنك العربي ودعى الشبيبة للانتساب إلى الجامعة اللبنانية.
هذا وتتقدم الجامعة اللبنانية من كل من دعم وساهم بانجاح المهرجان ونخص بالشكر البنك العربي وبلدية داربين والمصور عبد الكريم عبوشي.

بلدية روكديل تحتفل بعيد استقلال لبنان



كتب: عباس علي مراد
بمناسبة عيد استقلال لبنان السبعين اقامت بلدية روكديل حفلاً خاصاً بهذه المناسبة في 22/11/2013، وقد قام رئيس البلدية شاين اوبراين وممثل القنصلية اللبنانية الاستاذ بسام شحادة برفع العلم اللبناني في باحة البلدية.
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الوطني الاسترالي.
حضر الاحتفال العديد من ابناء المنطقة والجالية وبعض الناشطين في العمل الاجتماعي والسياسي في المنطقة وعدد من اعضاء المجلس البلدي في روكديل وبعض الاعلاميين العرب.
عرّفت المناسبة المحامية رنا صعب، وكانت كلمة لرئيس البلدية شاين اوبراين رحب بالحضور مشدداً على اهمية رعاية البلدية لهذا الحفل في المنطقة والتي تتميز بالتعددية الثقافية، وتطرق الى اهمية العيش في استراليا البلد المسالم، وكان لممثل القنصلية اللبنانية كلمة عرض فيها لقصة استقلال لبنان عن فرنسا قبل سبعين عاماً.
وفي نهاية الحفل قدم رئيس البلدية اوبراين شهادة  تقديرالى ممثل القنصلية واخيراً اقيم حفل كوكتيل.
من جهتنا نشكر لبلدية روكديل والرئيس شاين اوبرين واعضاء المجلس البلدي عواضة وابراهيم بالاضافة الى السكرتير العام ميرديث والس وكل من ساهم في انجاح هذه المبادرة التي تنم عن تقدير ورعاية التعددية الثقافية في المنطقة.

إيف وليلى خوري يدعوان المئات من أبناء الجالية للاحتفال بعيد ميلاد المطران طربيه




المفاجأة التي حضرها السيد والسيدة إيف وليلى خوري لسيادة المطران أنطوان شربل طربيه، لم تفاجئه هو وحده بل فاجأت كل المدعوين.. فما أن وطأنا عتبة الدار حتى التقتنا السيدة ليلى خوري بالترحاب، وناولتنا شمعة وقداحة، وطلبت منا أن نضيء الشمعة ما أن يقطع سيادته قالب الحلوى.
إذن، هناك احتفال، وهناك مفاجأة، وهناك "العيد" كما شبهه الزميل أنور حرب، وما علينا سوى مشاركة السيّد فرحته.
ساندرا كلتوم أشرقت كبدر، وابنة إيف الصغيرة تكلّمت كشاعرة، وألكس الحدشيتي غنى كبلبل، والوزير فيليب رادوك تكلّم كصديق دائم، أما إيف وليلى وعائلتهما فكنا نسمع دقّات قلوبهم ترحب بنا، أكثر مما رحب إيف نفسه في كلمته المرتجلة.
كل شيء كان جميلاً.. والأجمل كانت ابتسامة ربّة الدار السيدة ليلى خوري.
عيد مبارك يا سيّدنا.. وألف شكر يا آل خوري الكرام.

قنصلية لبنان العامة في سيدني تحتفل بعيد استقلال لبنان السبعين




احتفلت قنصلية لبنان العامة في سيدني يوم السبت 23/11/2013 بعيد استقلال لبنان السبعين، بحضور المئات من أبناء وفعاليات الجالية اللبنانية والعربية والاسترالية، وقد قص قالب الحلوى سعادة قنصل لبنان العام الاستاذ جورج البيطار غانم، الذي يفترشه العلم اللبناني بكبرياء وأبهة. وها نحن في "الغربة" ننشر بعض اللقطات التي زودتنا بها مشكورة المحامية بهية ابو حمد.
كل عيد وانت لبنان يا لبنان.
نترككم مع كلمة سعادة قنصل لبنان العام الاستاذ جورج البيطار غانم:
سعادة النائب طوني عيسى، ممثلا ً رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز السيد باري أوفاريل،
سعادة النائب جون روبرتسون، زعيم المعارضة في ولاية نيو ساوث ويلز،
أصحاب السعادة والسيادة والسماحة والفضيلة،
الزملاء أعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي،
السادة النواب الأعضاء في مجلس ولاية نيو ساوث ويلز،
رؤساء وأعضاء البلديات والهيئات والمؤسسات والأحزاب والجمعيات،
رؤساء تحرير وممثلو الصحافة اللبنانية في أستراليا،
أيها الحفل الكريم،

نجتمع الليلة لنحييَ ونحتفل معاً بعيدنا الوطني السبعين. وفي هذه المناسبة السامية والأولى بامتياز، وبإسم الجالية اللبنانية في ولاية نيو ساوث ويلز وبإسمي الشخصي، أتوجـّه بتهنئة قلبية إلى وطن الارز، حكومة وشعبا ً مقيماً ومنتشراً.

يُسعدني أن أتوجه إليكم بهذا النداء من القلب إلى القلب، وأنتم من كانت وجهة قلوبكم وعقولكم دائماً وأبداً وطنكم الأم لبنان، من أجل رسالته الانسانية هاجرتم، كافحتم وناضلتم وصبرتم، ورفعتم راية لبنانكم الحضارية أينما حللتم، وكنتم الروّاد في كل زمن في البناء والاصلاح والتقدم. وقد سطعت أسماؤكم أنواراً من المعرفة والعلم والفن والفلسفة والقيادة والابداع.

أتطلـّع إليكم، في هذا الوقت العصيب، الذي يمرّ فيه العالم عموماً، ومنطقتنا خصوصاً، ومحيطنا القومي بشكل أساسي، وأنتم تشاركون الشعوب في قضاياها المصيرية، تتأثرون بها وتتفاعلون معها وتؤثّرون في إيجاد الحلول الناجعة لمشاكلها ومصاعبها، وتساهمون في الخطط الكفيلة بإصلاح أحوالها وتطوير مرافقها وخدمة مصالحها الكبرى، مناشداً إياكم أن تلتزموا بثوابتكم الوطنية التي عرفتم بها وسط الشعوب وفي مقدمها الحفاظ على وحدتكم الوطنية التي هي مصدر قوتكم وإحترام الشعوب لكم، والالتزام بقواعد وأسس ومبادىء سياسة دولتكم الخارجية التي راعت مصالحكم في علاقتها مع الدولة المضيفة لكم، فكونوا أنتم الطليعة والنخبة في الدفاع عن مصالح وسيادة وطنكم في المحافل الدولية، كي تستلهم  قراراتها ومواقفها الخاصة بقضايانا المحقة من قناعاتكم الوطنية وتوجيهاتكم الحكيمة وارتباطكم القويّ بسياسة بلادكم الوطنية.

فأنتم، الذي أصبح عطاؤكم يُقاس على مدى إنتشاركم، لستم جزرا ً منعزلة تائهة في هذا المحيط الواسع، بل أنتم أبناء وطن واحد يجمعكم، مهما تباعدتم، وما جمعه الله لا تفرقه الأبعاد والمسافات والأمصار... على عاتقكم تقع المسؤولية التاريخية الكبرى في رفع لواء وطنكم الحرّ السيد المستقل المتفاعل والمتضامن مع قضايا الشعوب المحقة والعادلة.

إن إهتمام الدولة بكم، يأتي في طليعة انشغالاتها: ففي طاقاتكم وإمكاناتكم المادية والمعنوية تكمن قوة لبنان في حاضره وغده، كما كانت في ماضيه، وهذه الطاقات هي التي عملت وبنت، ومن خلالها استطاع لبنان الاستمرار والاستفادة من هذه الثروة الهائلة، فاللبنانيون في بلاد الاغتراب، ومن خلال تحويلاتهم، استطاعوا أن يكونوا سنداً قوياً لاقتصاد لبنان مكّنه من المساهمة بشكل كبير في تسديد العجز في ميزان المدفوعات التجارية.

إن الاهتمام الجدّي بكم، يجب أن يتجاوز الشعارات والتصريحات والبيانات والجولات والزيارات الروتينية، وما شابه، للوصول إلى إيجاد خطة عملية تضعها الدولة بمشاركتكم، يأتي في أولوياتها تفعيل القوانين والقرارات الخاصة بكم، وإزالة كلّ المعوّقات التي تعترض تطلعاتكم الوطنية، وتسهيل المعاملات البيروقراطية التي تعرقل مشاريعكم ومصالحكم. إن الدولة اللبنانية تتطلـّع إلى إنجاح عملية مشاركتكم في الحياة السياسية، وذلك من خلال إعطائكم حق الاقتراع  بسدني في الانتخابات النيابية في العام المقبل، التي يتوحّد  فيها لأول مرة لبناننا بجناحيه المقيم والمغترب، في إختيار ممثليه في السلطة التشريعية، وإدارة البلاد. إننا ندعوكم إلى إنجاح هذه العملية الانتخابية التي تعزز من مواقعكم الوطنية، وتعزز وحدة صفكم في الخارج، وتمكنكم من إيجاد "لوبي لبناني" قوي وفاعل له مكانته في بلد إنتشاركم، يقدّم الدعم لقضايانا الوطنية والعربية والدولية المحقة.

وفي هذا السياق، نود هنا التذكير بأن شهورا ً قليلة تفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات النيابية القادمة المقررة عام 2014، وإن حق الاقتراع للبنانيين المقيمين في الخارج قد أقرّه مجلس النواب اللبناني بموجب القانون رقم 25 الصادر بتاريخ 8/10/2008.

إننا، وتجنبا ً لإهدار هذا الحق، ندعو أبناء جاليتنا الكريمة الموجودة في ولاية نيو ساوث ويلز إلى إيلاء هذا الموضوع الاهتمام اللازم تمهيداً للمشاركة الفعّالة في صناعة القرار السياسي اللبناني والمساهمة في إيصال من تأتمنونهم على مصالحكم ومستقبل الجيل الجديد الواعد ومن سيكونون على قدر ثقتكم ووكالتكم المعطاة لهم.

ولهذه الغاية، نعيد التنويه والاشارة إلى وجوب التسجيل في قنصلية لبنان العامة في سدني لجميع الراغبين بالاقتراع في الخارج من أبناء الجالية أو لدى مقرّات الهيئات الدينية المختلفة والجمعيات ومراكز الأحزاب وذلك عبر ملء الاستمارة اللازمة التي يمكن تنزيلها عبر الموقع الالكتروني العائد للقنصلية العامة، مرفقة بمستند يثبت الجنسية اللبنانية. وإن المهلة القانونية للتسجيل لممارسة حق الاقتراع في الخارج تنتهي بتاريخ الحادي والثلاثين من كانون الأول 2013.

إنني، وإذ أتوجه إليكم بهذا النداء، مستحضراً بكل اعتزاز ما قدمتموه لوطنكم، على يقين تام بأنكم ستبذلون الغالي والنفيس في سبيل مصلحة بلدكم العليا.

كلنا نعلم مدى القلق الذي يعتريكم بالنسبة إلى لبنان في ظل الظروف التي تمر بها الدول العربية، وأود أن أطمئنكم أن الوضع الذي تشهده الدول العربية والتحوّل نحو الديموقراطية يصب لمصلحة لبنان في المستقبل. لقد دفع لبنان ثمناً كبيراً للديموقراطية والحرية والقيم، وأنتم أكثر من يعرفها لأن أجدادكم وآباءكم تركوا لبنان وقصدوا هذه البلاد طلباً للحرية والكرامة.

وفي ما خصّ الوضع الاقتصادي، فهو شهد نمواً قارب معدّله الـ  8 و 9 في المئة خلال السنوات الماضية، وقد انخفض بسبب الأحداث التي تشهدها الدول العربية، ولكنه قابل للنمو بسرعة كبيرة. كما صمد لبنان خلال الأزمة المالية التي ضربت العالم، وزادت الودائع المالية، والسبب يعود إلى أن المغتربين يحوّلون أموالاً بشكل دوري إلى لبنان بما يقارب الـ 7 مليار دولار، وهو رقم أكثر من جيد بالنسبة إلى البلد. كما ارتفع إحتياطي المصرف المركزي بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، على غرار قيمة إحتياطي الذهب، وهما ضمانة أساسية للاقتصاد ولكن الضمانة الكبرى هي أنتم الذين نعتبركم ذهب لبنان الأبيض.

أيها الحضور الكريم،
لقد أعطى الله لبنان نعمة إضافية إلى النعم التي أغدقها عليه، وهي كميات كبيرة من النفط  والغاز في البحر وقد بدأت الدولة الإجراءات القانونية للتنقيب عنها وإستخراجها من أجل أولادنا وأولادكم ومن أجلكم لكي تعودوا إلى لبنان.

لا تخافوا على لبنان، فهو لا يزال مستشفى الشرق الأوسط وجامعته، ونحن نفتخر بالمستوى الذي يتمتع به لبنان على صعيد الطبابة والاستشفاء والجامعات. إن نظامنا الديموقراطي هو من الأفضل في العالم، وهو بفضل ما يحصل، يظهر للجميع أنه نموذج للعالم الجديد المتعدد الذي أنتجه التطور العلمي والعولمة.

إن لبنان وفق ما قال الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني هو بلد الرسالة، وبلد التلاقي كما أشار إليه البابا بنديكتوس السادس عشر. وفي الصراع القائم بين الانعزال والانفتاح، ستكون الغلبة للانفتاح وللدول التي تعتمده، ولبنان منها.

كما سبق وقلت، تنتظر لبنان فرص سياسية واقتصادية مهمة، علينا اغتنامُها لتعزيز حضور لبنان وقوته، وهو أمر مطلوب من المقيمين قبل المغتربين ولكنكم أنتم الداعم الأكبر لهذه العملية. لدينا بلد جميل، وقد وصفه نشيد الاناشيد بأجمل بلد في العالم، وتغنـّى بأرز لبنان. لا تبيعوا أرضكم، فالأرض غالية جداً إن من الناحية المادية أو من الناحية العاطفية والمعنوية. حافظوا على العلاقة مع بعض مهما كانت طوائفكم ومناطقكم، فقوتكم تنبع من هذه اللحمة وقوة العلاقات الاجتماعية والجمعيات والمؤسسات التي أنشأتم.

في مطلق الأحوال، الشكر الكبير لأستراليا حكومة وشعباً، كونها تحب اللبنانيين وتقدّرهم وتعتبر أن الشعب اللبناني خلاق، فحافظوا على إخلاصكم ووفائكم لبلدكم أستراليا، هذا البلد العزيز المعطاء، وحافظوا على رابط الدم والقلب الذي يربطكم بلبنان، أرض الأجداد.

أيها الأحباء والأعزاء،
بإسم الحكومة اللبنانية وبإسمي الشخصي أهنئكم  في هذا اليوم المجيد، متمنياً لكم التقدم والتوفيق والنجاح في حياتكم وأعمالكم والمزيد من العطاء في المجالات كافة، وقد أثبتم بالأفعال والأعمال أنكم تنتمون لأمة حضارية، تحملون في عقولكم وقلوبكم وسواعدكم رسالة وطن قائمةً على قيم الحق والخير والعدل والتضحية والعطاء والسلام. بكم يعتز الوطن ويكبر، فأنتم ثروته وسنده القويّ وعقله الخلاّق.
وكل عام وأنتم بخير.

 عشتم، عاشت أستراليا وعاش لبنان

كلمات حفل إطلاق كتاب "طلّ وشرر" للدكتور رغيد النحّاس

تمّ يوم العاشر من من تشرين الثاني/نوفمبر 2013 إطلاق كتاب "طلّ وشرر" للدكتور رغيد النحّاس في قاعة جمعية كفرحلدا في ضاحية لاكمبا، سيدني، أستراليا.
نسّق الاحتفال الدكتور إميل شدياق الذي قدّم المتكلمين واحداً تلو الآخر، بعد تعليقه على العمل بفقرة قصيرة يستشهد فيها بنبذات من الكتاب، وكان في تعليقاته المُحكمة كنحّات في فسيفساء الكلمة، يستنبط ما هو دالّ ومفيد.
افتتح الاحتفال الأستاذ إيلي ناصيف، رئيس رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا، راعية الحفل، فأشاد بالعمل وركّز على الدور الهام الذي تقوم به الرابطة، ورسالتها في دعم الفكر العربي. وظهر من كلامه حرصه على المضي في تعزيز مكانة الرابطة وتقدمها.
ثم توالى على الكلام كلّ من الشاعر شوقي مسلماني، والأستاذ جورج الهاشم، والإعلاميّة شادية الحاج، وختاماً المؤلف. وتبع ذلك "كوكتيل" تمّ خلاله توقيع الكتاب، وتبادل الحديث بين المشاركين. وفيما يلي نصوص الكلمات.

كلمة الشاعر شوقي مسلماني

"طلٌّ وشرر"
رغيد النحّاس في الفوضى المنظّمة 

ليست الديمقراطيّة صندوق اقتراع وانتخابات وفرز أصوات، بل ذلك حيّز في عالم الديمقراطيّة الذي منه رعاية حاجات المواطنين في الطبابة والتعليم والعمل، وضمان حريّة الإعتقاد والفكر والرأي المسؤول، فالديمقراطيّة، تحوز اهتمام الدكتور رغيد النحّاس، السوري الأصل، في إصداره الجديد تحت عنوان "طلّ وشرر" وهو الكتاب الشامل في موضوعاته، فهي مرّة سياسية فكريّة، ومرّة أدبيّة وفنيّة، ومرّة بيئيّة، وهي، وإن ظهرت متباينة، فهي تجمعها "الفوضى" وذلك بتعبير الكاتب ذاته، وقد استعار من الروائيّة أحلام مستغانمي عنوان إحدى رواياتها "فوضى الحواس" تأكيداً لمنهجه. 
وليس للديمقراطيّة مبحث خاصّ بها في عموم الكتاب، إنّما تجيء مبثوثة  هنا وهناك، في هذه المقالة أو تلك، من مقالات سبق للكاتب أن نشرها في صحف ومجلاّت صادرة في لبنان وأستراليا، ومنها صحيفة النهار البيروتيّة وصحيفة التلّغراف ومجلّة كلمات الأستراليتين، وغالباً ما تسترعي نظرَ الكاتب رائياً نفاقَ الغرب، فالإنتصار للديمقراطيّة، يكون، في دول العالم الثالث، كلاميّاً، فيما عمليّاً، فالتعاون وثيق وعميق مع الدكتاتوريّات، وبتعبير الكاتب فإنّ الغرب يستهين بالشعوب، وحريّاتها، لصالح مصالحه الضيّقة والأنانيّة، ويلوّح بقميص عثمان الديمقراطيّة لأهداف خبيثة، وحتى هو يلجأ إلى الكذب المفضوح، مثلما حصل للعراق، عندما تمّ غزو البلد تحت أعذار واهية، وكاذبة، مثل حيازة العراق أسلحة دمار شامل، ليتبيّن إنّ هذا الشعار اختلاق، ولينقلب إلى "الديمقراطيّة" التي دمّرت العراق، وجعلت مكوّناته أيدي سبأ. 
ويرجع الكاتب في عمله الشمولي "طلّ وشرر" إلى القرن الفائت، وإلى الثلث الأخير منه، عندما يعيد نشر مقالات له من تلك الحقبة، ويؤكّد إنّ تجربة جمال عبد الناصر حكمتها النوايا الحسنة، إنّما الأعمال ليست بالنيّات، بل النيّات بالأعمال. ويتحدّث عن "أساطيل من العملاء والمارقين والمرتزقة، الذين ينخرون في جسم العالم العربي" وكيف هم يتحوّلون جميعاً إلى أبطال في عين الغرب فيما المقاومة، والمقاومة الفلسطينيّة، مثالاً لا حصراً، ضدّ إسرائيل، تغدو إرهاباً، ويجري التحريض عليها، ومحاصرتها، وتعقّب واغتيال قياداتها. 
أمّا نهضة أستراليا، وهي الوطن الثاني للكاتب، فتلقى تثميناً عالياً، لجهة ريادة أستراليا، والنجاح والرخاء لعموم مواطنيها، على قدم المساواة، ولكن في آن، ويا للأسف، هي مرتهنة للولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا، وقلّما تتمايز في سياساتها الخارجيّة عن هذين البلدين، وبلغ الأمر بأحد قياداتها أن قال في رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إنّه مات إرهابيّاً.  
في الكتاب كلمة الأسترالي اليهودي الإنساني أنطوني لوينستاين، بمناسبة إصدار كتابه "مسألتي مع إسرائيل" وقوله إنّ الدولة الصهيونيّة ليست فوق النقد، واستذكار للإعلامي الراحل بطرس عنداري، صاحب "كي لا ننسى"، والأديب الراحل نويل عبد الأحد، صاحب واحدة من أهم ترجمات "النبي" لجبران خليل جبران، كما يستذكر أصدقاء أحياء، ومنهم الشاعر النيوزيلندي، الأسترالي، الأميركي الأصل، لويس سكوت، الذي سبق وشارك في حرب فيتنام، وعاش، وكشف عدوانيّة أميركا في تلك الحرب البشعة، التي ذهب ضحيتها الملايين من الفيتناميين (اعترفت أميركا قبل بضعة سنوات فقط إنّها قتلت 4 مليون فيتنامي وليس مليونين)، ثمّ يعرض للبيئة، وثاني أوكسيد الكربون، في موضوع آخر، والتخريب الهائل الذي يحدثه الإنسان في قلب وضمير العالم.  
الدكتور النحّاس، الموسوعي في اهتماماته ومعلوماته، ورئيس تحرير مجلّة "كلمات" سابقاً، ينشر في الكتاب قصائد قديمة له، وقصائد جديدة، وقصصاً تسجّل مفارقات في حياة المواطن السوري والعربي بالمقارنة مع حياة المواطن الغربي، ومن واقع تجارب، لا من واقع تهويم نظري. 
"طلٌّ وشجر" 328 صفحة، بانوراما حياة، فيها عبرة وحبّ، ونظرة نبيلة، إلى عالم يغرق في فظائع، فيما يستحق أن يكون أكثر حضاريّاً، وأكثر رأفة وإنسانيّة. 
كلمة الأستاذ جورج الهاشم

أفضل من يتكلم عن كتاب رغيد نحاس: طلٌ وشرر، هو رغيد نحّاس نفسُه. ففي المقدمة تجد ملخصاً صادقاً لمحتويات الكتاب كما تجد ملخصاً لنهج رغيد واسلوبِه وفلسفته في الكتابة....
في كتابات رغيد لا يمكنك ان تفصلَ، ولا يجب ان تفصل، بين ما هو سياسي أو اجتماعي أو انتقادي، وبين ما هو إنساني أو شخصي أو عاطفي، وبين ما هو محلي أو عالمي... لأنه كما يقول " يتناول الوضع الانساني في شموليته"، ولإايمانه "بتلازم هذه الجوانب ضمن الكل الواحد..."
فإذا نظرتَ إلى مقال "الانتخابات الأسترالية اليوم: ديمقراطية الخمسين في المئة" مثلاً يَرْكَبكَ الهمّ لطوله الذي يصل إلى تسع صفحات... ولكن عندما تبتدئ بالقراءة تنسى همَّكَ وتنتقل معه بسلاسة مذهلة من موقف إلى آخر وتُقَلّبُ الصفحات بشوق، متمتعاً بالعرض والتحليل، وتفكيك المشهد المركب إلى جزئياتٍ تتدفقُ أمامك بتسلسلٍ مقنعٍ ليعيدَ رسم الصورة الكبيرة التي تصبح، تحت قلمه، شديدةَ الوضوحِ والاقناع... يبتدىء بالحدث الآني المحلي: الانتخابات الفدرالية لسنة 2004. يثمنُ نظامَنا الديمقراطيَ الرائد، يدلُ على عراقته وانتسابه الى نظام وستمنستر. ليكشفَ أن نصفَ الامة لا تنتخب الرابح. ثم يستعرض مشاكلَ وحلولَ الديمقراطية ويعتبر أن مجلس الشيوخ يقدم ضمانة ، في مرّات كثيرة، ضد جموح الديمقراطية. ثم مشاكل المهاجرين الجدد مع الديمقراطية وهم الآتون من أنظمة ديكتاتورية تحسمُ في قراراتها التي تكون سلبيةً في الأغلب مع استثناءات إيجابية كقرار تأميم قناة السويس على أيام عبد الناصر. ثم ينتقل إلى قضية الحكم بشكل عام، ويقرر أن حكمَ الشعوبِ ليس بالامر السهل... وبعد جولة في المبادىء والأسس، واختلاف المصالح، يقرر أن الديمقراطية هي أفضل وسيلة للتعايش- ليطرح السؤال الكبير: ما هو هدف الديمقراطية؟
ثم يتطرق إلى مقولة الأكثرية الصامتة. وإذا كان يفهم أن تكونَ صامتةً في الأنظمة الدكتاتورية، فلماذا هي صامتة في بلد ديمقراطي؟ ولماذا لا تتكلم إلا في يوم الانتخابات؟
ثم يستعرضُ بَطَلَي حَلَبةِ الصراع المحلي: هاورد ولايثم. يحلل شخصيتهما وخلفية مواقفهما بقلم ناقد حساس مرهف... ثم يستفرد بهاورد فيعرض لعلاقاته بالغرب وأميركا إلى الحرب على العراق والإرهاب، والعلاقة مع الأمن القومي. وإلى تسبب هذه الحروب بخلق الملايين من اللاجئين، وتدفقِ قسمٍ منهم بواسطة القوارب إلى استراليا: القضية الساخنة والوازنة في الانتخابات وقتها وكل انتخابات. وبعد أن يؤكد أن هاورد متمسكٌ بالقيم الانسانية والاخلاقية على الصعيد الشخصي، يبين أن سياستَه بالنسبة إلى لاجئي القوارب لا إنسانية ولا أخلاقية بالمرّة... وبعد أن يتعرض إلى مآسي اللاجئين وأكاذيب السياسة حولهم، يعرج على جارته في حوار شخصي حول المفاضلة بين العمال والأحرار ليتفقا على ضرورة تنحية هاورد عن السلطة بعد أن أثبت لها بالملموس أن سياسة هاورد هي بالتحديد مخالفة لمبادىء هاورد نفسه الأخلاقية والإنسانية...
ولكن قرار الجاريْن لا يُلْزِمُ الناخبين الأستراليين الذين أعادوا هاورد إلى السلطة للمرة الرابعة على التوالي... ربما لأن رغيد، وأمثالَه المفكرين الإنسانيين الكثر في المجتمع الأسترالي، لا يملكون الوسائلَ والامكانيات للوصول إلى الأستراليين ليضعوا المشهد المحلي في إطاره الطبيعي من الصورة، وليضفوا عليه مسحة ‘نسانية شاملة...
للدكتور رغيد نحاس أحكامٌ صائبة في الكثير من المواقف والسياسيين. ففي مقالة بعنوان: فيه فايدة يا صفية! يقول عن حسني مبارك: حَوَّلَ البلادَ إلى شركة مقاولات تخدم من يدفع أكثر. وعن شباب مصر الثائر يقول: بذرَ الشبابُ في ميدان التحرير بذرةَ الديمقراطية المتمدنة... وعن عبد الناصر: لم تكن مطامعه سوى المطامع الوطنية... وأرجعَ سببَ هزيمة 67 إلى غياب الديمقراطية.. وعن عصر السادات يقول: بدأت البلاد تعود إلى عصور الظلام وطنياً واجتماعياً وفكرياً... أما رأيه في " الأخوان المسلمون" فقد كان رأي معظم المثقفين وقتها: "لهم الحق في حريّة التعبير والمشاركة الوطنية..."، ولكنه استدرك: "طالما أنهم لا يسعون لالغاء مثل هذه الحقوق عن غيرهم..." لقد فعلوها يا رغيد... فالفكر السلفي، الأخواني، الشمولي يستعمل سُلَّم الديمقراطية للوصول إلى السلطة ثم يرفسونه...
ويُسأل رغيد عن دور مصر في الثقافة العربية – ص 23 – فيقول: "مصر امي..." ويعرض لتجربته الشخصية. يكبر في حضنها في الفن والفكر والأدب والتحرر... إنها ليست امَّك وحدك. إنها أم أجيال عديدة... واليوم تستعيد دورها الرائد وخاصة التحرري. وآمل أن تأخذ بيدنا وتعطينا المثل في بناء الدولة المدنية الحديثة...  وعندها سيغير سعد زغلول رأيه ويقول لزوجته كما قلت في مطلع مقالتك الرائعة: فيه فايدة يا صفية...
لم أُدهش باسلوب رغيد البسيط، الأنيق، الغني بالصور.... فلقد تعودت عليه منذ مجلته الرائدة "كلمات". كلمته الراقية موجهة بالأساس ضد ثقافة النفاق. وضد ثقافة الكيل بمكيالين. يكتب بالصور كما يقول، ويُغْني القارىء بالمواقف الإنسانية التي لا تتبدل حتى مع الخصم، فهو يعترف بما له من ميّزات لا نملكها نحن... والأهم بنظري، أن كتابات رغيد تٌجْبِرُكَ على تشغيل الذهن وعلى التفكير، وتضعُكَ في مواجهة معه. تناقشه في كل أفكاره: توافقه هنا، تعارضه هناك، أو تلتزم الحياد في بعضها... والكتابة التي تجبرُ القارىء على التفكير هي برأيي أهمُ الكتابات...
كلمة أخيرة حول عنوان الكتاب. في مقابلة إذاعية فسر رغيد "طلٌ وشرر" بعنوان المقدمة: بين الندى والنار... إنها الثنائية التي تتحكم بكل ما قرأت من الكتاب: فندى حياتِنا الهانئة في المغتربات ونار الحياة في أوطاننا التي لا زالت تتألم... ثنائية المفاهيم والمواقف والأحكام والتصرف والعمل السياسي والاجتماعي والأخلاقي وحقوق الانسان بين المجتمعات المختلفة، وفي المجتمع نفسه، وبالتأكيد في داخلنا ايضاً... وأجمل تعبير عن عنوان الكتاب ما كتبه في الصفحة 10: "أداعبُ ورودَ الحديقةِ التي بللَها الندى النقي، وأسمعُ دويَ الصواعقِ في بلاد الشام..."
هناك آية من سورة البقرة تقول: "...فإن لم يُصبْها وابلٌ فطَلٌ..." كتابك يا رغيد إن لم يصبْ حياتَنا الأدبية في أستراليا بوابلٍ، فلقد أصابَها بِطَلٍ لا شك بذلك...
الطل والشرر أو الندى والنار مطلوبان دائماً. فإلى مزيد من شرر يضرم النار في الموروثات العفنة... وإلى مزيد من ندى على ورود الحديقة...
كلمة الإعلامية شادية الحاجّ

مساء الخير،
أشكر الدكتور رغيد النحّاس لإعطائي شرف مراجعة كتابه والمشاركة بهذا الحفل، وألفت انتباه الجمهور الكريم أن الكاتب يهدي كتابه لعمته دُرّية. صحيح أنه لم تجمعني الأيام بها، ولكن جمعتنا صُدف الحياة الجميلة التي هي أجملُ من كل المواعيد التي نستعدّ لها!

عزيزتي دريّة،
أكتب إليكِ رسالتي الأولى "من البلد الجاثم في أقصى الشرق جغرافياً وفي صميم الغرب فكريّاً وعمليّاً".
من القارة الكبيرة/ من الجزيرة الهائلة/ ذات المساحات الشاسعة التي قد تكون واحدة من بين خمس دول رائدة في مجال الديمقراطية في العالم.
ومن الدولة التي "تحوّل فيها الحنانُ الفردي الى تضامن اجتماعي راقٍ"، والتي رشّحت فيها رئيسة اتحاد كتّابها، السيدة صوفي ماسون، الكاتب الذي نحتفي اليوم بإطلاق كتابه الجديد، كواحد من أهمّ مائة مفكر في أستراليا في استفتاء أجرته صحيفتها المرموقة SMH.
اسمحي لي أن أناديك بصديقتي الفاضلة،
أيتها الغالية التي أمضيتُ برفقتها ساعاتٍ طويلة أستكشف ومضات مشاعر رقيقة كانت هي المصدر لإلهامها، والحافز لمملكتها الخلاّقة التي حوّلت هذه الصور المتراكمة في الذاكرة إلى عالم جديد يتلاقى فيه البُعد الترميزي بالبُعد الحقيقي للفن وللحياة معاً.
أيتها المربية الصالحة، العمّة دُرّية إليكِ أكتبُ اليوم وليس لأحدٍ سواكِ. أنتِ فراشةُ النور: "فكلُّ من طار مع آلهتي سيِّد الكونِ يصير." أراكِ بين هذه السطور. أراكِ على غلاف الكتاب التي نطلقه اليوم. طلُّ وشرر، ورائحة الطين تعبقُ الأجواء، ويمتزج فيها عطرُ الياسمين. أنتِ التي لم يعرف الملُل داركِ، ولم يستدركك الاجترارُ اليومي، لا بل أشبعتِ مخيّلة من أصبح له مؤلفات اليوم صوراً ورموزاً، بما تيسّر لكِ من قصص مدهشة من تراثكِ الإنساني.
اليوم، نشكرك جزيل الشكر، فها نحنُ نقطفُ ثمار ما زرعتِ ونغوص في معاناة مَنْ أحببتِ كل الحب، وها نحن بفضل هذا الحب وهذه العناية نستكشف العوامل المثيرة التي دفعته إلى الكتابة بصور أدبية نامية، متكاملة، أعادتنا إلى الجذور الأولى وجعلتنا نتّصل بعوامل أحلامنا ـ وها هي تُنقذِنا من أوهامنا، وتُثيرُ فينا حماسة النهضة والقيامة من الموت النفسي البطيء.
اسمحي لي أن احيّيكِ من هذه القارة البعيدة، فأنتِ صرتِ عمّتنا جميعاً، استحوذ حبّك على قلوبنا، وأخذ من واقعنا الرتيب رهائن... لفراشات الفجر الموصدة بعد في خوفنا الأسطوري.
تأكدّي أن قصصكِ المدهشة صارت أيقونات تفوحُ منها لغة التخاطب الازلي. ألم يقل رولان بارت "الاسطورة هي لغة الشعراء... أمثال إليوت ودانتي". فها هو الكاتب اليوم ـ يا عمة ـ يعترف ويشهد لكِ فيقول: "أحبّ أن أكتب بالصور ما استطعت لذلك سبيلاً. كيف إذن لا يُهدي كتابه اليكِ؟
اسمحي لي أن آخذكِ بدوري برحلة سريعة نتذوق خلالها الأنماط السابقة. فهو لو أعطاك حقّك من الوفاء فلم يبدأ من الصفر والعدم... فتعالي نستنبط تفاعلات هذا التراث، وهذه اللغة، وما فيهما من حرارة، والكثير من المعاني والآثار الحيّة الفاعلة.
أولاً أطمئنكِ أنّ الكاتب استهلَّ مجموعته بنصِّ قدّمه الى رفيقة عمره نجاة الدمشقيّة الأصيلة، كما ختم كتابه أيضاً بنص لها. فهو على الرغم من الوجوه النسائية المتعددة في الكتاب، والتي يكنّ لها الإعجاب والتقدير، أذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، بنازير بوتو، حنان عشراوي، الدكتورة إيفا ساليس من مؤسسي جماعة أستراليون ضد العنصرية، روث البرازي التي أهدته كتاب النبي لجبران خليل جبران باللغة الإنكليزية ، الشاعرة الأسترالية اليزابيث ريدل، أحلام مستغانمي كاتبة "فوضى الحواس"، آنا فينبرغ، صوفي ماسون، جولي أندروز، وغبريالا المرأة الغائبة الحاضرة التي عرّفها على شعر نزار قباني الازلي (ص 191)، وغيرهن، فهو ما زال يكتب شعراً لنجاته الدمشقيّة: "نطيرُ.. نطيرُ... نقطة في المطلق نصير/ كنتِ حلماً يملأُ خيالي، زهرةُ ياسمين تفوحُ ببالي، وحينَ أوشكتِ أن تكوني حقيقتي، صارت حقيقتي حلماً يراودُ خيالي." وفي لحظة وومضة: "كل شيء أنتِ فيه أجمل!".
نِعْمَ التربية حقاً يا دُرّية! لكنّه لم يكتفِ بهذا الحدّ من الإعجاب والتقدير لمساهمات وقدرات المرأة، لا بل ذهب أبعد من ذلك إذ نراه في نصّه حول ديمقراطية الـ50% يُقنِع جارته بالعدول  عن الإدلاء بصوتها في الانتخابات لمصلحة الحزب الليبرالي وذلك بدافع (حسب قوله) الواجب الأخلاقي، وكمحاولة لتنحية أمثال السيد هاورد عن الحكم نظراً لإدعاءات أمثاله الكاذبة حول حادثة اتهام طالبي اللجوء القادمين على المراكب بإلقاء اولادهم في البحر.
لا أُخفي عليكِ أنني ما سأبوح به لكِ الآن لا بُدّ أن يُدخل الفرح الى قلبك. ها هو يعرّي (بموقفه هذا) سياسة الهيبوقراطية، أي الخبث والنفاق، أي سياسة من يختلقُ الأكاذيب من أجل كسب الانتخابات.
أحدِّثُكِ ولا حرج عن مشاعره بالرضا والامتنان متى أدلى بصوته بحريّة، وهو يشمُّ رائحة الورود والشواء وينعمُ بنعمة الديمقراطية، وكيف لا، فها هو يستشهد بك بفخر بكلمة رئيس الوزراء السابق راد "ليس العاملون سِلعاً اقتصاديّة بل هم بشرٌ يستحقون ويستوجبون الاحترام والرعاية والاهتمام". ويذهب به الافتخار إلى حدّ مناداته وإشارته إلى أن "ممارسة الديمقراطية بحاجة إلى نوع من التهذيب"، وهذا التهذيب لا يمكن أن يحصل "بمادة دستورية"، بل يطالب بإرساء قواعد ثقافيّة عامّة ترتقي بالسياسيين إلى نوع من الاستقامة السياسيّة. ولا يكتفي يا دريّة بهذا الحدّ، بل يذهب إلى أبعد حين يطالب بعولمة الديمقراطيّة!
سأكتفي بهذا القدر من شرحه الطويل والمفصَّل في السياسة وتداعياته واللعبة الديمقراطيّة ودعوته إلى المسلمين والعرب كافة إلى الخروج من صدر الإسلام ليدخلوا في إسلام القرن الواحد والعشرين. يكفيني أن أُحيطكِ علما بنقده للتعبير السياسي الجديد الذي تتداوله الأوساط السياسية في أستراليا Political Correctness أي "الاستقامة السياسية". دعينا نترك للقارىء لذّة استكشاف نقده الفكري وسبرَ جذور هذه الظواهر في مجتمعاتنا العربية حيث تختلف التسمية فقط بينما يبقى المضمون على حاله. فالاستقامة السياسية في بلادنا، حسب تعبيره، هي ما نعرِّف عنه "باللياقة" حفاظاً على الظواهر التي تقتضيها العادات الاجتماعية المتوارثة والتقاليد.
نعم يا دُرّية، إنني أصغي اليكِ وكلُّني آذانٌ ترصد خلجاتِ صدرِك. نعم، لا تقلقي فله مواقف أخرى يتجلّى فيها الوفاء للأصدقاء الذين رحلوا إلى دنيا الحق، والذين أحبّهم كما أحبَّكِ لأنكِ زرعتِ فيه بذور محبّة هؤلاء الذين يتحلّون بالنزاهة الفكرية. أذكر منهم الأستاذ بطرس عنداري، عبد المعين الملوحي، الدكتور يوسف سمارة، نُويل عبد الأحد. أستشفُّ حِرصكِ على القيم الأخلاقية، لكن دعيني أكمل لأنه ستُدهشكِ طروحاته عن التلوث البيئي وضرورة ترسيخ مفهوم الأخلاق البيئية. سيُدهشكِ نقده مثلاً للعادات السيئة في المجتمع الاسترالي كعادة التزمير التي يعتبرها من أشكال التلوث بالضجيج.
دعيني الآن بعد أن أطمئنكِ أنه لم ينسَ عمّاته، وجده، ولا دور مصر في تثقيفه، فهو يصرّح بصوت عال: "مصر أمي". ولم يغب عن باله "دعاء الكروان" لطه حسين، وروايات نجيب محفوظ، والعرِّيف في الصف أيام المدرسة، وعشقه لبيروت التي كما يقول كانت جاذبيتها في سهولة التعاطي معها وقدرتها على مبادلة الحب الصريح!
آن الأوان يا دُرّية أن اقاسِمَكِ فرحي وغبطتي وأشاطرك ما يقوله الدكتور ربيعة أبي فاضل عن شاعرنا سعيد عقل في مجرى حديثه معه حول قيمة الأدب: "في إمكانك أن تستغني عن كل النشاطات العقلية، إلاّ عن الأدب. يمكنك أن تصنع امّة بواسطة الأدب، الأدب يبني أمة. في الأدب كل شيء." بينما يقول جورج مصروعه (هنيبعل): "الكتابة تمنحني لذة جسديّة إلى جانب الارتياح النفسي والعقلي. وأختار من الماضي ما أعتبره فعّالاً في العقل والقلب والوجدان والخيال."
يعتبر الدكتور رغيد، إضافة لما يعتبر، الكتابة حاجة نفسية بل يعتبرها رسالة اتخذت حيناً بُعداً أدبياً محضاً، واتخذ التاريخ حيناً آخر كمرجع علمي (جاف) مؤلم وغلّفه بالأدب الظريف.
ونلحظ أنْ لا توقَ مثيراً للاهتمام في قصصه وفي فكره إلاّ التوق إلى القيم الرفيعة، التي يطمح من خلالها الكاتب دعوة القارىء إلى التغيير نحو الأفضل، وهذا ما يدلّ على شموليّة وسِعَة أفقِ رؤياه في استيعاب الثقافات وألوان الحضارة.
صحيح أن الاغتراب ظاهرة إنسانية يتعاظم أثرها كلما ازدادت حدة ضغط الظروف الاجتماعية السياسية والاقتصادية، لكن إيريك فروم يُجسِّد مفهوم الاغتراب بمظاهر العزلة الناتجة عن إحساس الفرد بأن الآخرين لا يواكبونه فكرياً، وعمّا يسود المجتمع "المجتمع العاقل" (1955) من ثقافات مشوّهة، وتضليل سياسي، وتضارب في الآراء والأفكار الموضوعيّة الناتجة عن وعي الفرد بوجود الآخرين كشيء مستقل عن نفسه أو عن تمييزه في اختصاصه او تفرّده بمجال معين.
الإنسان في عصرنا الحديث أصبح منفصلاً انفصالاً حاداً عن المجتمع والدولة وحتى الله. فغدا بذلك الاغتراب موضوعاً بارزاً في الأدب شأنه شأن أي نشاط إنساني... فنحن منذ هوميروس اطلعنا على الإلياذة والأوذيسة حيث يصف لنا اغتراب الإنسان وضعفه أمام الطبيعة، كما وصف شكسبير في "هملت" و"الملك لير" المغتربان عن كل ما حولهما، وكذلك في أعمال بلزاك، وفيكتور هيجو وتشارلز ديكينز. كلّما ازدادت التحولات الحضاريّة تعقيداً وتضارباً، كلما انعكس ذلك على الإنسان (عامة) فكيف بالحري على الكاتب الذي أصبح اكثر ميلاً الى الاضطراب والتمزّق الداخلي. لذلك ومن هنا أصبح موضوع الاغتراب يُعدّ واحداً من الموضوعات البارزة في كثير من الأعمال الأدبية العالميّة والعربية (الطيب صالح، غسان كنفاني، جبران، ميخائيل نعيمه، الريحاني، حنان الشيخ، نازك الملائكة، فاطمة المريسي، وغيرهم).
لكن ما يهمنا هنا هو عامل الاغتراب عند النحّاس، وذلك من أجل تحقيق انتماء آخر يوفر أملاً أكبر بالنصر على الذات أولاً، كما يوفر عملاً أكثر جدوى قد يصبّ في مصلحة المجتمع ككل. فنرى النحّاس يلجأ اجتماعياً إلى الخروج عن نواميس السائد الاجتماعي في الوطن، وفي أستراليا (فلمينغتون ماركت، عادة التزمير، الفضائيات، مفارقات بوليسية، قيد نفوس، الانتظار في المطارات، شرطة السير والمرور). فمن خلال مناهضته لتلك النواميس أو مغادرتها ونقدها ومحاولة إسقاطها، يخضع هنا لرؤيتين: السلبية المدمرة، والثورية الإيجابية التي هدفها تغيير القانون الاجتماعي.
يقول رجب محمود في هذا السياق (في الاغتراب سيرة ومصطلح): "الغريب يتجنَّبُ المجتمع ومعتقداته باعتبار أنهما من العوامل التي تساهم في ضياع ذاته الاصيلة."
قد يكون كل ما قيل سابقاً في أدب الاغتراب، وما أضافه ألبير كامو في "الغريب" الذي رسَّخ هذا الحوار مع الذات المنفصلة أكثر من سواه من الأدباء المعاصرين، تكريس لهذا التشتت. لكن ظروف الواقع السياسي والتشتت الأسري، لم يسهما في فقدان القيم الاجتماعيّة والأسريّة لدى النحّاس، لا بل زادت من صقل معدنِه الطيب الأصيل، فها هو يذكر صوراً من الماضي بكل فخر واعتزاز ويهدي أجمل وأرقى ما لديه لعمّة ربَّت وسهرت، ولزوجة أحبّ.
هو الغريب حقاً عن التفاهات. هو المثقف الذي إذا ما أصيبَ بعقم نفسي ناتج عن الهزائم المتلاحقة التي مرَّت بها شعوبنا العربية منذ 1967، والذي يُشير إليه على أنّه "الحلم المزيف" (ص 21) والشلل الفكري، لكنه مع ذلك لا يستسلم لليأس، ولا يصوِّب إلى رأسه رصاصة (خليل حاوي)، بل نراه يتصالح مع جبران ويقرأ بعد مرور أربعين عاماً جبران بالإنكليزية ويدعو الى تأسيس مؤسسة الاستخبارات الثقافية (ص 122)، وتهذيب الديمقراطية (ص 57). يشعر بالامتنان والرضا لكونه ينعم بديمقراطية هذه الدولة (ص 49)، ويدعو إلى ترسيخ المفاهيم البيئية (ص 148)، وينهل من الماضي أجمل ما لديه من قيم وخصائل وفضائل (ص184). "كي نحرر أنفسنا من أنفسِنا... وإن كنّا لا بدّ أن ننعتق نحو التراث والماضي فجدير بنا أن يكون انعتاقنا نحو السمو الانساني!"
وفي الختام لست أرى أكثر سمواً من ذلك سوى حفاظه واحتفاظه بدفء الماضي، فهو يهدي هذا الكتاب اليك يا دريّة وإلى عماته وجدّه ومصر وبيروت "القلب الذي كان ينبض بين ضلوعه"، ودمشق الأم والزوجة، وما زال يأمل أن فيها "فائدة يا صفية".
أخيراً وليس آخراً: الزوجة الدمشقية نجاة، فيقول: "وما همني ان كحَّلتِ الجفون/ فليكن كل شيء كيف يكون/ كل شيء أنتِ فيه/ أنتِ أجمل!"
نامي قريرة العينين يا دريّة! فالغربة لم تدلل رغيداً ابن التراث العريق، والسمعة الحسنة، وابن الثقافة والبيت الكريم، لا بل انصهرت افكاره وخواطره وعواطفه وتجمعت لتنطلق معاً كالفراشات في حالة من الغبطة والنشوة التي لا تشرحها لغة، لا بل تعجز عن تعبيرها لأنها قد تكون هذا الفرح الذي يزيِّن جبين مَنْ وُلِدَ من جديد ليعود إليك منتصراً متصالحاً مع نفسه، نقيّاً، متجاوزاً لذاتِه، مقتدراً لإيقاظ الهمم بطموح وحزم. 
"كل من طار مع آلهتي/ سيّدُ الكونِ يصير/ دونَ أن يعلم" (ص 306)".
وأعتمد قول "نويل عبد الاحد" مخاطباً النحّاس: ونحن بفضلِ حبكِ وعنايتكِ ودرايتكِ "سنساهم في إبراز الأسباب التي من شأنها أن تحررنا من تلك الذهنية المحنّطة، أي من هذا اللحاف، إرثنا الجماعي الذي نقدّسه على علاته" (ص 174) كذلك فقط نصير معاً أسياد الكون.. دون أن نعلم!
أودّعكِ يا درية واطمئني فأنتِ فعلاً سيدة الكون صرتِ...
كلمة الدكتور رغيد النحّاس، مؤلف الكتاب

المبدعون قلماً وفنّاً وعلماّ، السلام عليكم.
والسلام عليكم أيّها السيّدات والسادة، لا حفل دونكم، فشكراً لحضوركم. 
الصديقان د. إميل شدياق و الأستاذ جورج هاشَم، أنتما أول من اتصلت بهما فلبيتما النداء بتعاونكما في تبنيكما إطلاق هذه الكتاب وتسهيل اتصالاتي مع الجالية العربية.
السيّد إيلي ناصيف، رئيس رابطة إحياء التراث العربيّ في أستراليا، والسادة أعضاء الرابطة، شكراً لتبنيكم هذا المشروع. ونشكر إدارة جمعيّة كفرحلدا لتكرّمها بتقديم هذه القاعة. ونقدر عالياً تعاون السيد إلياس طنوس رئيس الجمعية، والسيد شايان مدير القاعة في تسهيل هذه العملية.
أصدقائي: أكرم برجس المغوّش، وشوقي مسلماني، وسميح كرامي، شكراً لجهودكم واتصالاتكم. والشكر لكثيرين ممن نقلوا خبر الحفل إلى آخرين. وأؤكد امتناني للسيّد لؤي مصطفى، منسق مجلس الجالية اللبنانيّة، على اتصالاته المكثفة في توصيل الدعوة إلى هذا اللقاء بوسائل مختلفة. 
الشكر الجزيل للإعلاميين الذين أجروا معي المقابلات: شكراً السيدة شادية الحاج، وشكراً الأستاذ أنطوان القزّيّ، وشكراً الآنسة مرام اسماعيل من راديو SBS، وشكراً للأستاذ شربل بعيني لتسجيله مقابلة معي لتلفزيونه "الغربة"، بحضور الأستاذ إيلي ناصيف في منزلي، كما نشَرَت بعض الصحف العربيّة خبر هذا اللقاء، فلها تقديرُنا. 
الصديق الكبير الأستاذ الدكتور أحمد شبول كان أول من قرأ هذا الكتاب، وأفتخر أنّني زيّنتُه بتعليقه. واعتذر عن التواجد هذا المساء نظراً لظروف طارئة.
أما شقيقتي رغداء، التي تقطن في بيروت، وكنت آمل أن تكون معنا، فلها الفضل الكبير في مساعدتي على وضع التعابير والمصطلحات ضمن الإطار اللغوي القويم.
عزّة وتوم وأخي أديب، شكراً لمساعدتكم القيّمة هذا المساء. 
******
أريد أن أبدأ بنادرة قد تلقي بعض الضوء على ما يحرّض على الكتابة أحياناً، وهي تتعلق بنص في الصفحة 278 من الكتاب بعنوان "أواه يا امرأة"، وهي واقعة حقيقيّة.
استوقفني رجل لبنانيّ في الطريق وقال إنّه ميّزني من صورتي التي تظهر إلى جانب كتاباتي في صحيفة التلغراف في سيدني، وبدأ بمديح كتاباتي خصوصاً ما يتعلّق منها بما سمّاه "الغزل"، وأكّد لي أنّني أكتب جيّداً، وأنّ غزلي بالنساء في لبنان السبعينيّات قويّ جداً.
شكرت الرجل واستأذنته مغادراً في طريقي دون أنْ أخوض معه في نقاش حول ماهيّة ما أكتب، لكنّني رأيت نفسي في حالة استحضار واستعراض لسلسلة ما كتبت، وأسباب وأصول ما دفعني لتلك الكتابة، فوجدت نفسي أقول له: 

ياليتك تعلم يا صديقي أنّ تلك النساء اللاّتي تتحدّث عنهنّ هنّ امرأة واحدة، مرّة تكون أمّاً ومرّة تكون زوجة، عشيقة أوصديقة، شقيقة أم ابنة عم، عمّة، خالة، جدّة، حماة. مرّة تصْبُغ شعرها، ترفعُه، تنشره. مرّة تكحل الجفون. مكتسية، أم عارية. تقود سيّارة، أم تحلب بقرة. تُحضّر لجلسة قضائيّة، أم تخبز منقوشة بالصعتر.
هؤلاء النساء مساحيقٌ على وجه امرأة واحدة، اغتصبَها أبناؤها بمساعدة أشقائهم وأعدائهم، ولمّا تكوّرت بطنُها بجنين مكرهم وترفهم، تركوها حُبلى بهموم الغيب القادم. تركوها قلقة ليس من الفضيحة بقدر ما سيحدث عند الولادة، وهي تعلم أنّ وحشاً مفترساً ينتظر على باب دارها الجَنوبي، له من حاسّة الشمّ ما تستشعره في فرْجها الذي صار يخشى لحظة الفَرَجْ. صارت تخشى الأمومة، وهي التي فتحت صدرها حبّاً بكل المارقين، وأعطتهم من مفرزات تلذّذها بحبهم الخادع. مات الجنين في أحشائها.
نعم! أنا واحد من عاشقيها، وقد أكون الأب الحقيقي لجنينها الذي ستأكله الضباع. لكنّني لا يمكن أنْ أثبت ذلك. وربّما لن يُسمح لي أنْ أثبت ذلك. وأنا واحد من أبنائها، وأشقائها، وأبناء عمومتها، وخالاتها، لكنّ مشكلتي أنّ لون جِلدي في نظر بعضهم مغايرٌ للون جلودهم.
كلّ الذي أعرفه أنّني أحببت هذه المرأة كثيراً، وضاجعتها كثيراً، وكنت أسمع أنين نشوتها وهو يخرج من مساماتي، وأشمّ عطر لذّتها حين ينسكب على جسدي. ولازلت أذكر ولادتي! رحلتي في الدهليز السحريّ الذي نقلني من داخل رحمها إلى الوهاد والسفوح في جسدها المستحم برذاذ البحر وعَبَق الصنوبر والأرز. نعم! أبصرت النور من فرجها، ثمّ رأيتُه بريقاً في عينيها. لذلك تراني أكتب عن ذكرياتي معها بهذه القوة. أخشى أيّها المارق في طريقي أنْ أبوح لك أنّها أمّـُك، أختـًك، زوجتك... أوّاه يا امرأة... يا لبنان.

طلٌّ وشرر

أشهد أنّ الكلمة بابُ الإرث الحضاريّ، وأنّ الكتابة مِفتاحُ ديمومته. أنا أكتب لأنّني أستمتع بالكتابة كعمل خلاّق، وأنشر لأنّني أحبّ أن أتشارك مع الآخرين بما يجول في خاطري، ولأنّني أريد أنْ أسهم في استمرار التراث اللغويّ العربيّ وتحسينه، مهما كان عملي متواضعاً.
حين ينتقل العمل الإبداعيّ، في هذه الحال كتاب أدبيّ،  من فكرة إلى نصّ، ويتم تدوينُه بغرض بثـِّه، يصبح من الضرورة بنظري أنْ يُعتنى به من حيث الشكل والمضمون كعمل فنيّ متكامل. المضمون يتعلق بالأفكار، والشكل يتعلق بالأسلوب والتعابير واللغة والطباعة. هذا الكتاب سيصبح في يد المتلقّي، ولا بدّ من احترام ذلك المتلقي بمساعدته على تذوّق ما أراد أنْ يتذوّق. هذا، على الرغم من إيماني العميق بأنّ التلقّي فنّ قائم بذاته، وعلى المتلقي أيضاً دور مهمّ في محاولة أنْ يقرأ ما بين السطور، وأن لا يتمسّك بحرفيّة الكلام، ولا ينتزع الأفكار خارج الإطار الذي جاءت ضمنه. هذا لا يعني أنْ لا يُعمل خياله، بل على العكس، أن يفكّرَ مثلاً في الأسئلة التي يمكن للنصّ أن يطرَحَها، وأن لا يبحثَ فقط عن أجوبة المسائل المطروحة. الأجوبة تختص بقضيّة وزمن محددين، وقد لا تصلح لكلّ زمان ومكان. الأسئلة يجب أنْ تُطرح دائماً لإعمال العقل وتحريضه، والبحثِ عن الأجوبة التي تناسب العصر. قال فولتير: "أحكُموا على الرجل بأسئلته، لا بأجوبته".
المسألةُ مسألةُ توازنٍ نصل فيها إلى الفهم الواعي الذي يخدم أغراض التمتّع والاستفادة والنقد. هذا ليس غريباً أنْ يأتي مني، وأنا الذي يؤمن بتكامل الجوانب المختلفة للشأن الإنسانيّ، وما التفريق إلاّ لغايات عملانيّة. أما المحصّلة، فلا بدّ أن الإنسانَ كلٌّ متكاملٌ. وكذلك المجتمعُ الناجح، وهذا ما نأمله للإنسانيّة التي باتت اليوم في كوكب تقلصت مساحتُه وقصر زمنُه في عصر العولمة والتقانة الذي يضمن التواصل السريع زمناً وكمّاً.
******
طلّ وشرر كتاب يجمع بعضَ كتاباتي التي سبق نشرُ معظَمِها منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتى بضعَ سنين خلت. يضم الكتابُ النصَّ والقصة والمقالة، وأعتبره ومضاتٍ من سيرتي الذِهنيّة، ولا شكّ أنّه يعكس بعضاً من سيرتي الذاتيّة، لأنّني حتى في كتاباتي الخياليّة أستعير تجارب، وأماكن، وأشخاص عايشتُهم وتفاعلت معهم.
أنطلق فكريّاً من مبدأ أنّه لا يمكن لنا بما لدينا من وسائل من التوصّلِ إلى ما نسميه "حقيقة مطلقة"، وأن الحقائق نسبيّة تختص بوضع ووقت معينين، وأنّ العلم هو أفضل وسيلة بين أيدينا لاكتناه ماهيّة وجودنا، لكنّه وسيلةٌ قابلة للتصحيح الذاتي، وليست صالحةً لكلّ زمان ومكان، وليس لديها حاليّاً الإجابة عن كلّ أسئلة الوجود.
وأنطلق عمليّاً من أنّ هناك أكثرَ من وسيلة لتحقيق الغاية نفسها في معظم الحالات. تخضع هذه الوسائل لأساليبِ الأفراد الشخصيّة، ولذوقهم، ومستوى إبداعهم. ولولا ذلك لا يحدث التطور، ولا تتحسن الجودة. وكم من مرّة نجد أنّ أهداف البشر تتفق من حيث المبدأ، لكنهم يقتتلون على طريقة التنفيذ. مثلاً، كثير من الفئات يتحارب اليوم من أجل عقيدة واحدة.
لهذا أؤمن بالتناغم، لا بالتماثل. أي ليس من الضرورة أن يتماثل الأفراد لنحقق حياة أفضل، بل لا بدّ من الاحتفاظ بالخصائص المميّزة لكل فرد أو ثقافة، دون أن نجعل منها وسيلة لإنكار الآخرين وإلغاء دورهم.
وهذا ما أعنيه بالتكامل أو الشموليّة، وليس القصد أبداً أن تكون الحياةُ جامدةً لا لون فيها. وواقع الحياة أنّ فيها ألواناً لا تعدّ ولا تحصى، كما أنّ فيها الحلوَ والمر، الندى والنار، أي الطلَّ والشرر، ومن هنا جاء عنوان الكتاب.
هذا العنوان اخترتُه سابقاً لإحدى زوايا مجلّة "كلمات" التي كنت أُصْدِرها.
أشرح في مقدمة الكتاب المواضيعَ التي تناولتُها والأنماطَ الكتابيّةَ التي اعتمدتها، وأركّز على أنّ كلَّ موضوع حمّال لكلّ جوانب الندى والنار سواءٌ أكان سياسيّاً أم عاطفيّاً. بعبارة أخرى، أسأل القارئ أنْ يتمعّن في البعد الإنسانيّ فيما يقرأ.
أردت أيضاً من إخراج الكتاب على الصورة التي جاء فيها أن أعبّر عن ذوقي الخاصّ في مثل هذه الحالات، وأضربَ مثلاً محسوساً عمّا يمكن أنْ أساعد فيه الآخرين في مجال عملي الإضافيّ في الترجمة والتقييم والنشر.
أحبّ أن أشير أنّه من واقع تجربتي الشخصيّة في تصميم وإعداد وتحرير ونشر مايزيد عن ثلاثين كتاباً، أنّ من يدفع آلاف الدولارات لطباعة الكتاب، يجب أن لا يبخل في دفع ما يلزم لتحضير نص على مستوى عال من الجودة، مثل ابتغاء المراجعة والتدقيق. وكذلك في سبيل تحضير الكتاب بالشكل المراد قبل إرساله إلى المطبعة، لأنّ معظم المطابع هو مجرد مطابع لا أكثر. ونعلم أنّ أيّ فرد يمكن أن يُصدر كتاباً، فهل نريد النشر لمجرّد النشر؟
ولعل من أهمّ ما نفتقر إليه في هذا الصدد هو ثقافة النقد البنّاء، ولهذا ركيزتان هما تقبّل النقد،  وكذلك وجود من هو كفو لهذا الغرض. أدّى عدمُ قبول النقد، خصوصاً لدى من هم ذوي شأن ونفوذ، إلى إحجام الآخرين عن نقدهم. أضف إلى ذلك ثقافة المحاباة المتفشيّة في ذهن كثير من البشر، والتي ينتج عنها "المسايرة" وتمرير الأمور. النيّة الحسنة وحدها لا تكفي للإنتاج الجيد، ناهيك بالإنتاج الخلاّق. لابدّ أن تكون النيّات بالأعمال.
أعتقد أنّ الجالية العربيّة هنا، هي منجم فيه الكثيرُ من الدرر، لكنها تفتقر أسباب التعدين، أو لا تكثرثُ بهذا النوع من المجوهرات. أرى بين الحين والآخر ماسةً تطفو وتحاول اللمعان، لكنّها لاتجد المؤسّسة المناسبة لصقل مواهبها، ناهيك بوجود من يحاول طمس معالمها. وأرى في كثير من الأحيان من يعتقد أنّ عمله وصل إلى مستوىً يليق بالنشر، وقد لا يجد إلاّ المسايرة والتشجيع الأجوف، في حين أنّه بحاجة للنصيحة الحقّة. (قال لي أحدهم مرّة، دفاعاً عن أيّ شيء ينشر، إنه "لا مرجعيّة في الشعر". أنا لا أوافق على ذلك، وأشدد ثانية أنّ كلّ ما وُضع تحت تصرّف المتلقي يصبح عرضة للمرجعية حكماً، مع العلم أن المرجعية الأخيرة هي الجمهور العام.)
أقول هذا لأشير أنّنا كلنا بحاجة لمؤسسة من مثل رابطة إحياء التراث العربيّ في أستراليا، وأتوجّه إلى المسؤولين عنها وإلى المهتمين بها أن يستحضروا كلّ ما لديهم من أسباب دعمها وتطويرها، وأتطلّع إلى يوم تكون فيه هذه المؤسّسة، أو مثيلها، من يقوم بدعم الكلمة بالمساعدة على النشر الراقي، لأنّ أفضل جائزة تُمنح لأي مبدع هو أن يرى إنتاجه في متناول الجميع. 
وختاماً أشكر عدداً من توائم الروح التي رافقت مسيرة حياتي، فكانت على الرغم من نَدرتها خيرَ صديق للفكر والنفس. أما الصداقة الشاملة الكاملة التي ما بخلت عليّ بغال أو رخيص خلال مسيرتي العلمية والعملية والفكرية خلال سبع وثلاثين سنة إلى اليوم، فأوثّقها من جديد مع نجاةَ، بنتِ بلدي الأول دمشق، وشريكةِ بلدي الأخير سيدني.

تهنئة لحزب الدستور من داخل برلمان ولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا

وجه السيد شوكت مسلمانى - عضو المجلس التشريعى لولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا - التهنئة لحزب الدستور بمناسبة مرور سنة على تأسيس الحزب. هذ وقد أثنى السيد مسلمانى فى كلمته التى ألقاها داخل قاعة البرلمان يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 على قيم وأهداف الحزب بالنسبة لمصر. معرباَ عن تقديره لجهود أمانة الحزب بأستراليا.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها تكريم حزب سياسي مصري بهذه الطريقة فى برلمان أجنبى.
يوم تاريخي لحزب الدستور وأعضائه ولكل المصريين.

الشاعران مروان كساب وجورج منصور يتألقان في أمسية شعرية

في دارة الأستاذة المحامية بهية أبو حمد اجتمع نخبة من الشعراء والأدباء ورجال الفكر والأعمال الذين استضافتهم بحفاوة بارزة مما أضفى على الجو مسحة " ناطقة " بالتقاليد اللبنانية ولاسيما التراث الشعري الزجلي في مختلف عناوينه وأشكاله المتعارف عليها.
وبالفعل ساد الجو ارتجال الزجل اللبناني من كلا الشاعرين مروان كساب وجورج منصور بحيث أنهما كانا يتراشقان الأبيات الشعرية بسرعة مذهلة أدهشت الحضور الى حد لا يوصف إذ أنهما لم يغب عن ذهنهما أي نوع من الزجل اللبناني المعروف سواء لجهة القصيد أم المغنى مروراً بالقرادي وصولاً الى الشروقي العابق بأريج العشق والحنين بالإضافة الى ما يطلق عليه فن العتابا وكسرة الميجانا مع تأكيد المؤكد على أن كلاً من الشاعرين المذكورين أعلاه يتمتع بإداء لبق لدرجة الإبداع وبألحان شجية تذوب وجداً وعذوبةً لتترك أثراً عميقاً في نفوس المستمعين يدغدغ الأحاسيس ويطلق الخيال على أجنحة الخلق والإبداع.
وقد واكب هذه الأمسية الزجلية لحظات جذابة أطلّ من خلالها الشعر الفصيح بملابسه المخملية مما جعل القلوب تأنس مجدداً الى هذا اللون الأدبي العجيب حيث تتجلى عروسة الشعر في وشاحها الأرجواني الرائع.
صادر عن مكتب المحامية بهية أبو حمد للمحاماة

بحضور سفير فلسطين الدكتور عزت عبد الهادي مدير عام البنك العربي في استراليا جو رزق يستضيف منظمة أكشن آيد الخيرية


كتب أكرم المغوّش

منذ تسلم الاستاذ جو رزق الادارة العامة للبنك العربي في استراليا ومعه مدير الفروع المصرفية الاستاذ إميل شاهين وهما في حركة دائمة لا يكلان ولا يملان من أجل خير استراليا والجالية العربية وخاصة في تقديم المسادات الخيرية للمحتاجين.
ومن هذه النشاطات كان لقاء خيري في المركز الرئيسي  الجديد للبنك العربي في وسط مدينة سيدني مع مدير عام مؤسسة (Action Aid) القاضي John Dowd والمدير التنفيذي Archie Law والمديرة الادارية Louise Johnson بحضور سفير فلسطين الدكتور عزت عبد الهادي ومدير العلاقات العامة بجريدة الهيرالد وتلفزيون الغربة الاكتروني الزميل اكرم المغّوش وممثلين عن وسائل الاعلام العربية مرحباً ومشيداً بما تقوم به المؤسسة الخيرية (Action Aid)في مساعدة اللاجئين السوريين والفلسطينيين وخاصة في فلسطين المحتلة من خلال المساعدات العينية والمعنوية.

وتكلم القاضي Dowd شارحاً اهداف المؤسسة ومتى تأسست وعن المساعدات التي تقوم بها في البلاد الفقيرة في مجالات الطبابة والتعليم والتدريب من اجل احقاق الحق من منطلق انساني.. واضاف قائلاً ان المؤسسة ساهمت وتساهم في مساعدة المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية كأعصار الفيليبين وتقدم الاستشارات النفسية لجميع الذين تأثروا جراء الكوارث الطبيعية والحروب الدائرة في البلاد العربية حيث وصل عدد الذين ساعدتهم المؤسسة الى اكثر من 25 مليون نسمة في العالم.

وتحدث السيد Law  قائلاً ان المؤسسة ساعدت وتساعد الفقراء في 40 دولة منذ ما يقارب 30 عاماً، واضاف قائلاً ان نصف التبرعات من المتعاطفين مع القضايا الانسانية والمحبين للسلام والباقي من الحكومة الاسترالية والبنوك العالمية واولوياتنا الان هي مساعدة المعاقين واللاجئين  الذين تضرروا من جراء الحروب الدائرة في البلاد العربية وخاصة في سورية وفلسطين المحتلة واكد ان المؤسسة  الخيرية تطالب الدول الغنية وخاصة استراليا بمساعدة الدول الفقيرة حفاظاً على حقوق الانسان كما ان المؤسسة تهتم بالدفاع عن حقوق المرأة وتسليحها بالعلم والمهارات، وخلص الى القول بأن المؤسسة غير معنية بالسياسة وانما عملها محض خيري وانساني.

يذكر انه عرض فيديو وثائقي عن مساهمة المؤسسة الخيرية (Action Aid) ودورها المشكور في تأهيل المشردين واللاجئين من سيدات سوريات وفلسطينيات وتدريبهن على الرعايا الصحية وحفظ كرامتهن.

وختاماً تحدث سفير فلسطين الدكتور عزت عبد الهادي فشكر مدير عام البنك العربي الاستاذ جو رزق والقيمين على مؤسسة (Action Aid) على اهتماهم بالشعب الفلسطيني والعربي وعموم المضطهدين في العالم .

واخيراً تناول الحضور الغداء وتداولوا الاحاديث التي تعنى بالقضايا الانسانية والمصرفية التي يولي اهتماماً كبيراً بها البنك  العربي بادارة واشراف مديره العام الاستاذ جو رزق المقدر والمكرم من الجالية العربية والمجتمع الاسترالي التعددي نظراً للخدمات التي يسديها الى كل طالب مساعدة حسب القانون والاصول.


المحامية بهية أبو حمد وردة توزّع الورود

رغم إعجابي الشديد بالكلمات والقصائد 
التي القيت في حفل تأبين عملاق الفن الدكتور وديع الصافي،
إلا أن الشيء الذي شدّ انتباهي 
لدرجة الاعجاب المبهر
كان الرمز "الوردة" 
الذي قدّمته المحامية بهية أبو حمد للمشاركين في حفل التأبين،
وكأنها تدرك أن الشاعر الذي يسهر الليالي 
من أجل أن يكرّم الآخرين بقصيدة رائعة،
من حقّه أن يقال له شكراً. 
وها هي الوردة القانونية البهية 
توزّع ورودها الرموز على من وزّع الشعر والفرح على الآخرين.
إنها التفاتة رائعة في أمسية رائعة،
وصدقوني انها المرة الأولى التي أشعر بها "بالغيرة"
لأنني طُلبت للمشاركة بالمناسبة ورفضت "كالعادة"، 
وحرمت نفسي من وردة "بهية" 
كانت ستزيّن مكتبتي 
وتشرّفني كثيراً.
نيابة عن زملائي شعراء الجالية 
أقول بأعلى صوتي: 
ألف 
شكر 
يا 
بهية.
**
شربل بعيني